30‏/09‏/2009

من مفكرتي هذا الصباح 30 سبتمبر 2009

عدت بعد عودتي من اجازة العيد إلى روتيني اليومي بالنوم باكرا و الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بقليل، وهي عادة بدأتها منذ سنوات عملا بنصيحة أغلب كتاب التنمية البشرية الذين قرأت لهم، أحببت هذه الفكرة لكوني إنسانة صباحية بطبعي، بمعني أنني أكون في قمة نشاطي في بداية اليوم فأنا أستطيع أن أنجز في ساعة واحدة في الصباح ما أنجزه خلال اليوم كله..

لكن يتيح لي هدوء هذه اللحظات الجلوس مع نفسي و تأدية صلاتي بخشوع و تركيز كبيرين، أشرب كأس الماء الدافئ الذي أدخلته على نظامي قبل سنوات، أتبعه بقراءة عدة صفحات من القرآن الكريم، أتبعها دائما بتمارين للتنفس وجدت أنها تساعدني بشكل كبير على بدء يومي بنشاط و حيوية..


أخذت فنجان القهو’ بالحليب الذي تعودت أن أشربه بدون سكر إلى صومعتي، التي هي عبارة عن غرفة صغيرة تحت سلم المنزل،أجريت عليها بعض التعديلات البسيطة، من طاولة و رفوف خشبية بلون برتقالي فاقع تمثل مكتبي الصغير و ركن القراءة، ونافذة كبيرة تطل على حديقة المنزل، و الشارع المقابل للبيت حيث استمتع بمراقبة المصلين أثناء ذهابهم و عودتهم من المسجد في هذا الصباح الباكر، لسبب ما يمنحني هذا المشهد شعورا جميلا بالراحة، لعلني فسرته بأن الدنيا ما زالت بخير، و لأني أستمد من هؤلاء المصلين القوة و الدافع للإستيقاظ مبكرا مهما كانت الظروف، و دائما ما كنت أقنع نفسي إذ ما سول لي العفريت الصغير الذي يسكنني أحيانا بأن أعطي نفسي نصف ساعة نوم إضافية، بأنني يجب أن أكون مثل هؤلاء المصلين، الذي لم تمنعهم شيخوختهم، أو مشاغلهم عن الإستيقاظ مبكرا، فأنهض من السرير سريعا، و أفتح نافذتي لإستقبال نسمة الصباح المنعشة..


لا شيء يعادل عندي الشعور بإستنشاق هواء نقي في هذه اللحظة، قرأت في مكان ما بأن الهواء يكون في أنظف حالاته في هذه الساعة، و أن الأثير يكون أكثر إستعدادا لنقل افكارنا و مشاعرنا و دعواتنا..أشعر فعلا بحقيقة هذه المقولة


أمام نافذتي أجلس اتأمل كل هذا، و أحمد الله الذي وهبني هذه النعم من حولي، مثل القدرة على الإستمتاع بكل هذه المشاهد الرائعة، أحمده على حواسي الخمس، على حديقة بيتي الصغيرة، على فنجان القهوة الدافئ الذي لا يتطلب مني صنعه سوى لمسة زر واحدة، حيث تقوم الشغالة بملئ الجهاز بالماء و القهوة في الليلة السابقة، أحمد ربي على طقس عمان، وسمائها الصافية طوال السنة، و على شخصيتي المحبة للمعرفة، وعلى شخصيتي المحبة للجمال..


أفتح جهاز الحاسب الآلي، أمر على قائمة أهدافي، أراجعها، أضع صورة ذهنية لكل ما أتمنى في الحياة، أتخيل تحقيق أهدافي و استحضر المشاعر المرتبط بها، يمنحني هذا التمرين دافعا قويا للعمل و مواصلة الكفاح، و يدخل في قلبي الرضا و السرور..

أكرر عبارات الإيحاء الذاتي لبرمجة عقلي الباطن على التفوق...


أعد جدول لأعمالي اليومية، و اشطب على ما أنجزت اليوم السابق حريصة على عدم مسح ما أنجزت، ليكون دافعا قويا لي للإنجاز لهذا اليوم، أرتب أولوياتي و أبدا يومي..


أفتح ملف يومياتي، أدون فيه إنجازاتي الصغيرة، و دروسي التي تعلمتها خلال اليوم السابق، حريصة على استخدام الألفاظ الإيجابية..ولا أحرم نفسي من عبارات المديح و الإستحسان


أغلق الجهاز، أخذ حماما سريعا قبل خروجي، اتأنق بأفضل ما عندي، القي نظرة على صورتي في المرآة، أبتسم لها، أقول لها: أحبك لآنك رائعة و لأنك تستحقين الأفضل أمنحك هذه الإبتسامة و هذه القبلة..

أركب سيارتي، أنظر إلى ما حولي للحظات، أستشعر النعمة التي أنا فيها و المتمثلة في سيارتي الجديدة، الفخمة المريحة، أدير جهاز التكييف، و جهاز السي دي بليير الذي يضم معزوفة موسيقية كلاسيكية هي أروع ما أنتجه فناني العصر، لأني استحقها، أو تسجيلات من اصوات الطبيعة، او تسجيلات صوتة لكتب مفيدة اشغل نفسي بها عن منغصات الطريق..


لهذا أستطيع ان اصل إلى عملي و أنا في قمة النشوة، و السعادة، بابتسامة بعرض باب المبنى أحيي كل من أقباله و أبدا يومي بنشاااااااااااااااط







هناك 5 تعليقات:

Kibrya يقول...

من خلال قرائتي لحروفك ، استوحي ارادتي وعزيمتي في هذه الحياه كوني ارى املاً واسعاً في محيـّاك . . من بعد امالي في حياتي . . دمتِ مميزه / ابنتك ملاك

Unknown يقول...

Kibrya: أرانا قد تبادلنا الأدوار و أصبحت أنت مصدر الإرادة و الإستمرار..أشكر لك بصدق تشجيعك الدائم حبيبتي

طموح متجدد يقول...

ياه كم هورائع الأهتمام واستشعار كل دقيقة لنا في الحياة

Unknown يقول...

طموح متجدد: لأن الحياة رائعة فعلا، و أجمل ما فيها تفاصيلها الدقيقية

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
جميل ان تكون الحياة ذات نسق معين بعيداً عن الملل والضجر..
بالفعل من اوقات الجنة الاستيقاظ باكراً خصوصاً إذا ما رافقه قراءة ما ، اين عنها الغافلون..!
حتى يأذن الله بدرس جديد كونوا بأوقاتكم مستمتعين