تفاجأت بالعنوان المقترح لأولى حلقات النقاش التي نستكمل بها جلساتنا الرمضانية، والتي باتت تقليدا رمضانيا جميلا ترعاه مملكة ود للاستشارات الأسرية والنفسية ضمن مشروع المسؤولية الاجتماعية للمركز للسنة الثالثة على التوالي، كنت في الواقع قد نويت هذا العام طرح مواضيع جديدة كوني شعرت بأن هذا الموضوع أخذ حقه من النقاش في هذه الحلقات، خاصة في ظل وجود عدد من المشاركات مستمرات منذ السنة الأولى للبرنامج، لكن من باب القناعة أيضا بأن التكرار هو أبو المهارات قررت المضي قدما فيها، لأنه السؤال الذي يتكرر أكثر من غيره، والشكوى التي يبادر بها معظم الناس عندما يأتي الحديث عن المال، بأن (الفلوس تتطاير) دون أن نشعر بها، ولا ندري أين تذهب، والسبب الرئيسي بالطبع في أن البعض لا يدري أين تذهب نقوده يكمن في غياب التخطيط لها، معظم الذين تحدثت إليهم لا يعترفون بضرورة وضع موازنة لدخولهم ومصروفاتهم، وحتى أولئك الذين يفعلون لا يلتزمون فيها من الأساس، وتجدهم في نهاية الشهر وقد تجاوزوا بنود الموازنة بكثير، ومن ثم يأتي من يقول بأن – فلوسي تتطاير- .
وأهم أسباب فشل الالتزام بالموازنة يكمن في غياب الحافز أو الدافع، فالموازنة في النهاية هي مجموعة أهداف مالية، تتوفر فيها جميع أركان الهدف، بالتالي إذا كان الدافع للهدف ليس موجودا أو غير واضح لن تتمكن من الالتزام به، الأهداف قد تكون أهدافا قصيرة المدى كدفع الفواتير الدورية في وقتها تجنبا لقطع الخدمة، وتوفير مقومات الحياة الأساسية من طعام وشراب ، وربما تكون أهدافا متوسطة الأمد كشراء سيارة جديدة بحلول شهر رمضان من أجل الاستفادة من العروض التي تقدمها وكالات السيارات في هذا الشهر الفضيل، أو عطلة عائلية خارج السلطنة مع الأسرة، أو تكون خطة طويلة الأمد كشراء منزل خاص أو تعليم الصغار، فهنا فقط يكون لدينا هدف واضح ومحدد وبقدر رغبتنا في تحقيقه بقدر ما سيكون الالتزام بالموازنة صارما، أما التخطيط لمجرد التخطيط فمصيره الفشل في الغالب، والموازنة تفقد معناها إذ ما لم يتم الالتزام بها، لا بأس طبعا أن يتم تجاوز بعض البنود في الحالات الاستثنائية، فهي في النهاية خطة مستقبلية، وأية خطة يتوجب أن تكون مرنة إلى حد ما، لكن شريطة أن لا يتحول الاستثناء إلى قاعدة.
أحد الأسباب التي لحظتها شخصيا في بعض الموازنات التي عرضت علي أنها لا تعبر عن الاحتياج الحقيقي، بمعنى أن الفرد ومن أجل أن يحقق هدف التوفير على سبيل المثال، تجده يقتر كثيرا على نفسه حين يضع الموازنة، بالتالي من الطبيعي أن تتجاوز البند الذي لا يعبر عن احتياجك الفعلي، البعض وخاصة النساء يشكل مبلغ التوفير الجزء الأكبر من الموازنة على حساب الاحتياجات الأخرى، هنا سيجد المرء نفسه يتمرد على الخطة التي وضعها لنفسه، عملا بقاعدة الضغط يولد الانفجار، وسيأتي عليه يوم يصرف جل ما وفره في أمر يرغب فيه، لذا من الضرورة بمكان أن يكون هناك توازن معقول في بند (أريد) مقابل بند (أحتاج) عندما يوزع الدخل على بنود المصروفات، فنحن في النهاية بشر، لدينا رغبات، ونتوق أحيانا إلى إرضائها، كما أنني أرى من الضرورة بمكان أن يكافئ المرء نفسه بين الحين والآخر حتى لا يشعر بالضيم وهو يرى جل دخله يذهب لتغطية الاحتياجات الضرورية، فالمرء منا يعمل ويجتهد طوال الشهر من أجل هذا الدخل. أمر آخر يتكرر لدى البعض عند تخطيط الدخل وهو وضع التوفير كآخر بند من بنود الموازنة، بمعنى أنه يوزع الدخل على بنود المصروفات ومن ثم المتبقي يضعه في بند التوفير، في حين أن العكس هو الصحيح، إذ يجب اقتطاع مبلغ التوفير في البداية.
وحبذا لو يتم إنشاء حساب مصرفي خاص له، ويحول تلقائيا بشكل دوري حال وصول الراتب، ومن ثم يوزع المبلغ المتبقي على بنود المصروفات، وعندما نتحدث عن (حساب توفير)، من المفترض أن يكون حسابا غير قابل للسحب منه إلا للهدف الذي وضع من أجله، وفي الغالب الهدف هنا يكون من الأهداف متوسطة أو طويلة المدى، وإلا فقد الحساب الغرض من إنشائه، ومن الأخطاء الشائعة أيضا التي لحظتها لدى البعض هو عدم إعطاء أهمية للمصروفات الصغيرة، وهي أكبر كارثة تهدد الخطة المالية، لأن هذه المصروفات الصغيرة هي التي تنسل بين أصابعنا دون أن ننتبه لها، حتى تشكل في نهاية الخطة المالية جبلا يصعب السيطرة عليه، فالنار من مستصغر الشرر ، وهذه المصروفات تختلف من شخص إلى آخر، ووفقا لمستوى الدخل، وتتراوح ما بين كوب كرك يومي أو زجاجة مياه معلبة، وحتى الملابس و الكماليات، لذا فالسيطرة على الدخل أرى شخصيا أنها تبدأ من السيطرة على هذه البنود الصغيرة، لأنها السبب الرئيس لتطاير النقود لدى الكثيرين، خاصة في ظل ثقافة الاستهلاك السائدة في هذا العصر، حيث باتت البضائع والخدمات متوفرة بكثرة، ولم نعد حتى بحاجة للخروج والبحث عنها في ظل الأسواق الافتراضية المتوفرة على الهاتف النقال على الدوام، بالتالي باتت اليوم الحاجة ملحة للتخطيط المالي المتوازن..
وأهم أسباب فشل الالتزام بالموازنة يكمن في غياب الحافز أو الدافع، فالموازنة في النهاية هي مجموعة أهداف مالية، تتوفر فيها جميع أركان الهدف، بالتالي إذا كان الدافع للهدف ليس موجودا أو غير واضح لن تتمكن من الالتزام به، الأهداف قد تكون أهدافا قصيرة المدى كدفع الفواتير الدورية في وقتها تجنبا لقطع الخدمة، وتوفير مقومات الحياة الأساسية من طعام وشراب ، وربما تكون أهدافا متوسطة الأمد كشراء سيارة جديدة بحلول شهر رمضان من أجل الاستفادة من العروض التي تقدمها وكالات السيارات في هذا الشهر الفضيل، أو عطلة عائلية خارج السلطنة مع الأسرة، أو تكون خطة طويلة الأمد كشراء منزل خاص أو تعليم الصغار، فهنا فقط يكون لدينا هدف واضح ومحدد وبقدر رغبتنا في تحقيقه بقدر ما سيكون الالتزام بالموازنة صارما، أما التخطيط لمجرد التخطيط فمصيره الفشل في الغالب، والموازنة تفقد معناها إذ ما لم يتم الالتزام بها، لا بأس طبعا أن يتم تجاوز بعض البنود في الحالات الاستثنائية، فهي في النهاية خطة مستقبلية، وأية خطة يتوجب أن تكون مرنة إلى حد ما، لكن شريطة أن لا يتحول الاستثناء إلى قاعدة.
أحد الأسباب التي لحظتها شخصيا في بعض الموازنات التي عرضت علي أنها لا تعبر عن الاحتياج الحقيقي، بمعنى أن الفرد ومن أجل أن يحقق هدف التوفير على سبيل المثال، تجده يقتر كثيرا على نفسه حين يضع الموازنة، بالتالي من الطبيعي أن تتجاوز البند الذي لا يعبر عن احتياجك الفعلي، البعض وخاصة النساء يشكل مبلغ التوفير الجزء الأكبر من الموازنة على حساب الاحتياجات الأخرى، هنا سيجد المرء نفسه يتمرد على الخطة التي وضعها لنفسه، عملا بقاعدة الضغط يولد الانفجار، وسيأتي عليه يوم يصرف جل ما وفره في أمر يرغب فيه، لذا من الضرورة بمكان أن يكون هناك توازن معقول في بند (أريد) مقابل بند (أحتاج) عندما يوزع الدخل على بنود المصروفات، فنحن في النهاية بشر، لدينا رغبات، ونتوق أحيانا إلى إرضائها، كما أنني أرى من الضرورة بمكان أن يكافئ المرء نفسه بين الحين والآخر حتى لا يشعر بالضيم وهو يرى جل دخله يذهب لتغطية الاحتياجات الضرورية، فالمرء منا يعمل ويجتهد طوال الشهر من أجل هذا الدخل. أمر آخر يتكرر لدى البعض عند تخطيط الدخل وهو وضع التوفير كآخر بند من بنود الموازنة، بمعنى أنه يوزع الدخل على بنود المصروفات ومن ثم المتبقي يضعه في بند التوفير، في حين أن العكس هو الصحيح، إذ يجب اقتطاع مبلغ التوفير في البداية.
وحبذا لو يتم إنشاء حساب مصرفي خاص له، ويحول تلقائيا بشكل دوري حال وصول الراتب، ومن ثم يوزع المبلغ المتبقي على بنود المصروفات، وعندما نتحدث عن (حساب توفير)، من المفترض أن يكون حسابا غير قابل للسحب منه إلا للهدف الذي وضع من أجله، وفي الغالب الهدف هنا يكون من الأهداف متوسطة أو طويلة المدى، وإلا فقد الحساب الغرض من إنشائه، ومن الأخطاء الشائعة أيضا التي لحظتها لدى البعض هو عدم إعطاء أهمية للمصروفات الصغيرة، وهي أكبر كارثة تهدد الخطة المالية، لأن هذه المصروفات الصغيرة هي التي تنسل بين أصابعنا دون أن ننتبه لها، حتى تشكل في نهاية الخطة المالية جبلا يصعب السيطرة عليه، فالنار من مستصغر الشرر ، وهذه المصروفات تختلف من شخص إلى آخر، ووفقا لمستوى الدخل، وتتراوح ما بين كوب كرك يومي أو زجاجة مياه معلبة، وحتى الملابس و الكماليات، لذا فالسيطرة على الدخل أرى شخصيا أنها تبدأ من السيطرة على هذه البنود الصغيرة، لأنها السبب الرئيس لتطاير النقود لدى الكثيرين، خاصة في ظل ثقافة الاستهلاك السائدة في هذا العصر، حيث باتت البضائع والخدمات متوفرة بكثرة، ولم نعد حتى بحاجة للخروج والبحث عنها في ظل الأسواق الافتراضية المتوفرة على الهاتف النقال على الدوام، بالتالي باتت اليوم الحاجة ملحة للتخطيط المالي المتوازن..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق