قرأت مقالة (الابتلاء والاختبار) لزاهر المحروقي في جريدة الرؤية بتاريخ 19
مايو 2015 للميلاد أكثر من مرة، ما احتواه المقال من شعور الكاتب بالتقصير وهو
يقارن حياته بحياة الشيخ خلفان، استوقفتني كثيرا، وكنت قبل رؤيتي للمقال بلحظات
أتفكر في موت الشيخ خلفان، وتلك الضجة التي أحدثها موته، وأنا أتصفح ما كتب عنه في
وسائل التواصل الاجتماعي، هل كان يعرف الشيخ بهذا الحب الذي يكنه له الناس، هل
بادر هؤلاء بالتعبير له عن امتنانهم لتأثيره في حياتهم أثناء حياته، أجزم بأن
الشيخ لم يصله إلا القليل من هذه المشاعر في حياته، فلم علينا أن ننتظر حتى يموت
المرء منا للاعتراف له بمشاعرنا تجاهه، ونعترف له بمدى تأثيره في حياتنا؟، وهو ما
أوحى لي بكتابة هذه المقالة عن زاهر المحروقي ذاته، الذي استوقفني كثيرا حديثه عن
تقصيره تجاه دينه والبشرية، إلهي ماذا علينا نحن إذن ان نقول إن كنت أنت بكل ما
سمعت عنك تشعر بالتقصير، – ونحسن الظن به ولا نزكي على الله أحداً – فإذا استثنينا
الشخصيات التي كتب عنها في مقالاته، مساهما بذلك في لفت الأنظار إليها ومنحها
التقدير الذي تستحق، فهو يقف بصمت – بشهادة الكثيرين- وراء كثير من النجاحات في
مجال الإعلام وباعتراف شخصي من البعض منهم، يعمل ذلك بصمت ومن وراء الكواليس، فقد
تكررت شهادة البعض منهم أمامي شخصيا اكثر من مرة، آخرها كان قبل مدة أثناء أمسية
ثقافية، دعيت لها لمشاركة كل من الروائي سليمان المعمري والمذيعة نايلة بنت ناصر
البلوشية، طرح أحد الحضور حينها سؤالاً علينا نحن الثلاثة عن أكثر الشخصيات تأثيرا
في حياته، فأجمع كل من سليمان ونايلة على زاهر المحروقي، تأثرت كثيرا بما قيل في
تلك الأمسية واستوقفتني عبارات سليمان المعمري بالذات لصراحته الشديدة المعروف
بها، فقد ذكر أن زاهر أثر عليه بسلوكه النبيل وأخلاقه العالية والتزامه الديني
أكثر من أي إنسان آخر عرفه، و أجمع الاثنان أنهما تلقيا الكثير من الدعم والرعاية
والمساندة اللامحدودة من زاهر الذي لم يبخل عليهما وغيرهما بالنصح والتوجيه
والدعم، حتى أن سليمان قال بالحرف الواحد (لولا زاهر ما رأى كتاب من لايحب جمال
عبدالناصر النور).
تأثير هذا الرجل ليس حصرا على الإعلاميين الذين عملوا معه، ذلك أنه من أكثر الشخصيات العمانية تأثيرا، فكتاباته التي يقرأها الإنسان البسيط و والمثقف على حد سواء، كانت ولا تزال تؤثر في حياة الكثيرين منا، تأثيرا لا يقل عن تأثيره الشخصي، وللأمانة فأنا لا أعرف الرجل شخصيا، ولم يسبق لي أن التقيت به، لكنه ما فتئ يثير فضولي بعد أن سبقته سمعته إلي، في كونه نموذجا في الصدق، وفي تطابق الداخل مع الظاهر، و في عطائه ، وتواضعه الجم رغم كفاءته ككاتب والتي تتجاوز كفاءة كثير من الكتاب ولن أقول العمانيين بل العرب أيضا، فكتاباته السياسية تتسم بالعمق، وقد أدهش قراءه بقدرته على التنبؤ بالأحداث قبل حدوثها، إذ تم إعادة تداول مقالة (هل نحتاج دائما إلى العين الحمراء) التي كتبها إثر أحداث دبا مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد سبق للكاتب أن تنبأ بما سيحدث في دبا من خلال مقالات كتبها في يناير 2011 تحت عنوان حكايات عن محافظة البريمي، لكن من يقرأها اليوم يشعر أن الكاتب يتحدث عما يحدث على الساحة اليوم، وكذلك تنبؤاته بمصير القذافي، فمقالاته كما يضعها الروائي سليمان المعمري عندما تقرأها قد لا تعطيها أهمية في حينه لكن مع مرور الوقت تكشف أهميتها، ولربما ما يميز زاهر هو صدقه الذي لا يساوم عليه فكتابه (حان وقت التصحيح) يعد خطة استراتيجية لعمان، وكتب ايضا (الطريق إلى القدس) من الكتب الغزيرة في معلوماتها، المشكلة التي يعانيها هذا الكاتب الرائع، يعانيها غيره من الشخصيات التي تفضل العمل بصمت وبإخلاص منقطع النظير، بعيدا عن الضجة الاعلامية التي يجيدها البعض، شخصيا أغبط هذا الرجل كثيرا، فقلة قليلة فعلا من الناس التي تتمتع بسمعة طيبة كهذه، ويتحدث عنها الناس بالخير من ورائها، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة تأثير هذه الشخصية، لهذا وددت أن أنقل هذه الرسالة لزاهر المحروقي الذي من سوء حظي لم أتعرف عليه إلا من خلال الانطباعات التي وصلتني عنه، لأقول له بأن تأثيرك كبير جدا سيدي الكريم أكبر بكثير مما تظن، وأنك بتقديمك هذا النموذج الأخلاقي الرائع أنت تؤثر أكثر، في زمن قلت فيه القدوات التي يحتذي بها، وفي زمن ضاقت فيه مساحة الصدق في حياتنا، أمثالك عملات نادرة، و أولئك الذين أثرت فيهم وإن لم يذكروا أمامك لكنهم يعترفون لك في غيابك، وأظن شخصيا أن هذا أكبر دليل على صدق ما يقال عنك، واصل العمل بالإخلاص الذي عرف عنك، حتى لو اختار بعض من حولك عدم الاعتراف لك به، اعلم بان هناك يدا عادلة فوق الجميع، وعد بأن لا يضيع عمل من أحسن عملا، قد تكون مشيئة الله أن لا تكون مكافأة أمثالك بالمناصب والاعتراف الرسميين فلك مني تحية إجلال واحترام وتقدير، وشكرا جزيلا على كل ما تعلمته منك وهو كثير.
تأثير هذا الرجل ليس حصرا على الإعلاميين الذين عملوا معه، ذلك أنه من أكثر الشخصيات العمانية تأثيرا، فكتاباته التي يقرأها الإنسان البسيط و والمثقف على حد سواء، كانت ولا تزال تؤثر في حياة الكثيرين منا، تأثيرا لا يقل عن تأثيره الشخصي، وللأمانة فأنا لا أعرف الرجل شخصيا، ولم يسبق لي أن التقيت به، لكنه ما فتئ يثير فضولي بعد أن سبقته سمعته إلي، في كونه نموذجا في الصدق، وفي تطابق الداخل مع الظاهر، و في عطائه ، وتواضعه الجم رغم كفاءته ككاتب والتي تتجاوز كفاءة كثير من الكتاب ولن أقول العمانيين بل العرب أيضا، فكتاباته السياسية تتسم بالعمق، وقد أدهش قراءه بقدرته على التنبؤ بالأحداث قبل حدوثها، إذ تم إعادة تداول مقالة (هل نحتاج دائما إلى العين الحمراء) التي كتبها إثر أحداث دبا مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد سبق للكاتب أن تنبأ بما سيحدث في دبا من خلال مقالات كتبها في يناير 2011 تحت عنوان حكايات عن محافظة البريمي، لكن من يقرأها اليوم يشعر أن الكاتب يتحدث عما يحدث على الساحة اليوم، وكذلك تنبؤاته بمصير القذافي، فمقالاته كما يضعها الروائي سليمان المعمري عندما تقرأها قد لا تعطيها أهمية في حينه لكن مع مرور الوقت تكشف أهميتها، ولربما ما يميز زاهر هو صدقه الذي لا يساوم عليه فكتابه (حان وقت التصحيح) يعد خطة استراتيجية لعمان، وكتب ايضا (الطريق إلى القدس) من الكتب الغزيرة في معلوماتها، المشكلة التي يعانيها هذا الكاتب الرائع، يعانيها غيره من الشخصيات التي تفضل العمل بصمت وبإخلاص منقطع النظير، بعيدا عن الضجة الاعلامية التي يجيدها البعض، شخصيا أغبط هذا الرجل كثيرا، فقلة قليلة فعلا من الناس التي تتمتع بسمعة طيبة كهذه، ويتحدث عنها الناس بالخير من ورائها، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة تأثير هذه الشخصية، لهذا وددت أن أنقل هذه الرسالة لزاهر المحروقي الذي من سوء حظي لم أتعرف عليه إلا من خلال الانطباعات التي وصلتني عنه، لأقول له بأن تأثيرك كبير جدا سيدي الكريم أكبر بكثير مما تظن، وأنك بتقديمك هذا النموذج الأخلاقي الرائع أنت تؤثر أكثر، في زمن قلت فيه القدوات التي يحتذي بها، وفي زمن ضاقت فيه مساحة الصدق في حياتنا، أمثالك عملات نادرة، و أولئك الذين أثرت فيهم وإن لم يذكروا أمامك لكنهم يعترفون لك في غيابك، وأظن شخصيا أن هذا أكبر دليل على صدق ما يقال عنك، واصل العمل بالإخلاص الذي عرف عنك، حتى لو اختار بعض من حولك عدم الاعتراف لك به، اعلم بان هناك يدا عادلة فوق الجميع، وعد بأن لا يضيع عمل من أحسن عملا، قد تكون مشيئة الله أن لا تكون مكافأة أمثالك بالمناصب والاعتراف الرسميين فلك مني تحية إجلال واحترام وتقدير، وشكرا جزيلا على كل ما تعلمته منك وهو كثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق