26‏/04‏/2015

استعد حبك لوظيفتك من جديد


مثل الكثيرين مر علي وقت فقدت فيه ذلك الحب الذي كان يربطني بوظيفتي، وبدأت لأول مرة في حياتي أجد صعوبة شديدة في مباشرة عملي كل صباح، وأصبح يوم الأحد ضيفاً ثقيلاً أتمنى لو أنه لا يأتي، وظلت عيني تراقب ساعة جهاز الحاسب الآلي كل ربع ساعة بانتظار الساعة الثانية والنصف ظهراً، وبات يوم الخميس فجأة أجمل أيام الأسبوع عندي، كنت على وشك أن أترك عملي، وفجأة تغير كل شيء، وعاد الحب الذي جمعني بعملي أقوى مما كان، أو ربما لم يحدث التحول فجأة إلا أن إدراكي له جاء فجأة، فقد قررت أن أستعيد ذلك الحب الذي كان، أنت أيضا يمكنك استعادة ذلك الحب الذي كان يربطك بوظيفة العمر التي بذلت الكثير من أجل الحصول عليها، ولا بد أنك وزعت الحلوى احتفاء بها، في كتابها الجديد (اعشق وظيفتك: القواعد الجديدة للسعادة في العمل) تطرح الكاتبة كيري هانون مجموعة من النصائح القيّمة التي قد تجد فيها الحل لهذا الجفاء المؤقت، وحالة الملل التي تشعر بها، أو الطريق المسدود الذي وصلت إليه مع مسؤولك المباشر، وعلى فكرة فإنك إن كنت تشعر بعدم الرضا عن وضعك فاعلم أنك لست الوحيد، ذلك أن استفتاء قامت به شركة غالوب الشهيرة أظهر أن أقل من ثلث الموظفين في الولايات المتحدة يشعرون بالرضا عن عملهم، والكثيرون مثلك لا يملكون الكثير من الخيارات التي تجعلهم يتركون هذه الوظيفة ويبحثون عن غيرها، ومع التقدم في السن تقل كثيرا الخيارات، في هذه الحالة فإن الخيار الوحيد الذي تراه الكاتبة هو في التصالح مع وظيفتك وتعلم أن تحبها من جديد، ابدأ بتغيير السؤال الذي طالما كررته على نفسك: ما الذي يجب أن تفعل جهة عملي من أجلي إلى ما الذي استطيع أن أفعل لتطوير أدائي لوظيفتي، فإلقاء اللوم على الآخرين لن يغير من وضعك شيئا، بل سيزيد شعورك بقلة الحيلة، حاول أن تدون بشكل يومي مشاعرك في العمل من اللحظة التي تباشر فيها عملك وحتى اللحظة التي تخرج فيها، إذا لاحظت أنها أشياء متكررة تلك التي تسبب لك الاستياء أنظر ما بإمكانك القيام به لمعالجتها، أو اضعف الإيمان أن تتوقف عن جعلها شغلك الشاغل، لا تحاول التركيز طوال اليوم على السلبيات من حولك، بل ركز على الإيجابيات في عملك والمحيطين بك، دون بشكل يومي الأشياء التي تحبها في عملك من الأمور البسيطة مثل استمتاعك بقضاء وقت مع زملائك، أو شعورك بأنك تساهم في تحقيق أهداف المؤسسة التي تعمل فيها، إلى تلك المهمة التي كلفت بها فوجدت فيها تحديا، أحيانا تكون المتعة في خروجنا من منطقة الراحة والقيام بعمل يثير فينا القليل من الخوف، تفاءل بالخير تجده، فالمتفائل يلحظ الفرص من حوله ويكون أكثر استعدادًا لحل المشكلات التي تعترضه، عندما تحدث نفسك بأنك تستطيع، لن يكسرك الرفض أو النقد سريعا، لذا فلن تستسلم بسهولة، ارجع لقائمة الأشياء التي دونتها والتي أنت ممتن للمولى بشأنها بشكل يومي، فبإمكان هذه القائمة أن ترفع معنوياتك بشكل لا تتخيله على الإطلاق، لن أبالغ إن قلت: إن هذا وحده كان السبب في جعلي أستعيد حبي لعملي من جديد، إثر كتاب قرأته لكاتبه السر كان يحمل عنوان (السحر) ولم يكن هذا السحر سوى الامتنان لله سبحانه وتعالى على الأشياء التي تحيط بي، ففي كل يوم كنت أكتب عشرة أمور أنا ممتنة للخالق عليها، بدءاً من الموقف المظلل لسيارتي، مروراً بالكلمة الحلوة التي أتلقاها في طريقي للمكتب من أحدهم، وانتهاء بالمكتب المكيف الذي أعمل فيه..الخ، ثق بنفسك وبقدراتك، وأعلم بأن الله لا يضيع عمل من أحسن عملاً، حتى إن لم يلحظ مسؤولك المباشر جهودك، كن على يقين بأن غيره سيلاحظ، فقط أحسن النية في العمل، طور مهاراتك باستمرار، لا تنتظر تلك الدورة التدريبية التي قد تأتي وقد لا تصل إليك، التمكن من عملك يمنحك ثقة بالنفس لن تدركها إلا إذا حاولت فعلا، تحدى نفسك بتعلم شيء جديد مرتبط بوظيفتك وانظر ما الذي سيحدث، أقلها أنه سيجعل من حولك ينتبه إلى مهارتك الجديدة وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى مسؤوليات أعلى، من شأن ذلك أن يعيد لك الحماس، والحماس يجعلك شخصاً محبوباً يسعى الجميع ليكونوا حوله، تناسى أنك تعمل لمؤسسة كبيرة وتخيل نفسك صاحب عمل وأن هذا عملك الخاص، ومسؤولك المباشر هو أهم زبائنك على الإطلاق كيف ستتصرف حينها، اخرج من مكتبك والتقي بزملاء آخرين من خارج التقسيم الإداري الذي تنتمي إليه، تعلم منهم كيف يؤدون أعمالهم وكيف يساهمون بجهودهم، وأخيراً وليس آخر انتبه للياقتك البدنية فهي عامل مهم جدا في نجاحك، اتبع نظاماً غذائياً صحياً يعينك لا أن يكون عبئاً عليك، ابدأ برنامجاً رياضياً يساعد على رفع طاقتك، ومعنوياتك وثقتك بنفسك، ويعطيك إحساساً بالإنجاز، مما سيجعلك تستعيد حبك لعملك والإبداع في.

ليست هناك تعليقات: