
قد ترى أيها القارئ الكريم أنها فرصة لتضع ضمن أهداف العام الجديد التخلص من شعور سلبي واحد على الأقل تشعر أنه يقيد حياتك ويؤثر على سعادتك وصحتك ونجاحك، حسدا كان أم غيرة، غضبا أو خوفا أو انعدام ثقة بالنفس، قد يعتقد الكثيرون بأن هذا مستحيل كونهم عاشوا هذا الشعور طوال حياتهم، لكن أعود وأقول إن الماضي لا يمثل المستقبل، ولكونك فشلت في الماضي لايعني أنك ستفشل في المستقبل، فالظروف تتغير، وأنت تكبر ومستوى وعيك بالتالي يتغير، الحياة قصيرة جدا، لا تستحق أن نضيعها في مشاعر من الكره والغضب، فهذه المشاعر تقتلنا وتدمر كل ماهو جميل فينا، وسيتأتي يوم ندرك فيه أننا أضعنا حياتنا سدى بسببها، في حين أن كل ما كانت السعادة تتطلبه هو تسامح مع الذات ومع الاخرين، فلا تحمل ذاتك أكثر مما تحتمل، وكن رحيما بها، فأنت أولى بها من غيرك، أقترح شعورا سلبيا واحدا لأن التركيز على هدف واحد سيجعل المهمة أسهل، فهذه المشاعر قد تكون تراكمت لديك عبر سنوات طويلة من التعرض للأذى والتجارب المؤلمة ليس من السهل أن تتخلص منها دفعة واحدة، فلو جيء لك ببطيخة كبيرة وطلب منك أن تأكلها دفعة واحدة سيستحيل عليك ذلك، إلا أنك لو قطعتها قطعا صغيرة وأكلتها على شكل دفعات خلال عدة ساعات ستتمكن من أكلها بسهولة شديدة، كذلك هي أهدافك لو قسمتها إلى أهداف صغيرة ستتمكن من إنجازها بشكل أسرع وأسهل، وكلما أنهيت هدف صغيرا سيمنحك ذلك دافعا لإنجاز المزيد، إذ ستدرك بأنك إن استطعت أن تنجز هذا الهدف فبإمكانك أن تنجز غيره، وهكذا وبدون أن تشعر ستجد أنك تقدمت خطوات عملاقة ما كنت تعتقد بأنك قادر عليها في يوم من الأيام، لهذا قيل بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، خطوة صغيرة هو كل ماعليك أن تقوم به كل يوم، وأولها أن تضع عن كاهلك هذه الأحمال الثقيلة التي تحملها من مشاعر سلبية مدمرة للذات، فنحن لا نخطط للفشل، ولا للتعاسة، ولا للصحة المعتلة، أو الشعور الدائم بالاحباط، لكن هذه الأمور تنشأ نتيجة عدم التخطيط في الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق