29‏/09‏/2014

المعرفة بالوصول




الحكمة الدارجة (يابخت من كان له في كل بلد صديق) تظهر إدراك الأوائل أهمية التواصل مع الاخرين، وبناء شبكة تعارف معهم، ذلك أن الانسان اجتماعي بطبعه لايمكن أن يعيش بمعزل عن الاخرين، وهذا ينطبق على مجال العمل اليوم حيث يصبح (من تعرف) مصدر قوة ومساهم فاعل في نجاحك المهني، وطريقة فاعلة لإنجاز الأعمال والصفقات بسهولة ويسر وفي وقت أقل أيضا، لذا فغالبية الرؤساء التنفيذيين وشاغلي الوظائف العليا تجدهم يولون هذا الجانب أهمية كبيرة، لذا فإن مصطلحات (غداء العمل) و(عشاء العمل) لم تأت اعتباطا، وحين يقدمها هؤلاء المسؤولين على أعمال أخرى غاية في الأهمية، فذلك لإدراكهم أن هذه الفعاليات سيكون لها اثر فاعل طويل المدى على اعمالهم، اليوم حتى صغار الموظفين وأؤلئك الداخلين الجدد بدأوا يدركون أهمية التواصل وبناء شبكات التعارف على نجاحهم المهني، فترى كثيرا منهم ينضمون لجمعيات مهنية ومجموعات عمل في مجال اهتمامهم من أجل ذلك، ولكي تستفيد من هذه الشبكات عليك أن تلتزم ببعض القواعد المهمة التي تجعل منك عضوا فاعلا، من خلال إظهار الحماس والاحترام واللباقة في التعامل مع أفراد الشبكة التي تنتمي إليها سواء كانت شبكة تعارف افتراضية عبر الشبكة العنكبوبوتية أو شبكة تعارف أخرى، وذلك من خلال التعامل مع الآخرين بطريقة تجعلهم يرغبون بمساعدتك وتقديم الخدمة لك، وهي معاملة قائمة كما ذكرت على الاحترام المتبادل والمعاملة الراقية، وقبل أن تفكر في الأخذ عليك أن تكون مستعدا للعطاء، فالحياة فعلا أخذ وعطاء وهذا ليس استثناء، فمبادرتك بتقديم الخدمة والمساعدة ومشاركة الآخرين بالمعلومات والمعرفة تضمن لك عطاء مماثلا من قبل الأعضاء الآخرين، الذين عادة ما يملكون معارف ومهارات مختلفة قد لا تتوفر لديك، لذا عليك اختيار معارفك بحرص، والتركيز على اضافة أشخاص ايجابيين مرحين يضفون على حياتك البهجة إلى جانب كونهم مصدر تحفيز ودعم في حياتك، عندما تحتاج للدعم والمسانده، واجعل حبل التواصل ممدودا على الدوام، من خلال مشاركة أعضاء الشبكة أفراحهم وأتراحهم والسؤال عنهم وإظهار الاهتمام بهم، وتقديم الدعم والمساندة لهم متى ما تطلب الأمر ذلك، عند اختيارك لأفراد الشبكة وعملا بقانون الأخذ والعطاء، ورغم أهمية أن يكون من ضمن الأعضاء شخص يمكن أن تعتمد عليه وتلجأ له لتقديم النصح والمشورة لك، ضم إليك أفرادا آخرين قد يبدون لك أقل خبرة ومهارة، لكن من خلالهم يمكنك أن تطور مهاراتك ومعرفتك، عملا بمبدأ من أراد أن يتعلم شيئا عليه أن يعلمه للآخرين، فهذه هي وعن تجربة شخصية هي أفضل الوسائل لتعلم شيئا، ذلك أن أغلب شبكات التعارف اليوم نلجأ لها كوسيلة للنجاح المهني، والدعاية للمؤسسات، أو التعريف بقدراتنا ومهاراتنا كأفراد ومؤسسات، وأيضا من أجل تسهيل الحصول على الخدمة كزبائن لمؤسسات أخرى، سواء كانت هذه المؤسسات وزارات حكومية خدمية، أو موردين، أو زبائن، أو شركاء مهنة يمكن أن تستفيد منهم في تبادل الخبرات والمعارف، إذ إن طبيعة البشر أينما كان موقعهم في تقديم خدمة أفضل لمن تربطهم بهم صلة، ذلك أن الخدمة تأخذ طابعا شخصيا، وإذ ما كانت الخدمة مرضية فسيكون المقدمة له وسيلة تسويق ودعاية فعالة جدا، لأن كثيرا من الدراسات أظهرت أن البشر في العادة يؤسسون قراراتهم على تجارب الآخرين فيما يتعلق بشراء السلع والخدمات، ولهذا تعتمد المؤسسات اليوم كثيرا على وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق لمنتجاتها، وهناك كثير من المنظمات والجمعيات اليوم ينضم لها الناس فقط من أجل التواصل وبناء شبكات معارف وتبادل الخبرات، كغرفة التجارة والصناعة، والجمعيات المهنية، والنوادي بأشكالها، وكثير من الصدفقات والعروض الوظيفية أجريت خلال هذه الاجتماعات، هناك أيضا شبكات تعارف افتراضية تقدمها بعض المواقع مثل موقع (لينكد ان) الشهير، الذي من خلاله تستطيع التعريف بنفسك، وبما لديك، لأن هناك دائما من يبحث عما لديك، فاجعله يعلم بوجودك، وعند التعامل مع (لينكد ان) على سبيل المثال، عليك أن تدرك أن هذا الموقع موقع مهني، بالتالي عليك أن تقدم فيه نفسك من هذا المنطلق، بدأ من الصورة التي تضعها في ملفك الشحصي، والذي يجب أن تكون صورة شخصية رسمية، وبلباس رسمي، تماما كتلك التي تضعها في سيرتك الذاتية، وعليك أن تحدث ملفك على الدوام بأي إنجازات أو مهام إضافية، أو تغيير في مسارك الوظيفي، هذا الموقع أيضا ليس لتبادل النكت، والأخبار الشخصية، والمنشورات العامة، فعليك أن تنتبه لما تنشر، هذه الأمور مكانها مواقع التواصل الاجتماعية كفيسبوك وتويتر، هذا ملفك المهني، الذي تظهر فيه للآخرين ما لديك لتقدمه في مجال عملك، وتعلن فيه عن قدراتك ومهاراتك ليتسنى لمن يحتاجها التواصل معك بشأنها، سواء كانت عرض وظيفة، أو تقديم خدمة، فكن حريصا بشأن الانطباع الذي تتركه.

ليست هناك تعليقات: