14‏/07‏/2014

وما علاقة الإتيكيت بذلك?!


التمكين هو ما يمنحه الاخرون لك، لكن تمكين الذات هو ما تفعله أنت بهذا التمكين، «كينيث بلانشرد» ينطبق هذا التعريف برأيي على تمكين المرأة الذي أصبح محور برامج التنمية في كثير من دول العام مؤخرا، وذلك على اعتبار أن المرأة ركيزة رئيسية من ركائز التنمية في اي بلد، ومورد بشري مهم واساسي، ورغم ذلك مازالت المرأة غير قادرة على تجاوز السقف الزجاجي و إثبات نفسها في شغل المناصب القيادية المتقدمه، فإذا ما نظرنا إلى مساهمة المرأة الفعلية في الانتاج فإن المرأة تقوم بما يعادل 66% من العمل حول العالم، لكن رغم هذه النسبة إلا أن نسبة النساء في المناصب القيادية العليا لا تتعدى 6%، وعودة إلى عبارة بلانشرد المشار إليها فإنه وإن كانت المرأة ليست العامل الأساسي في قضية التمكين هذه في كثير من الدول، خاصة الفقيرة منها التي تحكمها أعراف و تقاليد مجتمعية، إلا أنه في بعض الدول المتقدمة من حيث درجة الوعي بقضايا المرأة، فإن التمكين الشخصي يلعب دورا اساسيا في قضايا تمكين المرأة لا شك، ومن ضمن هذه الدول السلطنة بالطبع، التي تعد إحدى الدول الرائدة في احترامها لقضايا المرأة – من الناحية التشريعية على الأقل- والتي تتمتع فيها المرأة بحقوق لا تتوفر حتى في الدول الأكثر تقدما، لكن من ناحية التطبيق ما نلاحظه من الاحصاءات أن مساهمة المرأة مازال متواضعا جدا في المناصب القيادية العليا بشكل خاص و سوق العمل بشكل عام، وذلك مقارنة بنسبة النساء إلى عدد السكان التي وصلت إلى ما يعادل النصف تقريبا، و كذلك بالنظر إلى مخرجات التعليم العام، من ناحية الكفاءة فإن المرأة أثبتت أنها لاتقل كفاءة عن الرجل، والمرأة أكثر تأهيلا ايضا في كثير من الأحيان، لكن لماذا تبقى المرأة في الصفوف الخلفية من التقدم المهني دائما؟! بعض المهتمين بقضايا المرأة يرى أن المرأة ذاتها تقف وراء هذه النتائج، لأن المرأة لديها فهم مغلوط عن النجاح المهني، الذي يتمثل في العمل الدؤوب والمتواصل، و التفاني الشديد في تأدية العمل، لهذا ربما من الملاحظ أن النساء اللاتي يأخذن عملهن على محمل الجد ملتزمات التزاما صارما بالحضور و الانصراف، يؤدين اية مهمة توكل لهن بحرص و إخلاص، يعملن على الدوام على تطوير ذواتهن، حتى اذا ما أتى موعد التعيين في المناصب القيادية تم تعيين زميلها الذي نادرا ما يمر اسبوع دون أن يخرج لانجاز عمل خاص، يقضي كثيرا من وقته متنقلا بين المكاتب و تبادل الحديث مع زملائه، أمر يصعب على البعض تفسيره و استيعابه، إلا أن ما لا تدركه النساء أن لغة الجسد و طريقة تعبير الشخص عن ذاته تلعب دورا مهما في النجاح المهني، بدءا من التواصل مع الاخرين مرورا بطريقة الجلوس أمام المسؤولين و حتى طريقة الابتسامة، بعض النساء مثلا تعطيك انطباعا من خلال لغة جسدها أنها (ربة بيت) وكفى و أنه لايمكنها ان تصبح غير ذلك، إن من حولك لن يدركوا قدراتك الكامنة مالم تفصحي عنها، وعكوفك لساعات طويلة في مكتبك، وعملك الدؤوب يعطي انطباعا عنك، بأنك موظفة تنفيذيه ليس إلا، ولايمكن الاستغناء عن خدماتك، و تمثلين أهمية كبيرة جدا للمؤسسة، لكن كموظفة قادرة على تنفيذ كم هائل من المهام والمسؤوليات في زمن قياسي و بدقة شديدة ليس أكثر، لكن عندما يأتي اختيار القائد سيتم اختياره بناء على قدرته على التواصل مع الاخرين، و القدرة على التحليل و التفكير الاستراتيجي، و الذكاء الاجتماعي الذي يكتسبه من قضائه وقتا طويلا في التواصل مع زملائه بالمؤسسة في مختلف المستويات، مما سيعطيه خبرة في التعامل معهم، و بناء شبكة علاقات واسعة يعتمد عليها كثيرا في انجاز عمله سواء داخل المؤسسة أو خارجها، في حين تعزف كثير من الموظفات عن التواصل مع الاخرين بحكم العادات والتقاليد ربما، أو خشية أن تؤخذ عنها فكرة سيئة فيما اذا كانت تتصف بشخصية اجتماعية، مما يجعلها حبيسة جدران مكتبها و محصورة في علاقات محدودة جدا تتمثل في زميلات العمل، و عندما تقابل زميل عمل في الممر تلجأ إلى التكشير في وجهه أو تجاهله كلية مما قد يعطي انطباعا عنها بأنها عدوانية و غير اجتماعية، والعكس طبعا صحيح أيضا فالمبالغة في الضحك و رفع الكلفة كلية مع زملاء العمل قد يعطي انطباعا خاطئا، فلابد من امساك العصا من النصف، ولابد من إعطاء صورة عنك من خلال هندامك الذي يجب أن يتسم بالحشمة والجدية في آن معا، وفي مشيتك التي تعبر عن الثقة و القوة، وحتى نبرة صوتك التي تعطي رسالة بأنه من الممكن أن يأخذك الاخرون على محمل الجد، من الأخطاء التي تمارسها البعض منا وضع صور أطفالها في كل مكان في المكتب و تزيين المكتب بالورود، لن تجدي رجلا يفعل ذلك، أولادك مكانهم القلب، والمكتب ليس مكانا لاستعراض عائلتك فيه، عليه، يتوجب عدم الاستهانه بانطباع الاخرين عنك لأنها تمثل 70% من نجاحك المهني والمتمثلة في طريقة التعبير فيها عن نفسك في بيئة العمل.

ليست هناك تعليقات: