23‏/12‏/2012

قيادة الذات ومدير الدقيقة الواحدة

بعد أن فشل ستيف - الذي يعمل تنفيذي دعاية وإعلان في إحدى الشركات - في كسب صفقة عمل مهمة أوكلتها له مديرته قبل خروجها في مهمة، قرر ترك وظيفته قبل أن تعود مديرته وتطرده من العمل، لكنه في اللحظة التي يبدأ فيها في كتابة الاستقالة يلتقي بساحرة مجيدة تبين فيما بعد انها تتلمذت على يد (مدير الدقيقة الواحدة) تغير مجرى حياته للأبد من خلال تعليمه ثلاث حيل سحرية يستطيع من خلالها ليس فقط الاحتفاظ بوظيفته وإنما تحقيق النجاح الذي يريد على الصعيدين الشخصي والمهني، هذا ملخص كتاب كين بلانشرد صاحب الكتاب الأشهر في الادارة (مدير الدقيقة الواحدة) والذي يعد من كلاسيكيات التنمية البشرية والادارة عرف عنه أسلوبه السلس والشيق في طرح افكاره من خلال استخدامه الذكي للقصة التي يوظفها بشكل جميل لخدمة أفكاره، حيث سبق أن استعرضت معكم كتابه الجميل (أحسنت صنعا)، وكتابه هذا يطرح فيه مجموعة من مبادئ النجاح المهني أو الحيل السحرية كما شرحتها الساحرة لبطل قصة بلانشرد الجديد (ستيف ) أولها: أن يتحمل المسؤولية كاملة ليس في خسارة الصفقة فقط بل في كل ما يحدث له فشلا أو نجاحا، بهذا يمسك زمام الأمور في حياته عوضا عن ترك المجال للآخرين مهما كانوا لتسيير حياته كما يريدون، لأن النجاح والفشل في النهاية ماهي إلا نتائج قرارات اتخذناها في مراحل حياتنا المختلفة، كقرار ترك المدرسة باكرا أو اختيار تخصص سهل متاح للجميع...الخ، من ثم طلبت منه أن يتخلص من الاعتقادات المترسخة لديه نتيجة تجارب سابقة، لأن فشل الماضي لا يعني فشل كل التجارب الأخرى لأن الظروف تتغير ويكتسب المرء كثيرا من الخبرات والقدرات التي لم تكن موجودة حينها، وهو ما يتطلب التوقف عن لعب دور الضحية وإلقاء اللوم على الآخرين في اي فشل يواجهك في الحياة، ذلك أن ستيف كان يلقي باللوم في فشله على مديرته وفريق العمل الذي كان يعمل معه لكونهم جميعا (خذلوه) هي خذلته لأنها أرادت ان تمنحه فرصة للتقدم يرى هو أنه لم يكن مؤهلا لها وعوضا عن النظر بداخله لتقييم وضعه ومعرفة المهارات التي يحتاجها ألقى باللوم على مديرته لأنها منحته مسؤوليات وصلاحيات وتركته، أو تخلت عنه كما فسرها هو متناسيا أن مديرته إنسانة لا يمكن أن تكون قارئة أفكار بالتالي لا يمكن لها أن تعرف ما يريد دون أن يبادر هو بتحديد احتياجاته، اذ ان كل موظف يختلف عن الآخر في الأمور التي تحفزه، فالبعض يجد الحافز المادي مؤثرا بينما يرى الكثيرون أن التحديات التي تفرضها الوظيفة وفرص النمو والتطور هي المحفز الأول، فيما يبحث البعض الآخر عن الاحساس بالأمان والاستقرار الوظيف فهي مسؤولية الموظف ذاته في أن يخلق لنفسه بيئة محفزة، والحيلة الثانية كانت في إدراك القوة المحركة لديه فكثير منا يعتقد أن السلطة والتأثير لا يأتيان إلا من خلال المنصب الوظيفي بالتالي يتجاهل القدرات الأخرى التي حباه الله سبحانه وتعالى بها والتي تكون أهم بكثير من الصلاحيات الوظيفية، فهناك من يملك قوة معرفية تجعله عملة نادرة في المؤسسة يصعب الاستغناء عنها، وهناك من يملك مهارات شخصية تجعله ذا شخصية جذابة وكاريزما قوية يمكن من خلالها أن يؤثر على من حوله، خلافا للكثير ممن لديهم مناصب عالية لكن ينقصهم القدرة على التاثير من حولهم، وهناك من يملك العلاقات الشخصية الواسعة التي هي بحد ذاتها قوة لا تعادلها قوة أخرى،أما الحيلة الثالثة فتكمن في القدرة على التعاون والعمل مع الآخرين للوصول إلى ما تريد ذلك أنه لا يمكن لأي منا أن يعمل منفردا ولا يمكن بالتالي تحقيق النجاح بدون جهود مشتركة فالنجاح لا تصنعه وحدك، وإنما هو نتيجة مجموعة المهارات والقدرات المختلفة والمتنوعة لدى الاخرين التي محصلتها تعني نجاحك ونجاح من حولك، وتعني هذه الحيلة ايضا كما شرحت الساحرة في ان كل منا مهما بلغ مستوى مهارته وتمكنه من عمله يحتاج إلى الدعم وإلى النصح والتوجيه، يحتاج لمن ينبهه إذا انحرف عن الطريق الذي رسم لنفسه ولم ينتبه له في خضم انهماكه وانشغاله الدائم في الوصول لهدفه، وقد قرر ستيف ان يأخذ برأي الساحرة وهو ما غير حياته للأبد واستطاع أن يحصل على المصفقة! جميعنا وايا كانت مواقعنا بحاجة إلى التوقف للحظات لتقييم أوضاعنا واستلام زمام الأمور في حياتنا والتوقف عن لعب دور الضحية، لأن إلقاء اللوم على الاخر كما أراها كفيلة بأن تجلب لك الاحباط، لأنها تشعرك بأنك عديم الحيلة فيما يتعلق بمصيرك بالتالي لن تسعى ابدا ولن تحاول أن تعلم شيئا جديدا، لكنها مجرد قناعات لو تمكنت من التحرر منها لأصبحت سيد الموقف في حياتك، يمكن لمديرك أن يمنحك الفرصة ويمكنك ويعلمك ويدربك لكنك أنت صاحب القرار النهائي في الاستفادة من هذه الفرص من عدمها، او كما وضعها الكاتب (التمكين هو ما يمنحه لك الآخرون لكن قيادة الذات هو ما تصنعه أنت بهذا التمكين لجعله يعمل لصالحك!.

هناك تعليقان (2):

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
مقال مؤثر بالنسبة لي ومدرك هذه الخطوات لكن للاسف لا املك الجرأ في البدأ وحين ابدأ لا استمر ، فمن خلال خبرتك وتجاربك ممكن إرشادي للتخلص من هذه الماروحة البدء ومن ثمة التوقف ؟... حتى طرح جديد نافع كونوا بخير

Unknown يقول...

صباح الخير: يمكنك العودة للمواضيع القديمة تناولت كثير من مواضيع وضع الأهداف و الالتزام بها، شكرا لمرورك مرة أخرى أخي الكريم