كان والدي رحمه الله يوصينا دائما من خلال حكمة كان يرددها دائما على مسامعنا بأن (الحب على بذره) و كان لا يكتفي بترديد الحكمة تلك بل يجسدها في كل تصرفاته، و معايشته مع الآخرين، فعاش طوال حياته رحمه الله منزها عن الأحقاد و الضغائن، زاهدا في أمور الدنيا، ولم يكن أبدا ينظر إلى ما في أيد الآخرين، لم يترك وراؤه ثروة لكنه ترك لي ولإخوتي كنزا لا ينضب من السمعة العطرة التي ما زالت و ستبقى مصدر فخر لي و إخوتي ما حيينا، فيكفي أن يذكر اسمه في أي مجلس ليفتح لنا اسمه أبواب مغلقة..
قد لا يكون جنى رحمه الله حصاد حبه للناس و سيرته العطره، لكننا نحصدها جميعا في كل لحظة من حياتنا، مرت ما يزيد عن خمسة عشر عاما على وفاته لكن سيرته العطرة و سمعته الطيبة ما زالت حية لامعه في قلوب أحبته..
كان يوصينا برفقة الكتاب و عدم الخروج من المنزل بدون قلم، لم أدرك الحكمة من وراء ذلك إلا متأخرا جدا، فقد اكتشفت بأن كل ما حققته في حياتي كان بفضل نعمة القراءة التي من بها المولى جلت قدرته علي، فقد استمر الكتاب يربيني و يقوم إعواج شخصيتي و يقويني حتى بعد أن توفي المربي و النا صح، و كانت رفقته خير رفقة على الاطلاق، وكان بعض الكتاب جزاهم الله خيرا من خلال أعمالهم فعلا نعم الرفيق في الأوقات الصعبة و نعم المرشد و الصاحب الأمين الذي لايخون ولا يهجر..
في حين شكل القلم رفيقا دائما لي، و قد كان له الفضل في صقل تجربتي و إكتسابي مهارات شتى، أحمد المولى جلت قدرته على أنه منحني القدرة على أن أشارك الاخرين بفضل هذا القلم ما تعلمته خلال هذه السنون
اسأل المولى جلت قدرته بأن يساعدني على المضي في الدرب الذي رسمه لي والدي ولا أحيد عنه، ذلك أنه بالفعل تذهب الأموال و المناصب ولا تبقى إلا السيرة العطرة و الحب الذي نزرعه في قلوب من حولنا بالكلمة الطيبة و السلوك الحسن، جعلني و إياكم زهورا تنشر عبيرها من المحبة و الخير إيما ذهبت، وكفانا شر الحسد و لغيرة و الطمع، و نور دروبنا بالحب و الايمان..
هناك 4 تعليقات:
الحب والكتاب والقلم
الحب كنز لا ينضب من السمعة الحسنه العطرة
والكتاب يربينا ويقوم اعوجاجنا دون ان نلجأ الى الغير
والقلم ذلك الرفيق الدائم الذى يمنح القدرة على مشاركة الاخرين
رحم الله والدك رحمة واسعة ومنح الصحة والبقاء لكل والد يحذو حذوه
الاستاذ فاروق فهمي
رحم الله أمواتنا و أموات المسلمين، و اسكننا و غياهم فسيح جناته...شكرا لك
سلام عليكم..
رحمه الله فأنتم الحب(البذور) وهو البذر والباذر في آن وانتم كذلك.
بلا شك انه زرع السعادة الابدية بزرعه بذرة الحب والعطاء وحب العلم والعمل به من خلال الكتاب والقلم..
هذا بعض حسنات حسن التربية التى هي كالشجرة الطيبة الكل مسفيد من خيراتها ، التى للاسف افتقدتها الاسرة اليوم واضعة اياها في تقديم كماليات العيش والترفيه للابناء دون تعليمهم وتربيتهم على الاخلاق والدين وطلب العلم والعمل به
رحم الله الماضين من الاباء زارعو الفضيلة وحفظ الله الباقين منهم والعاملين بهديهم
حتى يأذن الله بذكر ذكرى عطرة كونوا للذكرى حافظين
الله يرحم أمواتنا و اموات المسلمين يا رب
إرسال تعليق