في حياة كل منا أشخاص نجحوا بجدارة في كسب عداوة و
بغض كل من حولهم، فهم ذوو شخصية (سلبية) إلى أبعد الحدود، لهم نظرة تشاؤمية
داكنة لكل من حولهم، من المستحيل أن تسمعهم يتحدثون بالايجاب عن إنسان
مهما كانت علاقتهم به، ما يكاد يذكر امامهم اسم انسان يعرفونه أو لا
يعرفونه حتى يبدأون في سرد عيوبه و مساوئه، و فوق ذلك فهم (شكاكون) إلى
أبعد الحدود، ينظرون بالريبة إلى كل ما حولهم، و يجد كثير من الناس في هذا
سببا لبغضهم و الابتعاد عنهم قدر المستطاع.
و على الرغم من أن البعض لا يستطيع أن يشعر تجاه هذه الشخصيات بأي نوع من المشاعر غير الاحتقار و الكره، إلا أن هؤلاء بالذات هم الأحوج للشفقة و الرحمة من الناس الأسوياء، شخصيا أتخيل نفسي دائما مكان هؤلاء الأشخاص، أعيش هذا الكم من الحقد و الشك تجاه الآخرين، فأجد ذلك مؤلما حقا، إذ يغضب المرء أحيانا لدقائق، فيجد ذلك مؤلما و يفسد عليه كل إحساس بالمتعة او السعادة، فما بالك بمن يعيش هذه المشاعر طوال الوقت ومع الجميع، كيف لمثل هذا الإنسان أن يشعر بطعم الحياة، كيف له أن يستمتع بمتع الدنيا و هو في حالة دائمة من الغضب على نفسه و الآخرين، إنه حتما إحساس قاتل، و يستحق صاحبه الشفقة فعلا، فليس أكثر إيلاما للمرء من الشعور بالإقصاء ممن حوله، و الشعور الدائم بالظلم، الذي هو من أبشع المشاعر على الاطلاق ومن جرب الاحساس بالظلم يوما يستطيع ان يدرك معنى ما أقول.
قد يجد البعض فيما أقول نوعا من المثالية، إلا أنها ليست كذلك على الاطلاق، بل تستطيع القول انها أقرب إلى الأنانية، فأنا عندما أسمح لنفسي بأن يعشعش الحقد بداخلي، أمنح صلاحياتي و قوتي للشخص الآخر، بأن أمنحه ما يريده بالضبط و هو رؤيتي في حالة غضب و حقد و ترقب دائم، و أنا فعلا لا أريد أن أدخل في هذه الدوامة من المشاعر السلبية، حينها لن يكون هناك فرق بيني و بين هذه النوعية من البشر، لذا أحاول جاهدة أن أتغلب على مشاعر الكره واستبدالها بمشاعر الامتنان للمولى جلت قدرته الذي وقاني مما ابتلاهم به، و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، فلا شيء يعادل الشعور بالمحبة، فهو يضفي على حياتنا الهدوء و السلام الذي يجعلنا أكثر قدرة على الاستمتاع بنعم الله سبحانه و تعالى من حولنا، وفي هذا الصدد استذكر مثلا فارسيا جميلا، ربما رآه البعض منكم تحت توقيعي مفاده (للعفو لذة لا تجدها في الانتقام)، و العفو هو الطريق الأمثل الذي يجر صاحبه لهذا الاحساس بالمحبة لكل ما حوله، و يجعله قادرا على التعاطف مع فئة المتشائمين هذه، و بالتالي منحه طاقة إيجابية لممارسة حياته بنشاط، فليس كالمشاعر السلبية يستهلك طاقة الفرد، و تشعره بالارهاق و التعب الذهني و النفسي و البدني، حتى يعجز معها عن التركيز في أي مهمة أمامه، أو الاتيان بأي نشاط يذكر، و بالتالي مهما بلغت مواهب و قدرات هذا الفرد، سيجد نفسه عاجزا عن استغلالها الاستغلال الأمثل طالما جعل كل تركيزة على كره الآخرين و الانتقام منهم، ذلك أنه يجعل من ذلك شغله الشاغل، أو كما قالت الحكمة العربية: من راقب الناس مات هما، و لقد شهدت بأم عيني هذه الحكمة تتحقق في بعض الناس من حولي، إذ لا يستطيع الانسان أبدا الاستمتاع بشيء من النعم من حوله، لأن عينه تكون دائما على ما عند الآخرين، مما يجعله غير قادر على رؤية ما عنده، أو حتى لو فعل فهو دائم التفكير فيما(لايملك) مما يجعله عاجزا عن رؤية ما يملك، و لدى البعض قدرة عجيبة على ذلك سبحان الله! و هذا ما يجعلهم أحوج للشفقة من الكره، و في الختام مهما بدت عيوب البعض طاغية على تصرفاته حتى يستحال معها رؤية المحاسن لديه، لكن لا يوجد إنسان بدون محاسن، الفرق أن البعض يجيد فعلا إخفاء هذه المحاسن فلا يظهر منه إلا القبيح، لكن لو منحنا أنفسنا فرصة لأن نرى ما وراء التصرفات الشيطانية و الأفكار السلبية الظاهرة قد نستطيع فعلا أن نشعر بالتعاطف مع هؤلاء الأفراد، و من يدري قد تساهم بذلك في شفاء روح معذبة، و تأخذها إلى بر الأمان، ذلك أنه مهما بدا المرء غير مبال براي الآخرين به، و أخفى حاجته للحب و التعاطف يبقى في داخل كل فرد مهما تقدمت به السنون، و ارتفعت به الدرجات طفلا صغيرا قابعا بداخله، ينتظر فقط من يمد له يدا حانية، لتخرجه من غياهب الحقد الذي وجد نفسه فيه، فلا شيء أقوى من الحب و الإحساس به في شفاء النفس من أوجاعها..جرب أن تبتسم في وجه أحدهم اليوم، حتى و إن استصعبت ذلك في البداية، ثق بأنك يوما ستصل إلى أعماقه.
و على الرغم من أن البعض لا يستطيع أن يشعر تجاه هذه الشخصيات بأي نوع من المشاعر غير الاحتقار و الكره، إلا أن هؤلاء بالذات هم الأحوج للشفقة و الرحمة من الناس الأسوياء، شخصيا أتخيل نفسي دائما مكان هؤلاء الأشخاص، أعيش هذا الكم من الحقد و الشك تجاه الآخرين، فأجد ذلك مؤلما حقا، إذ يغضب المرء أحيانا لدقائق، فيجد ذلك مؤلما و يفسد عليه كل إحساس بالمتعة او السعادة، فما بالك بمن يعيش هذه المشاعر طوال الوقت ومع الجميع، كيف لمثل هذا الإنسان أن يشعر بطعم الحياة، كيف له أن يستمتع بمتع الدنيا و هو في حالة دائمة من الغضب على نفسه و الآخرين، إنه حتما إحساس قاتل، و يستحق صاحبه الشفقة فعلا، فليس أكثر إيلاما للمرء من الشعور بالإقصاء ممن حوله، و الشعور الدائم بالظلم، الذي هو من أبشع المشاعر على الاطلاق ومن جرب الاحساس بالظلم يوما يستطيع ان يدرك معنى ما أقول.
قد يجد البعض فيما أقول نوعا من المثالية، إلا أنها ليست كذلك على الاطلاق، بل تستطيع القول انها أقرب إلى الأنانية، فأنا عندما أسمح لنفسي بأن يعشعش الحقد بداخلي، أمنح صلاحياتي و قوتي للشخص الآخر، بأن أمنحه ما يريده بالضبط و هو رؤيتي في حالة غضب و حقد و ترقب دائم، و أنا فعلا لا أريد أن أدخل في هذه الدوامة من المشاعر السلبية، حينها لن يكون هناك فرق بيني و بين هذه النوعية من البشر، لذا أحاول جاهدة أن أتغلب على مشاعر الكره واستبدالها بمشاعر الامتنان للمولى جلت قدرته الذي وقاني مما ابتلاهم به، و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، فلا شيء يعادل الشعور بالمحبة، فهو يضفي على حياتنا الهدوء و السلام الذي يجعلنا أكثر قدرة على الاستمتاع بنعم الله سبحانه و تعالى من حولنا، وفي هذا الصدد استذكر مثلا فارسيا جميلا، ربما رآه البعض منكم تحت توقيعي مفاده (للعفو لذة لا تجدها في الانتقام)، و العفو هو الطريق الأمثل الذي يجر صاحبه لهذا الاحساس بالمحبة لكل ما حوله، و يجعله قادرا على التعاطف مع فئة المتشائمين هذه، و بالتالي منحه طاقة إيجابية لممارسة حياته بنشاط، فليس كالمشاعر السلبية يستهلك طاقة الفرد، و تشعره بالارهاق و التعب الذهني و النفسي و البدني، حتى يعجز معها عن التركيز في أي مهمة أمامه، أو الاتيان بأي نشاط يذكر، و بالتالي مهما بلغت مواهب و قدرات هذا الفرد، سيجد نفسه عاجزا عن استغلالها الاستغلال الأمثل طالما جعل كل تركيزة على كره الآخرين و الانتقام منهم، ذلك أنه يجعل من ذلك شغله الشاغل، أو كما قالت الحكمة العربية: من راقب الناس مات هما، و لقد شهدت بأم عيني هذه الحكمة تتحقق في بعض الناس من حولي، إذ لا يستطيع الانسان أبدا الاستمتاع بشيء من النعم من حوله، لأن عينه تكون دائما على ما عند الآخرين، مما يجعله غير قادر على رؤية ما عنده، أو حتى لو فعل فهو دائم التفكير فيما(لايملك) مما يجعله عاجزا عن رؤية ما يملك، و لدى البعض قدرة عجيبة على ذلك سبحان الله! و هذا ما يجعلهم أحوج للشفقة من الكره، و في الختام مهما بدت عيوب البعض طاغية على تصرفاته حتى يستحال معها رؤية المحاسن لديه، لكن لا يوجد إنسان بدون محاسن، الفرق أن البعض يجيد فعلا إخفاء هذه المحاسن فلا يظهر منه إلا القبيح، لكن لو منحنا أنفسنا فرصة لأن نرى ما وراء التصرفات الشيطانية و الأفكار السلبية الظاهرة قد نستطيع فعلا أن نشعر بالتعاطف مع هؤلاء الأفراد، و من يدري قد تساهم بذلك في شفاء روح معذبة، و تأخذها إلى بر الأمان، ذلك أنه مهما بدا المرء غير مبال براي الآخرين به، و أخفى حاجته للحب و التعاطف يبقى في داخل كل فرد مهما تقدمت به السنون، و ارتفعت به الدرجات طفلا صغيرا قابعا بداخله، ينتظر فقط من يمد له يدا حانية، لتخرجه من غياهب الحقد الذي وجد نفسه فيه، فلا شيء أقوى من الحب و الإحساس به في شفاء النفس من أوجاعها..جرب أن تبتسم في وجه أحدهم اليوم، حتى و إن استصعبت ذلك في البداية، ثق بأنك يوما ستصل إلى أعماقه.
هناك 3 تعليقات:
من راقب الناس مات هما لان عيتيه تكون دائما على ما عند الآخرين
وليس الذئب يأكل لحم ىذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
سلام عليكم..
هؤلاء بالفعل محل شفقة وعطف،الفرد منهم سجين انانية فارغة من المنطق والعقل، واكثرهم ضحايا بيئة قاسية وتربية فاشلة.
فالتعامل معهم يحتاج إلى اناة ورفق حتى تجني ثمرة هذا الرفق عند اناس يتحسسون من الاخلاق الفاضلة !
من اراد ان يغير سلوك احدهم عليه الاستشارة فيما يجهل من امر التعامل لان الامر هو علاج انسان وانتشاله من مستنقع الوهم ورذيلة الاخلاق..وفقتم بالطرح كالعادة.
حتى يأذن الله بوقفة خُلقية اخرى كونوا بخير خلق
صدقت اخي علي..جعلنا المولى و اياك ممن ينعمون بحب الله و خلقه، و اعاذنا من شر الحقد و الغضب..شاكرة مرورك
إرسال تعليق