أخذت صديقة كندية الجنسية معي إلى قرية المخترع بولاية المضيبي، التي دعيت
إليها لتقديم ورشة عمل حول إدارة الحياة ضمن فعاليات اسبوع (لنضع بصمة) الذي
تستضيفه مدرسة المخترع للتعليم الأساسي، كانت رفيقتي تشهق تعجبا امام أي مشهد تقع
عليه عيناها، وكنت بدوري أحاول رؤية المشهد بعيون تلك الأجنبية، على الرغم من انني
(مسكونة بالدهشة) على الدوام، و تسحرني الطبيعة بكل اشكالها، و أعشق حياة القرى
بكل تفاصيلها، إلا ان رفيقتي تفوقت علي هذه المرة في تذوق الجمال الذي نادرا ما
يشاركني فيه من يصاحبني رحلات كهذه، الدهشة الكبرى كانت في الاستقبال الذي كان
ينتظرنا من طالبات المدرسة و كادرها الاداري و المعلمات، إستقبالا يجسد الكرم
العماني بأروع اشكاله، مما جعلني اشعر بالفخر أمام رفيقتي في الرحلة للأمانه، و
يبدوا أن رفيقتي كانت تحمل في مخيلتها صورة محددة عن سكان القرى، لذا زادت دهشتها
و شهقاتها عندما بدأت الاخصائية الاجتماعية بالمدرسة تخاطبها بلغة إنجليزية جميلة،
و تحاورها حول أنشطة المدرسة و دورها الاجتماعي في القرية، عندما بدأت محاضرتي
كانت ضيفتي تجلس في طرف القاعة و عينها علي تارة وعلى الحضور تارة أخرى الذي كان خليطا
من الطالبات و الأمهات و المدرسات، وكنت بدوري استرق النظر إليها كلما تلقيت سؤالا
أو مداخلة من إحداهن، فأرى الدهشة بادية على ملامح وجهها، وعلى الرغم من انني عادة
لا اشرك الجمهور في المحاضرات القصيرة هذه لكن هذه المرة حرصت على طرح الكثير من
الأسئلة على الحضور، تباهيا بهم أمام ضيفتي الأجنبية...
هناك 3 تعليقات:
شكرا لك وبارك الله فيك على المدونة الرائعة واتمنى لك التوفيق من الله ....
اشكر من اعماق قلبي الكاتبه حمدبن حمدون الشرجي
شكرا لك
إرسال تعليق