الغالبية من الناس تمتهن المهن المتاحة بقصد كسب لقمة العيش دون مراعاة لمدى ملائمة هذه الوظيفة لميولهم ورغباتهم وقدراتهم الجسدية والفكرية، وهم بالتالي يمارسون الوظيفة رغما عنهم وضد رغبتهم ، ولهذا هم يعيشون تحت ضغط نفسي بسبب هذا الوضع الذي يشعرون بأنه قد فرض عليهم، وهم في هذه الحالة لن يتقنوا عملهم و لن يسعوا لتطوير أنفسهم وبالتالي قد لا يستطيعون التقدم وظيفيا و تعديل وضعهم المالي، على عكس الإنسان الذي يمارس مهنة يحبها، فهو بالتالي سيمارسها بنشاط و حماس ، سيشعر بالفخر بنفسه وبانجازاته، وسيشعر بالأمان الوظيفي الذي مما لاشك فيه بأنه سينعكس على بقية نشاطاته الحياتية، مما يجعله أكثر سعادة ونشاطا و صحة، كما ينعكس اختيار الوظيفة الملائمة للفرد إيجابا على المؤسسة التي يعمل فيها، لهذا تحرص المجتمعات المتقدمة على توجيه الشباب الوظيفي منذ سنوات الطفولة من قبل الوالدين و المدارس و مؤسسات التوجيه الوظيفي، من خلال اكتشاف المواهب و الميول و التركيز على تنميتها، و هناك اختبارات متخصصة في تحديد المسار الوظيفي يتم من خلالها التعرف على مهارات و قدرات و ميول الفرد ومن ثم تحديد الوظيفة المناسبة وفقا لذلك، و تتوفر نماذج من هذه الاختبارات على الشبكة العالمية، ربما تود عزيزي القارئ تجربة أحداها أن كنت باحثا عن وظيفة أو تسعى إلى تغيير مجال عملك أو حتى لمجرد المعرفة، و تدعى هذه الاختبارات Career Test توصلك هذه الاختبارات إلى قائمة بالوظائف المتاحة تحت جميع القطاعات، وهو ما يجعل القرار أسهل فالكثير من الأحيان نجهل الخيارات المتاحة لنا في المجال الذي نفضله و هو ما يجعلنا نختار الذي أمامنا، بعد هذه الخطوة يأتي دور اختيار الوظيفة التي تعتقد أنها تتناسب مع ميولك ورغباتك، وذلك من خلال دراسة الوصف الوظيفي لها للتعرف على محتوياتها والمهام التي تندرج تحتها، ومن ثم دراسة شروط شغلها كالمهارات و المؤهل، يتوجب أيضا على الباحث عن عمل دراسة مدى توفر هذه الوظيفة في السوق المحلي ومدى الحاجة لها كون المعلومات المتاحة على الشبكة قد لا تخص سوق العمل بالسلطنة. من المهم جدا معرفة فرص الترقي في الوظيفة و الراتب المخصص لها، فقد تتوافر في الوظيفة جميع الشروط لكن إذا كانت فرص الترقي فيها ضئيلة فلن ترضي طموحك، وستجد نفسك قد انتهيت من حيث بدأت، فادرس خياراتك جيدا و احرص على أن تعمل ما تحب، حتى إن كنت ترى أن حاجتك لراتب الوظيفة يأتي على راس الأوليات الآن هذا لا يمنع أن تسعى لتحقيق حلمك عندما تكون الأوضاع أفضل.
هناك 6 تعليقات:
تولهت على صفحتج من زمان مازرتها ..
و لو تسألين هالسؤال 90% بيقولوولووج ما نحب أشغالنا، وايدين متخصصين في تخصصات غير عن العمل اللي يأدوونه، و المشكلة انهم حاولوا يدوروون لكن مافي أشغال، و منهم من يدخل التخصص مجبوور بسبب الأهل، بعد ما يكون يايب نسبة عاليه، و يدخل الشغل و هو مكرووه على العمل، و منهم يتخصصون لكن أهلهم يرفضون إنهم يشتغلون في تخصصهم و يبونهم يشتغلوون في أماكن ثانية، و منهم من أجل المـــال فقط
و أنا لاحظت هالشي في مهنتي كمحامية، لاحظت في محاميين مايعرفون شي بس همهم " المال " و الراتب بكونه زين، وإذا سأله واحد مايعرف الجواب لأنه بس يدخل الجلسات و يطلع مايعرف شي، مايروح يكمل الإجراءات و لا يقرا ملفات و الله يبعدني إن شاء الله عن هالدرب و ما أكون مثلهم أبدا .. و الحمد الله أنا حابه مهنتي و لله الحمد لكن في بالي شي ثاني الحين .. المشكلة القلب يوم يتعلق بأكثر من مهنة بس أنا ما عندي مانع لأني ساعات أحس إنه الإنسان يحتاج إلى التغيير و التجربة عشان يتعلم أكثر ..
أنا الحمد الله أحب الرياضة و خاطري أكون مدربة، و حاطيت هالشي هدف لحياتي و إن شاء الله بحققه ..
و أحب أكون مرشدة سياحية في نفس الوقت، ههههه بس هذا مؤجل حاليا و حتى ناوية أشتري كاميرا فيديو أمارس بروحي هالشي لين ما أتمكن و أدخل دورات هههه عايشة جوي، بس الحلم حلو يخليج تعيشين و إنتي مستانسة مهما كان بعيد ترا بيي ..
و عندي هواية تصوير و أحب أصور و فكرت بعد سنين طبعا يمكن يوم بوصل ال 40 بفتح ستوديو تصوير و بشتغل فيه
ههههههه بس والله أحب المحاماة و أعشقها .. بس ما اعرف ليش أنا من النوع اللي أحب اغير ما أتم على الشي .. كم بنعيش إلا مرة وحدة إذا الله عطاني عمر و قدرت أحقق اللي في بالي ليش لا ..
لكن حرام الحين المجتمع العربي ضايع بسبب إنه ضحية هاي الأشغال و أغلبهم بسبب الأهل .. !!
و الأغلب يختاروون التخصص السهل عشان الدراسة و في النهاية يوم يشتغلوون ما منهم فايدة ..
و أنا أعرف وحدة بعد من دولة خليجية كانت تقول ما تقدر تتخصص اللي تبغيه، لأنه الجامعة اللي عندهم تضم بس 3 تخصصات و هاي مشكلة بعد ..
و عن التست اللي قلتي عنه أحس المفرووض يسووونه في المدارس، عشان يعرف الطالب شو يبا ..
و شكرا على الموضووع و إسمحيلي طولت عليج
قرأت لك في جريدة الوطن و اليوم الصدفة أخذتني لأقرأ لك في مدونتك و تستحقين كل التقدير و الإشادة على المواضيع الهادفة
هلال الزدجالي
AM.SA.CHANNELL
ذكرتيني ببنتي هي بعد متعددة الهوايات مثلج، وعلى فكرة ما يمنع تمارسين أكثر من شغله طالما وجد الشغف، المشكلة ف اللي يدفن عمره فمهنه هو كارهنها عشان راتب آخر الشهر، أحيانا أفكر هذا شو حياته، و البعض يا يت مستمتع بالراتب إلا تلقينه مديون لين راسه...
انا دخلت المحاسبة عشان الوظيفة المظمونة لكني ما قدرت أستحمل، من حسن حظي إني تعينت ميرة ع طول لدائرة فيها مجموعة كبيرة من التخصصات، و بعدها رجعت أدور على حلمي القديم (الصحافة) و اللي حسيت انه رجع لي روحي، و هذا أنا الحين مثل ما انتي شايفة أمارس التدريب و إلقاء المحاضرات و الارشاد إلى جانب الكتابة، و كلها شغلات أحقق من خلالها ذاتي، و أساعد الاخرين في تحقيق أحلامهم و طموحاتهم...المهم الواحد ما يتوقف عند مهنة ما يحبها، يا يلقى شي ف مهنته يحبه، يا يبحث عن شغف ..لأن الحياة يا جماعة قصيرة جدا
هلال الزدجالي: أهلا بك في المدونة، وشاكرة لك القراءة، و سعيدة لأنك عثرت على العمود وعلى المدونة....و شكرا جزيلا على الدعم في موضوع التوستماستر
مدونة ممتازة وموضوع رائع وهام شكرا لك وبالتوفيق لك ولنا باذن الله ...
رمضان حط رحالة بديارنا لاحرمنا الله تعالى من نفحاته ، داعياً الله تعالى لك بصوم مقبول وذنب مغفور ، اللهم آمين .
إرسال تعليق