التنظيم والتخطيط المسبق هما من سمات الناجحين، ووسيلة لتحسين نمط الحياة بشكل عام، ومن حسن الحظ أن مهارات إدارة الوقت من المهارات المكتسبة و التي من السهل تعلمها من خلال التدريب و الممارسة، و هي تساعد على رفع الكفاءة والإنتاجية ليس على المستوى العملي فقط بل على المستوى الشخصي و هذا هو الأهم، لأن أي نجاح مهني لا يقابله حياة خاصة مستقرة وسعيدة لا يعد نجاحا، بالإضافة إلى أن إدارة الوقت بشكل جيد تساعد على السيطرة على الضغوطات التي هي السبب في كثير من الأمراض التي تعود أسبابها إلى نمط الحياة العصرية، و أثبتت التجارب والدراسات: أن النجاح لا يأتي بقضاء ساعات طويلة في العمل بقدر ما يأتي من نوعية الإنتاجية، و هذا لا يأتي إلا بالتخطيط الفعال للوقت.
هذه هي الفكرة الرئيسية لكتاب براين تريسي ( عليك أن تأكل ذلك الضفدع) الذي قرأته شخصيا منذ فترة طويلة لكني أعود لقراءته بين فترة وأخرى، لأنه من الكتب التي يستطيع المرء الخروج منها بفائدة كبيرة، وهذا لا يأتي طبعا بقراءة الكتاب وحده، فهو ليس كتاباً أدبياً، لا بد أن تكون القراءة مرتبطة بالتطبيق لتتحقق الفائدة منه، يتحدث الكاتب عن 21 مبدأً أساسياً من مبادئ إدارة الوقت، و هي ليست بالحديثة فقد تحدث عنها أغلب المهتمين بدراسة إدارة الوقت، و لكن براين تريسي يضعها بأسلوب سهل و شيق، المبدأ الأهم برأيي هو المبدأ الذي استخدمته عنوانا للمقال الذي بين يدي القارئ الكريم، لأن القارئ حتى لو اكتفى بتطبيقه وحده لكفاه، وللاحظ التغيير الجذري في إنتاجيته و إدارته لوقته وأمور حياته.
المبدأ المذكور و ببساطة شديدة يتحدث عن وضع الأولويات، و طريقة ترتيب المهام ، بحيث يبدأ المرء بأصعب هذه المهام و أبغضها إلى قلبه، أو بمعنى آخر المهمة التي يميل إلى تأجيلها أكثر من غيرها، و يشرح الكاتب هذا المبدأ بضفدع قبيح و كريه المنظر، و يدعو القارئ إلى تخيل أن أبشع مهمة عليه القيام بها هي شبيهة بضفدع قبيح هو ملزم بأكله، لو واجهك هذا الموقف فأنت بالتأكيد ستؤجل أكل هذا الضفدع القبيح على أمل أن تعفى من أكله، لكن النتيجة الحتمية التي ستصل إليها هي في أنك ستظل طوال اليوم تنظر إلى ضفدعك القبيح ذاك، و سيظل يثير فيك الرعب و الاشمئزاز طوال اليوم، و بالتالي سينعكس هذا الشعور على كل أحداث نهارك، لكن ماذا لو استجمعت كل شجاعتك و بدأت بأكل الضفدع بداية النهار؟ عندها ستشعر بالرضا لأن أصعب مهمة أزحتها عن طريقك، كذا هو الحال بالنسبة للمهام التي نؤجلها لأننا لا نحب القيام بها أو أننا نستصعبها، سنظل نؤجلها لكنها في النهاية ستستنفد طاقتنا بالتفكير فيها، وستعكر مزاجنا طوال اليوم، لأننا نعرف بأننا لا بد وأن نقوم بهذا العمل إن آجلا أو عاجلا.
وفي الغالب فإن الأعمال التي نؤجلها هي الأعمال الأهم ، و التي لو قمنا بها لأحدثت نقله نوعية في حياتنا سواء العملية أو الخاصة، فلا تظل تنظر إلى ذلك الضفدع، استجمع شجاعتك وعزيمتك و كله الآن، فقد تكون هذه أهم خطوة تتخذها في حياتك.
.
هناك 6 تعليقات:
موضوع شيق ، وتظل التجارب هي التي تصقل حياة أحدنا نحو المزيد من التقدم والنجاح .
شكراً لك .
السلام عليكم...
شكرا على الكتاب والمعلومات القيمة
سوف أقوم بأكل ضفدعي من الآن
شكرا ^_^
تركي الغامدي
خاتون
الشكر لكما على المرور الرائع، وعلى اثراء مدونتي المتواضعة بتعليقاتكما القيمة دوما
كم هو رائع وممتع أن تضع لنفسك خطة لتنظيم وقتك وتحقيق انجازات مشرقة في حياتك وعن تجربة شخصية وبفضل من الله وبعد ان أثبحت أضع لنفسي خطة يوميه لتحقيق بعض الأهداف على المدى القصير وعلى المدى البعيد استطعت أن أنجزاحقق أهدافا كثيرة كانت مستحيلة التحقيق في نظري قبل ذلك ورافق ذلك الشعور بالمتعة ولذة الحياة
أشكرك ابداعات قلك على رقي موضوعك الذي راق لفكري كثيرا
الابداع الحر: كلامك صحيح بكل تأكيد، فالتخطيط المسبق ليومك يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد و يوصلك إلى هدفك بأسرع وقت وأقرب الطرق..شكرا لك
نعم يا عزيزتى
كممن أعمال نؤجل القيام بها كضفدع تأبى نفوسنا أن تأكله
و فى هذا التأجيل مضيعة للوقت
شجعنى عرضك على محاولة إقتناء الكتاب و هو ما سأحاول فعله إن شاء ألله
إرسال تعليق