هل يوجد الشر في كل واحد منا?!

فجأة تحولت مجموعة من الشباب العماني إلى لصوص ينهبون المحلات التجارية، و يعيثون في الأرض فسادا مستغلين أجواء الاعتصامات السلمية من قبل بعض الباحثين عن عمل ممن قامت أحدى الشركات العاملة بمدينة صحار العمانية بإقالتهم، أمر استهجنه الجميع داخل وخارج السلطنة، نظرا لما عرف عن الشعب العماني من التزام ديني عال و دماثة خلق و رقي، إذ رأى الجميع بأن هذه التصرفات بعيدة كل البعد عن الشعب العماني، الأمر الذي يدعوا للتساؤل: هل يوجد الشر في كل واحد منا، فقبل فترة قرأت بأن البرفسور  (  Philip Zimbardo )  قام بإجراء تجربة على مجموعة مختارة من طلبة الجامعة التي يعمل فيها، وقد إختار العينة بدقة شديدة من بين الطلاب الذين عرفوا بدماثة الخلق و الطيبة، وكانوا يحظون بحب زملائهم و معلميهم على حد سواء، كانت التجربة عبارة عن لعبة أدوار، حيث تم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين الأولى كان عليها أن تقوم بلعب دور السجانين، في حين تلعب المجموعة الثانية دور المساجين، و ليحبك التجربة جيدا استعار زنزانة من السجن المركزي للولاية، وكان من المفترض أن تكون مدة التجربة اسبوعين، لكن البرفسور اضطر إلى إيقاف التجربة بعد ان لاحظ تحولا غريبا في سلوكيات المجموعتين، فقد بدأ السجانين يمارسون شتى انواع التعذيب النفسي و الجسدي على المساجين، كانوا يمنعون عنهم الطعام و النوم، و بلغ بهم الأمر إجبارهم على تنظيف المراحيض بايديهم، و التعري أمامهم و ممارسة العادة السرية على مرأ من البقية، لقد مضى على هذه التجربة مدة طويلة لكن البرفسور زيمباردو أعاد نشر نتائجها بعد قضية سجن ابو غريب الشهيرة في العراق، حيث لاحظ ان السلوكيات كانت متشابهه عند السجانين الحقيقين و التلاميذ ابطال التجربة، وكلا أفراد المجموعتين كانوا في الأصل شخصيات سوية، و ابآء حنونين، و ابناء بارين، فما الذي حولهم فجأة إلى نمور كاسرة؟!! أهو حقا الشر موجود في كل واحد فينا؟؟