في كتاب الأسرار لديباك تشوبرا شدني كثيرا تعريفه للكآبة و كيف انها في كثير من الأحيان تكون من إختيارنا، وهو في هذا فرق بين الألم والمعاناة بإعتبار أن الألم غالبا ما يكون شعور طبيعي له مسبباته و يختفي بإختفاء المسببات، لكن البعض يرفض أن يتخلى عن الألم حتى بعد زوال مسبباته و هذا ما يعرفه تشوبرا بالمعاناة، و يقول الكاتب بأنه لو طلب منه وضع دليل للمعاناة فإن هذا الدليل سيتضمن الخطوات التالية حتما:
أولا: تبني وجهة نظر غير حقيقية
و قد ضرب مثلا بتوأمين متشابهيين تماما، يكون الأول راض عن نفسه كل الرضا بينما يرى الآخر نفسه قبيحا و يخضع لعمليات تجميل من أجل إصلاح ما يراه عيبا، أو المراهقات المصابات بمرض الأنوروكسيا وكيف ترى الواحدة نفسها بدينة جدا في حين أنها تكاد تكون هيكلا عظميا...
ثانيا: تجاهل الحقائق
تظل الفتاة المراهقة تعتقد بأنها سمينة حتى لو واجهتها بصور لإمرأة سمينة ووضعت صورة لها بجانبها ستظل تعتقد بأنها سمينة جدا، وهكذا ستستمر معاناتها مع المرض
ثالثا: تأكيد وجهة النظر باستمرارية التفكير فيها
فالمرء منا عندما يتعرض لموقف ما، أو يتبنى فكرة ما تظل تلك الفكرة مسيطرة على تفكيره طوال الوقت
رابعا: الانغماس في الألم دون محاولة إيجاد علاج أو مخرج
وبالتالي فإن الخروج من مصيدة المعاناة لا تتطلب سوى العمل عكس دليل تشوبرا، وذلك من خلال مواجهة الألم و علاج مسبباته من جذورها إن أمكن، و عدم التركيز على ما يسبب لنا الألم بدوام التفكير فيه، ومن ثم محاولة إيجاد وسيلة للخروج من حالة الألم هذه بأية طريقة، وعدم تجاهلها أو إنكار مسبباتها، في النهاية الألم حالة طبيعية و سنة هذا الكون، لا أحد معصوم منه، لكننا نملك الخيار في أن نعالج آلامنا..
هناك 4 تعليقات:
طرح موفق لمساعدة من تلم به مثل هذه الحالات ... وفقك الله وبارك فيك .
نسأل الله لنا التوفيق جميعا، لك شكري
سلام عليكم..
نسأل الله السلامة.
الكآبة هي من تخضع الانسان للمعاناة كأنه مسحور ، للاسف البيئة والمحيط له دور كبير في استمرار هذه المعاناة او القضاء عليها ، لكن كما ذكرتم إرادة الانسان اولاً واخيراً هي تصنع التغيير .
حتى يأذن الله بقراءة اخرى كونوا بحفظ الله
هي كذلك أخي علي..وقانا وغياك شر الكآبه
إرسال تعليق