12‏/12‏/2010

التعامل مع المسئولين. فن

يتذمر الكثيرون من الموظفين من مسئوليهم المباشرين، ولا يكتفي البعض بالتذمر خاصة عندما تتحول العلاقة إلى طريق مسدود بين الطرفين فيتحول التذمر إلى حرب باردة بينهما، مما يؤثر سلبا على سير العمل في تلك الوحدة أو المؤسسة و على مصالح المراجعين، كما يؤثر سلبا على نفسيات المحيطين بهؤلاء الأشخاص فيصابوا بالإحباط و عدم الإحساس بالأمان الوظيفي وبالتالي تدني الإنتاجية.

فإن كنت عزيزي القارئ من هذه الفئة من الموظفين الذي لا يستطيعون إقامة علاقة ود مع مسئوليهم المباشرين فلك عندي نصيحة أتمنى أن تفكرا بها جديا، لأجلك أولا ولأجل الجهة التي تعمل بها ثانيا، لأجلك لأنك تقضي جل وقتك في العمل و في الغالب تقضي وقتا أكبر مع زملائك في العمل مما تقضيه مع أولادك في المنزل، فلذا لا بد من أن تحاول أن تجعل بيئة العمل مريحة بقدر الإمكان من الناحية النفسية، فغالبية الأمراض التي تصيب إنسان العصر الحديث تعود في الأصل إلى التوتر والقلق اللذين يسببهما جو العمل في ظل تزايد المنافسة و متطلبات الحياة العصرية، نصيحتي هذه تأتي عن خبرة و تجربة أكثر منها اختصاصا، لأنني بالأمانة لا علاقة لي بعلم النفس والطب، وقديما قيل: اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا، و البداية تأتي من خلال تحسين علاقتك بمسئولك المباشر، وهو أمر ليس بالصعوبة التي تتصورها، تريد لها فقط قليلا من الحكمة و كثيرا من الصبر و الدبلوماسية، والأهم من ذلك (وقفة صريحة مع الذات).

يأتي الكثير من الموظفين للشكوى من سوء المعاملة التي يتلقونها من المسئولين المباشرين، و يبدأون بإلقاء اللوم على ذلك المسئول المريض بالغرور و عدم التفهم والرغبة في التحكم إلى آخرة من التهم، و في الغالب تكون إجابتي: هذا هو المدير فما رأيك في تصرفاتك أنت كموظف؟ وأطلب من الشخص ألا يجيبني على السؤال بل يفكر فيه و يجيب عليه بصراحة شديدة مع نفسه،من السهل جدا إلقاء اللوم على الآخرين و تجاوز أنفسنا، في حين لا يتطلب الأمر في بعض الأمور سوى وقفة صريحة مع الذات، فالمدير قبل كل شيء إنسان و هو أيضا موظف وله رؤساء، حاول أن تضع نفسك محل الشخص الآخر و تتفهم موقفه، حاول أن تفهم ما يريده مديرك بالإصغاء جيدا لما يقول، أحيانا كثيرة لا نسمع الرسالة جيدا وبالتالي لا ننفذ ما يتطلبه العمل منا أو لا ننفذه بالشكل المطلوب، مسئولك المباشر في كثير من الأحيان ولا أقول دائما لا يوجد لديه مشاكل معك شخصيا و إنما مع أسلوب أدائك للعمل، هناك حالات استثنائية عندما يكون فيها المدير ذا شخصية غير سوية، و هذه الشخصيات تناولناها في مقال سابق ، لكن في الغالب لا يريد مسئولك المباشر منك سوى أن تؤدي المهام المطلوبة منك بدقة و أمانة و هو ما يتوقعه مسئوله المباشر منه أيضا- وأعتقد بأن هذا مطلب مشروع فقد قال الرسول عليه السلام: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، فنحن جميعا مهما اختلفت مسمياتنا أو مستوياتنا الوظيفية مطالبون بالجودة والكفاءة والأمانة في تأدية المهام الموكلة إلينا، بالإضافة على حسن التعامل الذي ينبع من صميم تعاليم ديننا السمح فقد قال عليه السلام: (الدين المعاملة) و : (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، فالمقصود من هذه التعاليم أن نتبنى حسن المعاملة سواء مع رؤسائنا أو مرؤوسينا أو زملائنا في العمل فمن شان ذلك إضفاء شيء من الود والراحة النفسية على تعاملاتنا وبالتالي ينعكس ذلك على إنتاجيتنا في العمل...

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

شكرا على هذا الطرح المهم. أود الاشارة تباعا لما ذكر أعلاه ان العلاقة التي تجمع بين الموظف والمدير أو الادارة العليا ذات أهمية كبيرة، فهي قد تؤثر ايجابيا على تقدم الموظف في الشركة أو سلبيا على كل وجه من حياته العملية. وأشار موقع بيت.كوم (Bayt.com) في مقال له انه دائما ما يتوجب العمل على هذا النوع من العلاقات للمحافظة عليها وتحسينها خاصة من خلال التواصل الدائم ولعب دور مثالي في الشركة.

Unknown يقول...

Cy: شكرا على الاضافة المفيدة، و سعدت بمرورك