جئت يوما للجلسة الأسبوعية مع أصدقاؤك في البلد وأنت في قمة السعادة و التفاؤل و النشاط فأنت في شوق للقاء أصدقاءك الذين لا يتأتى لك رؤيتهم سوى في إجازة نهاية الأسبوع كما أنك تريد أن تطلعهم على أهدافك المستقبلية التي انتهيت للتو من وضعها موزعة حسب مجالات الحياة المختلفة (صحية، مهنية، دراسية، عائلية) ، و كنت سعيدا بمشروعك المهني بالتحديد كونك بدأت وضع أولى خطواتك في تحقيق النجاح المهني الذي تحلم به، و لكنك لم تكمل القصة لأصدقائك فقد بدأت تلاحظ نظرات استهجان واضحة في ملامحهم، وما لبثت الغرفة أن امتلأت بصيحات الاستنكار عمن تظن نفسك حتى تسمح لنفسك بهذه الأحلام و يبدأ أصدقاؤك المخلصين يضعون أمامك كل معوقات الدنيا من ضعف شخصية و نقص مهارة إلى تحديات المجتمع و وضعك المادي و فيتامينات " واو" وهلم جرا.
أكاد أجزم أن موقفا مشابها قد مر على العديد منا فنحن في زمن باتت النصائح المجانية فيه من أسهل ما يكون، فما تكاد تعلن عن مشروع ما حتى تنهال عليك النصائح من كل حدب وصوب، وللأسف الشديد كلها نصائح محبطة و مثبطة للعزيمة، لأن حول كل منا مجموعة نعدهم للأسف من الأصدقاء هم في الحقيقة ممن نستطيع أن نسميهم سارقي أحلام، ناقلي الموجات السلبية، زارعي الكآبة واليأس والقنوط، نعم تكمن هذه الصفات في بعض الأشخاص السلبيون و المتشائمون، الثرثارون الذين لا عمل لهم سوى كسر عزيمة الطموحين المجدين من أفراد حولهم، هؤلاء علينا تجنبهم فهم ليسوا أصدقاء بل أعداء لدودين يتنكرون في أزياء الأصدقاء المخلصين الناصحين، وقد يقول قائل بأن الله سبحانه وتعالى قد منحني بصرا وبصيرة لأميز الصواب والخطأ في ما يتفوه به هؤلاء كما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كيّس فطِن"، بالطبع أنت محق لو كان عقلنا الواعي هو الذي يتعامل مع هذه الآراء والأحاديث، لكن مكمن الخطورة هو أن العقل الباطن -وهو كالمغناطيس- هو الذي يستقبل كل تلك الإشارات السلبية دون أن تعي ذلك، إن العقل الباطن لا وعي له وهو يلتهم كل ما يجد في طريقه لهذا قال صلى الله عليه وسلم: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ". ، ذلك أن الإشارات السلبية التي يبثها أعداء النجاح من حولك تستقبلها حواسك دون أن تشعر و تخزن في اللاوعي لتظهر على شكل سلوك بعد فترة من الزمن لذا قيل قديما "من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم"، يقول (فيليكس جاكسون) في كتابه "فكّرْ تصبح غنياً": تمر ذبذبات الخوف من عقل إلى آخر بسرعة مماثلة لسرعة انطلاق الصوت البشري من الإذاعة وصولاً إلى جهاز (الراديو)، وهكذا الأمر مع الموجات السلبية.
ولكن ما صفات هذه الشخصيات؟ تأتي النظرة التشاؤمية على قائمة هذه الصفات بالطبع وهي الغالبة عليها في كافة تصرفاتها و قناعتها ويكون باطنها مملوء بالانتقام ولا يستطيع ذو الشخصية السلبية تنفيذ ما يريد مما ينعكس في كلماته وآراءه و هذه الشخصية عديمة الفعالية في كافة مجالات الحياة، ولا يؤمن صاحبها بالنجاح أو بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بل ليست عنده همة الخطوة الأولى، ,ليس للالتزام و الانضباط معنى أو قيمة في قائمة أعمال صاحب الشخصية السلبية أي لا يتأثر بالمواعظ و لا يلبي أي نداء و لا يسمع التوجيهات وهو دائماً يقوم بدور المعوق و المشاغب لكل تصرف أو ضمن صلاحياته، هذه الشخصية مطعمة بالحجج الواهية و الأعذار الخادعة هي دائمة الشكوى و الاعتراض و العتاب والنقد الهدام و إذا ناقش صاحب هذه الشخصية في موضوع ما ناقش بغضب و توتر و الانحيازية لذاته و مصالحه لا شك أن هذه الشخصية مريضة و ضارة في ذاتها و إن لم تظهر فيها أعراض المرض لأن هذه الصفات تنعكس على أساليب حياتها في البيت و المؤسسة أو أي وسط اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي.
لذا حاول تجنب هؤلاء الأشخاص ولا تقع في مطب أنك قادر على تجنب التأثر بهم لأنك كما سبق و ذكرنا غير واع لتأثير هذه الشخصية السلبي عليك كونه ينتقل على شكل موجات غير مرئية، بل صاحب الناجحين الطموحين المتفائلين و كون علاقات طيبة مع من إن رآك على طريق النجاح مد لك يد العون و شجعك وان نجحت صفق لك، وان فشلت كان معك يأخذ بيدك لتعاود الكره من جديد، فهذه هي الصحبة الطيبة التي ينبغي اتخاذها.
هناك 10 تعليقات:
السلام عليكم والله انتظرت كتابتك بشوق كل يوم أنا هنا أتجول هههههه ان شاء الله تكوني بخير وكل العائلة
بالنسبة لما كتبته أؤيدك تماما وأنا مررت بهذه التجربة واصبحت لا أعلن أبدا عن ما يجول في خاطري من أحلامي وطموحاتي وأهدافي لأني لو قلت لهم سيستهزؤون ويضحكون علي وكل هذا أمامي وفي الحقيقة أكره أن أكون محبطة أو يقلل شخص ما من ما اعتقده .... يجب ان نتجنبهم وان لم نستطع فلا يجب ان نطلعهم على احلامنا حتى يحسنوا الرد
بارك الله فيك وآآآسفة على الاطالة
بانتظار جديدك
تحية ومحبة في الله
أفكار رائعة جداً
طيّ حروفكِ تنبض بالتفاؤل وعبقها يفوح بالأمل
نحتاج كهكذا تباشير
(متابعة لكِ)
لكِ مني خالص التقدير
أعجبني الموضوع
خولة
نحن جميعا بخير، و سعيدة جدا بتجوالك بين حروفي، أولم يقل معلم البشرية(استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)؟ واصلي الحلم
رحمة الهاشمي
شهادة أعتز بها من كاتبة متميزة مثلك..
تقبلي مني أجمل التحايا...بدوري أتابعك
hyou91
شكرااااااااااا
الموضوع مهم .. فكثيرا ما نصادف أشخاص في حياتنا .. يشدون للأسفل .. ونحاول قدر الإمكان تجنبهم لكن الظروف تجعلهم في محيطان ..
تعلمي أن لا تعطي وجه لمثل هؤلاء وسترتاحين .. تحية لك.
المجهول: شكرا ع النصيحة، و تحياتي لك
سارقي الأحلام تسببوا بتعطيل مشروع مقترح كنت بقدمه للإدارة من أكثر من سنة!!!
قررت أتجاهل كل الكلام والنصائح ..
وأخفيت الخبر عن الجميع..
استطعت بالأمس أن أنهي دراسة الجدوى بفضل الله ..
أسأل الله أن ييسر العمل..
:)
أوافقك الرأي في كل ما ذكر هنا
صباحك فل وياسمين
\
ودي//
السلام عليكم...
غالبا ما يميل الانسان الى الشخص المثالي ويستمع اليه...وكذلك للشكل دون الجوهر...
موضوع قيم..
دمتي بخير...
إرسال تعليق