04‏/10‏/2010

احتفلي فأنت عمانية


في مقابلة أجريت مع كريستوفر رييفز بطل أفلام سوبرمان قبل وفاته بأشهرحول الحادث الذي وقع له عام 1995 و أصيب على إثره بشلل تام قال: أرى حولي الكثيرين ممن لديهم أطراف لكنهم لا يذهبون بها مكانا، ولا يفعلون بها شيئا) و هو بذلك يصف غالبية الناس الذين يملكون كل شيء لكنهم لا يستغلون هذه النعم الإستغلال المناسب، ليس إلا بعد أن يفقد أحدهم بصره يحدث نفسه بأنه لو كان لي عينان فسأفعل كذا وكذا، ولو كان لي يدان كنت سأفعل كيت و كيت، لماذا ننتظر حتى نفقد النعمة لنشعر بقيمتها؟!!
أعتقد بأن ما قاله رييفز ينطبق بشكل كبير على المرأة العمانية، التي لا يختلف اثنان على كونها تعيش فترة تاريخية هي الأفضل على الإطلاق من عمر البشرية، حيث تتساوى فيها في الحقوق و الواجبات مع الرجل، مساواة ضمنها لها دستور البلاد و القوانين و اللوائح التنظيمية المنفذة له.
 فنحن في عمان نملك أفضل قانون عمل و قانون خدمة مدنية على مستوى العالم، الذي ما زالت النساء في بعض أرجائه و في دول متقدمة كأمريكا و اوروبا يطالبن بأجر مساو للعمل مع الرجل..كما نملك قانون تأمين إجتماعي هو من أفضل القوانين على مستوى العالم أيضا، الذي يكاد يكون القانون الوحيد الذي يميز فيه المشرع المرأة على الرجل في المزايا التأمينية..
المرأة العمانية تستطيع أن تدخل اية دائرة حكومية و تنهي معاملاتها دون أن يطلب منها ولي أمر، تستطيع ان تخرج بطاقة شخصية و جواز سفر دون إذن من أحد، المرأة العمانية تملك حرية السفر إلى أي مكان في العالم دون الحاجة إلى مرافقة محرم أو طلب الإذن منه، تملك العمانية الحق الكامل في راتبها و ادارة أموالها، دون حق وصاية من أحد عليها..
تملك المرأة العمانية الحرية المطلقة في إختيار شريك حياتها، ووظيفتها، و إدارة حياتها..لها الحق الكامل مناصفة مع الرجل في العمل و التعليم و لاستثمار،لها الحق في تعليم مجاني حتى مرحلة الدكتوراة، و علاج صحي مجاني بدون حد وبلا شرط ،تمتلك الحق المطلق في ممارسة معتقداتها و دينها، بحرية و علنا دون قيد أو شرط.
رغم كل هذا تختار الغالبية العظمى أن تعطل طاقاتها و مواهبها، و تلقي بالاستثمار في تعليمها الذي  كلف الدولة ملايين الريالات عرض الحائط، لتعيش بإختيارها في ظل رجل، لا يستطيع بإمكانيات مادية محدودة في معظم الأحيان أن يوفر لها الحياة الرغدة اتي تحلم بها، وحتى لو كسرت جدار البطالة و التحقت بوظيفة اكتفت براتب ثابت يأتيها آخر الشهر، ومسمى وظيفي ثابت لا يتغير فيه شيء، و تعيش في المكتب كما في البيت في روتين بارد ممل، خال من الطموح و لانجاز، استثني بذلك طبعا أعداد كبيرة من النساء أيضا، كسرن القاعدة، و حققن بذلك نجاحا مهنيا في جميع المجالات، استطعن بفضله تبوء مناصب قيادية عالية، و تحقيق انجازات علمية على مستوى الصعدة، و افرق الوحيد بين الفئتين ببساطة أن الفئة الثانية حددت هدفها بوضوح، و عرفت كيف تستفيد من الفرص المتاحة لها للتقدم مهنيا.
كنت اناقش هذه القضية مع الدكتورة ندى العجمية منذ فترة و التي قالت لي حينها بأنها اكتشفت من خلال برنامج السبرينغبورد لتنمية مهارات المرأة العربية، والذي تقدمه الدكتورة ندى بأن العمانيات يمتلكن طاقات هائلة جدا، لو تم توجيهها التوجيه الصحيح لصنعن فرقا في هذه البلاد، و أن الكثير من هؤلاء النسوة ينقصهن فقط معرفة الفرص المتاحة، و مهارات وضع الأهداف، فإذا كان كما ذكرت الدكتورة ندى – كل ما ينقصنا كنسوة- هو التوجيه، فمن هي الجهة المسئولة عن ذلك، أهي مسئولية الأسرة أو المدرسة أو الأنثى نفسها، ام كل هؤلاء، أعتقد شخصيا بأنها مسئولية مشتركة تساهم المرأة بالجزء الأكبر منها، و أرى بأننا كأفراد تعلمنا من الأسرة و المدرسة الكثير من المهارت، و السلوكيات، و العلوم الي اكتشفنا متأخرا بأن الكثير منها، لا يفيدنا في حياتنا المهنية، و فشل نظامنا التعليمي و تربيتنا الأسرية في تعليمنا المهارات الحياتية التي نستطيع بفضلها أن نعمل هذا الفرق الذي تتحدث عنه الدكتورة ندى، مهارات أساسية كمهارة اتخاذ القرار، و حل المشكلات، و رسم الأهداف، و إدارة الوقت، و كذلك إدارة المال، أو بالأحرى إدارة الذات كما يحب فلاسفة التفكير الايجابي أن يسموها..

لا أقول هذا دفاعا عن المرأة أو من أجل محاولة إيجاد الأعذار لها، لأني بالفعل أعتقد بأن التغيير يبدأ من الذات، وأننا نحن كأفراد من نرسم ملامح حياتنا، نجاحا أو فشلا، فلا أظن أن أمثال الدكتورة ندى قد ولدن ونشأن بمعزل عن الظروف التي تعيشها كل العمانيات، الفرق انهن حددن طريقهن بدقة، و تسلحن بالعزيمة و الاصرار و الكفاح ووصلن، و في النهاية هذه هي في نظري معادلة النجاح في كل شيء..

هناك 8 تعليقات:

المجهول يقول...

موضوع جميل وأول مرة أعرف بهذه المعلومات عن المرأة العمانية .. غريب كنت اعتقد أنه في دولة الإمارات فقط ..

والحياة أصبحت الان صعبة جدا على الطرفين سواء الرجل والمرأة ولابد من تحرك الدور النسائي.

تحياتي لك عزيزتي

khaoula يقول...

السلام عليكم عزيزتي..
ان شاء الله تكونوا بخير ...
ما شاء الله وصفك للمرأى العمانية فعلا تملك كل شئ لتكون من أنجح نساء العالم نسأل الله أن يديمها وينجحهم
أود أن اقول أن مثل نساء عمان في كل الوطن العربي ولو اختلفت الحريات المهم جلهن لديهن حقوق كثيرة ومتعددة ربما أحسن من الاوروبياتلكن ينقص الدافع الذاتي والطموح للارتقاء
شكرا لك وبانتظار جديدك
دمتي في رعاية الله وحفظه

Woman space يقول...

مساء الخيرات أختي العزيزة
أنهيء المرأة العمانية بكل هذه الحرية التي نفتقدها كثيراً في السعودية للأسف ولكن أعتقد أننا في الطريق لما وصلتم له

لي تعليق بسيط وهو أن غالبيات النساء الرجل هو أكبر عائق وسبب رئيسي في عدم تكملة علمها أو الحصول على وظيفة وبطبيعة أغلب النساء تكره المشاكل والجدال المفروغ منه ولو أنها تكثر الزن ومطالبة حقوقها . وعندما تسنح لها الفرصه وتتهيء قد تتردد كثيراً
فيجب علينا تثقيف غالبية الرجال حول هذه الأمور

موضوع شيق

Unknown يقول...

المجهول، Khoula,woman scpace

أنا من المؤمنين بأننا كرجال و نساء نكما بعضنا بعضا، هكذا خلقنا رب الهالمين، بالتالي نجاح المرأة لن يتأتى سوى بتفهم الرجل، و دعمه و مساندته بإعتباره الحكمومة، و متخذ القرار و من يسن القوانين و ينفذها ايضا..............

الموسوعة الحرة يقول...

تحية طيبة...
مقال جميل ومفيد...طاقات المرأة المعطلة في العالم العربي هي كارثية بحق في جميع النواحي...
دمتي بخير...

Unknown يقول...

OPENBOOK

شكرا على المرور

رحمة ال خليفين يقول...

عزيزتي: المرأة العمانية هي من ظلم ولا يزال يظلم نفسه , فبالتالي تعطي للمجتمع وللرجل فرصة كبيرة لكبتهاواضطهادها..
لا أعتقد بأن المرأة العمانية بحاجة الى يوم تكرم فيه , هذه لا تتعدى من أن تكون أمور شكلية لها أبعاد سياسية لست هنا بصدد الحديث عنها ..

ما يؤسف ان المرأة هنا لا زالت تعيش بفكر جداتها وجدات جداتها , بالعقلية والنمطية ذاتها, بالفكر ذاته.\
أعطيك مثالا بسيطا على مدى تقنين المرأة العمانية لفكرها ومدى رجعيته
مسألة العنوسة - مع انني لا اتفق ولا يروق لي استخدام مصطلح كهذا -
المرأة هي أكبر عامل لتمادي المجتمع وتطاوله على المتأخرات في سن الزواج , ما ان تصل الفتاة الى سن 25 فما فوق حتى يصبح الزواج اكبر همومها وهواجسها ,لست هنا لاقول أن التفكير بالزواج في هذه السن او ما بعدها رجعية , بل هو أمر طبيعي للغاية , والزواج حاجة فطرية خلقها الله فينا , ولكن المبالغة والغلو في تضخيم الامر وجعله الشغل الشاغل هو الرجعية بعينها ..
فلا تكادي تراين فتيات منتصف العشرينيات اليوم يلقين بالا الا للتفكير بعريس الغفلة , ولا اهتمامات اخرى , ..
هذا على سبيل المثال وليس الحصر
تحتاج المرأة العمانية أن تبذل جهدا عظيما جدا لان تنهض بفكرها , وبراي المتواضع جدا , أن فكر الامة بأكملها ينهض بفكر نساءها , لسبب بسيط للغاية لان المرأة في نهاية المطاف هي من يربي ويغرس أفكارا وقيما في أذهان ونفوس ابناءها, ودور الرجل هنا سطحي للغايةع الاقل على مستوى مجتمعنا العماني
أعتذر على الاطالة وبورك قلمك..

Unknown يقول...

سيدتي:
أتفق تماما مع كل ما ما كتبت بكل تأكيد، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، و بكل تأكيد نحن النساء نتحمل المسئولية تجاه ما وصل إليه حالنا، خاصة نحن العمانيات لأن لا حجة لدينا، فالطريق ممهد لنا، والفرص متاحة، و كذا الحرية في اتخاذ القرار...

دام فكرك الجميل، وقلمك الواعي