24‏/03‏/2010

وقتك أثمن ثرواتك على الاطلاق



يتصرف البعض وكأنهم يملكون الوقت كله، وهذا مؤسف للغاية، فالوقت هو المورد الوحيد الذي لا يمكن استرجاعة، و الدقيقة التي تذهب لايمكن إستعادتها مطلقا، فهو أغلى ثرواتنا على الأطلاق، سأستعرض معكم هنا بعض الاستراتيجيات التي أستخدمها شخصيا في تنظيم أنشطتي، أو ما يسميه البعض بإدارة الوقت، وهو مصطلح لا أتفق معه شخصيا، على الرغم من إنتشاره ووجود دروس متخصصه فيه، فالوقت وهذا هو الخطورة فيه – لايمكن إدارته، فهو المورد الوحيد الذي وزع على البشر بالتساوي، فسواء كنت في اليابان أو استراليا فيومك 24 ساعة، هذه الإستراتيجيات وردت في كتاب براين تريسي (كل ذلك الضفدع) و أهم هذه المبادئ هو المبدأ الذي استخدمه الكاتب عنوانا للكتاب، والذي يعني ببساطة شديدة أن تبدأ يومك بالعمل الذي الأصعب أو العمل الذي لا تحب القيام به، وشبه الكاتب ذلك بضفدع كبير وقبيح يتوجب عليك أكله، فإما أن تأكله و تنهي الأمر في الحال وعندها ستشعر بالرضا و الفخر بنفسك، ذلك أن أسوا ما في اليوم قد مضى، أو أ ن تقضي يومك،تنظر إلى ذلك الضفدع، و تفسد بذلك اليوم كله، بسبب شعور الاشمئزاز ا قلة الحيلة.

و المبدأ الآخر الذي أعتبره شخصيا المنقذ لكل مدير هو مبدا ( 4D ) أو delete it, do it, delegate it. Delay it. و هو السر وراء طاولتي النظيفة، وجهاز حاسبي الآلي الخفيف، الذي يسأل عنه معظم من حولي، فأنا ما أن أفتح ملف البريد سواء الورقي الذي يحضره لي المنسق، أو بريدي الإلكتروني أستخدم الأربع d تلك، أتصفح الورقة أمامي و أمر عليها سريعا، إن لم تتطلب إجراء معين، ولن أحتاجها في المستقبل، تذهب إلى القمامة فورا delete it، وإن كان بإمكاني إتخاذ إجراء خلال 10 دقائق أقوم بذلك في الحال do it، و إن كنت أرى أن بإمكان غيري القيام بها فأحولها على الفور delegate it، أما اذا كانت تتطلب إجراء لكن في وقت آخر فهذه الوحيدة التي ستبقى على مكتبي.

ها أنذا شرحت سر مكتب النظيف دائما، و نصيحتي إن أردت الخروج بشيء واحد فقط من هذا الكتاب في إدارة وقتك فالتكن هذه، إنها تستحق فعلا التنفيذ، و ستغير حياتك بطريقة لم تحلم بها، خاصة جزئية التفويض التي للأسف الشديد لا يتم إستخدامها رغم كونها من الطرق الفعالة جدا، في تخفيف الضغط، و توفير الوقت والجهد، لكن هناك من يشعر بأنه يجب أن يقوم بكل عمل لوحده، مبررا ذلك بأنه يضمن بذلك الدقة، و سرعة التنفيذ، و هذه من أكثر الأخطاء التي يقع فيها الناس، فلا يوجد عمل دقيق 100% حتى إن كنت أنت من يقوم به، ولا يوجد إنسان يجيد كل شيء، فلكل منا قدرات و مواهب مختلفة، لذا لا يمكن أن نستغني عن الآخرين، فأي شيء يمكن أن ينجزه أحد بدقة 80% أتركه شخصيا له، فيكفي أن أعرف أن العمل سيكون صحيحا بهذه النسبة، كما أن الالتهاء بالأمور الصغيرة يبعدنا عن الأعمال الأهم ذات التأثير الأكبر على نجاحنا.

أحيانا لا يكون لدينا الصبر الكافي لتدريب من حولنا، أو يكون لدينا نقص في مهارات الاتصال بحيث أننا لا نستطيع إيصال التعليمات بشكل واضح، ليس بالضرورة أن يكون النقص من الطرف الاخر، أدركت ذلك في تعاملي مع عاملة المنزل، فقد كنت أشتكي و أتذمر يوميا منها، لأنها لا تجيد عمل شيء، فرغم إنشغالاتي أجدني أقوم بالكثير من الأعمال المنزلية في البيت، إلى أن نبهني زوجي يوما بعد أن سأم على ما يبدو من تذمري، في أنني لا أمنحها الفرصة للتعلم، فأنا أتوقع منها أن تعرف كل شيء من مجرد تعليماتي السريعة، رغم كون اللغة العربية ليست لغتها الأم، و هي بالكاد بدأت تتعلمها، كما أتوقع منها أن تقرأ افكاري، بمعنى أن تعلم وحدها ما أريد وكيف أريد أن تنجز العمل.

الحمد الله تعودت أن لا أتزمت برأيي وأن أصغي للآخرين، و فعلا أخذت بنصيحة زوجي، و بدات أقضي وقتا أطول معها لنقل التعليمات لها، وبدأت أفوض لها مزيدا من المهام، و كان تصرفا وفر علي الكثير من الوقت للتركيز على ما هو أهم و هو قضاء وقت أطول مع اسرتي،وعوضا عن تصيد أخطائها، حاولت أن أراقبها من بعيد، وتعلمت أن أسمح بقدر معقول من الخطأ غير المؤذي، و النتيجة أنني بدأت أستغل هذه النعمة بشكل أفضل، نعم هي فعلا نعمة عظيمة من بها رب العالمين علينا نحن الخليجيات، ففي كثير من الدول حولنا لا تحلم المرأة بتعيين مساعدة لها في المنزل، إلا إذا كانت أميرة أو كانت فاحشة الثراء، فتعلمت حقا أن أنظر لها على أنها نعمة و بدأت أقدر كل ما تقوم به، وشيئا فشيئا تلاشت أخطائها، و زاد تعاطفي معها، و جعل المنزل أكثر هدوء.

هناك 6 تعليقات:

ألـوان التفاؤل ~ يقول...

صدقتِ !
اعجبني الموضوع كثيراً ..
وسأعود لقرائته مرة اخرى واقتباس بعض جمل منه لأدونها بدفتري ^^

اسأل الله ان يبارك في اوقاتناً جميعا ^_^

بوركـــتِ ~

Unknown يقول...

ألوان التفاؤل
Open Book
Fluent

شكرا على تفاعلكم الجميل

حنـــ الـروح ـــايا يقول...

طريقة ممتازه لاستغلال الوقت بصورة ابداعية

ابدعتي عزيزتي

كل يوم اتعلم منك مهارة إداريه باسلوب سلس

دام عطائك

أمواج صامته يقول...

موضوع جميل جدا
فأنا فعلا اعاني من تراكم الاعمال وما ان ابدأ بانجازها حتى اشعر بالحماس واندم على تأخيرها الذي
سبب لي المزيد من الهموم التي انا في غنى عنها
والفويض ايضا حلا لمن لديه من يعينه.
اقترح عليك الغاء التحقق من الحروف فهو يسبب الازعاج لمن يريد ان يعلق على المدونه .

Unknown يقول...

موضوع رائع جداً أستاذة . . .

أعاني كثير من مسألة تنظيم وقتي . . . أبارك لك التصميم الجديد للمدونة.

Woman space يقول...

الحمد لله أنني اجيد تنظيم الوقت وتنظيم حياتي بشكل ممتاز وملفت ولكن اعاني من الضغط أثناء انجاز أي عمل أقوم به فأبدأ بالأحساس بالتوتر والنرفزة السريعة ولا احب احد يقاطعني في اي عمل اقوم به , وبعد هذا كله عندما انجز العمل احس بمتعه كبيرة وراحت بال *_^
واحيانا اجد نفسي غير مباليه للوقت اذا لم يوجد لدي اي عمل فقد اجلس على الكمبيوتر لساعات دون الأهتمام بالوقت ( وهذا يحدث معي اذا احببت تغيير جدولي )

موضوع جميل وخفيف
ومبروك عليك القالب الجديد
بارك الله فيك