تم بعون الله و توفيقه تعييني مساعدا لمدير عام المؤسسة التي أعمل فيها، و هو مسمى مهم للغاية طبعا لأنه تحت المدير العام مباشرة، في أحد أهم المؤسسات المالية في السلطنة، تأتي أهمية هذا الخبر بالنسبة لي بسبب ما تعلمته خلال تجربة الترشيح لهذه الوظيفة و ما أصبحت عليه، و هو أهم بكثير جدا من المسمى الوظيفي بالنسبة لي حقا..
بدأت القصة عندما قررت الإدارة طرح هذا المسمى للعامة عن طريق إعلان صدر في الجرائد المحلية، على غير العادة في مثل هذه الأمور إذ يتم تعيين شخص من المؤسسة وإن لم يوجد شخص مناسب، حينها فقط يتم الإعلان عن الوظيفة.
كان القرار مؤلما جدا بالنسبة لي كوني المرشحة الأولى للوظيفة من المؤسسة، و أعلم جيدا و يعلم كل من حولي بأنه لا ينافسني أحد على الوظيفة من حيث تطابق جميع الشروط علي، و شعرت بالإهانة لأن الموضوع أصبح متداولا في الصحف المحلية، كنت أمام خيارين أحلاهما مر، فطلبت إستشارة معاوناي الشخصيان، وقد سبق أن عرفتكم على الأول، وهو العفريت الشقي الذي يسكنني لكني لم أخبركم بأنني أيضا مسكونة بعفريت آخر حكيم و خير، عفريتي الشقي نصحني بأن أحفظ ماء وجهي، ولا أقدم للوظيفة لأنه من الواضح جدا أن الإدارة لا تعتقد بأنني كفء لها، و وصل به الأمر إلى إغرائي بترك المؤسسة التي سهرت الليالي على تأسيسها مع زملائي حتى وصلنا بها إلى أن تكون إحدى أهم المؤسسات في العالم العربي في مجال عملنا، لكنه أقنعني بأن ما حدث يعتبر إهانه لا تغتفر بحقي و يجب أن لا أسكت عليها، وأنني حتى لو قدمت فلن يتم قبولي..
لكن من حسن حظي أن عفريتي الصغيرالطيب تدخل في الوقت المناسب ناصحا إياي أن أكون المرأة التي تعودت أن أكون، لا استسلم بسهولة، قال لي بالحرف الواحد: كيف تسمحين لأحد ما أن يأتي ويأخذ الوظيفة التي تعرفين جيدا بأنك أحق بها من أي مخلوق آخر، مالرسالة التي ترسلينها للمحيطين بك، هل تهزمين بهذه السهولة، هذه فرصتك لتثبتي بأنك حصلت على الوظيفة ليس بفضل أحد بل بجهدك وحدك، تذكري بأنك لم تحصلي على أي من المسميات التي حصلت عليها بسهولة، فقد أثبت استحقاقك لها بالعمل الدؤب.
وهكذا كان فقد شمرت عن ساعد الجد و بدأت مرحلة من العمل الدؤوب لتأهيل نفسي للوظيفة، فقد جلست مع نفسي و قيمت الوضع بمصداقية، و سألت نفسي لما لم يقم المدير العام بتعييني مباشرة في الوظيفة اسوة بما يحدث في جميع المؤسسات، فهذه تقع ضمن صلاحياته، ماهي المهارات التي تنقصني و التي تتطلبها الوظيفة؟ ماذا علي أن أفعل لاستحق الوظيفة بجدارة؟
أخذت الوصف الوظفي للوظيفة الجديدة و قائمة المهارات المطلوبة فبها، و حددت نقاط قوتي بوضوح و فعلت الشيئ ذاته مع نقاط ضعفي، بعدها عملت لنفسي برنامج محدد لتطوير نفسي و سد الثغرات التي توصلت إليها بفضل خبرتي الإدارية، و بدأت أعمل بصمت إلى فترة امتدت إلى ثلاث سنوات تقريبا، لدرجة أنني قدمت لوظائف أعرف بأنني لا رغبة لدي فيها لتدريب نفسي على المقابلات و معرفة قيمتي الحقيقة في سوق العمل..
وكذا عندما تم الإعلان عن الوظيفة كنت جاهزة بسيرة ذاتية متكاملة، و شخصية جديدة، ومهارات تتطابق تماما مع المهارت المطلوبة للوظيفة، كانت مهمة الإختيار قد أسندت إلى شركة توظيف، و قامت الشركة بسلسلة من الإختبارات و المقابلات الشخصية، لتخرج بقائمة مختصرة عن أنسب المرشحين، تم بالطبع إختياري من ضمن أفضل ثلاثة مرشحين، الأمر الذي كنت متأكدة منه تماما بالنظر إلى خبرتي ومؤهلاتي، لكن كان علي إقناع اللجنة الأخرى التي شكلت من أعضاء مجلس إدارة المؤسسة، وهو أمر كان أكثر صعوبة بالفعل، فكرت مرارا بالانسحاب و إختصار الطريق على نفسي بالتقدم لوظيفة في مكان آخر، لكن المرأة التي لاتقبل الهزيمة بداخلي، أبت إلا أن تواصل المشوار، وهكذا كان بأن تنافست و بنزاهة و إصرار حتى حصلت على الوظيفة التي طالما شعرت بأنها ما أوجدت إلا من أجلي، و بهذا أكون حققت الهدف لأول لي مهنيا الذي تكرر على قائمة أهدافي لثلاث سنوات متتالية......
نصيحتي لك: لا تستسلم أبدا، الكفاح يزيدك قوة و صلابة، ويعزز ثقتك في نفسك، و يجعلك كبيرا في عيون من حولك...........وأهم من ذلك كله سيوصلك إلى هدفك
هناك 11 تعليقًا:
مبرووووك
ألف مبروك
و عقبال المدير العام إن شاء الله
دمتى دائما بخير
الله يبارك فيك يا استاذ أحمد، شاكرة و مقدرة مبادرتك اللطيفة
مبروك صديقتي العزيزة على المنصب الجديد الذي أكيد إستحقتيه بجداره ،،و هذه الحريم ولا بلاش ،، الى الأمام دائما
شكرا أم سهيل على التعليق الرقيق، وشكرا أكثر على قصة مديرك التي شاركتني بها، والتي استخدمتها لكتابة مقالتي (مدير لهذا الزمان) التي حققت ذلك الصدى الرائع عند القراء، والتي كانت مصدرا للإلهام بالنسبة لي، فلطالما رجعت إليها كلما شعرت بالاحباط و اليأس عن مواصلة الكفاح..
أحبك بقدر الدعم والمساندة التي منحتني إياها عبر السنين، و بقدر شجاعتك و جمال روحك ، و لكونك مصدرا دائما للإلهام.
الأخت الفاضلة ..
بعد ان عرفت عن مدونتك فقد جعلتها في قائمة مفضلتي، ولا اضع في قائمة المفضلة لدي سوى ما يستحق القراءة والمتابعة. أفدتيني بمقالك كنت اقرأه بل اتهجاه عبارة عبارة وكلمة كلمة بل حرفا حرفا، وكم تضايقت عندما رن هاتفي النقال في منتصف قرائتي للمقال ألا انني ابيت ان ازيل يدي عن ظهر فأرة كمبيوتري لأضعها على باطن جوالي فقد استمريت في الإستزادت من خبراتك التي تضعيتها بين اعيننا لنستفيد منها... ها أنتي تروين عطشي تارة وتشعرينني بالعطش تارة اخرى. تروينني من عطش معرفة أسرار تفوقك ونجاحك ووصولك لأعالي المناصب وتارة تشعرينني بالتعطش للإستزادة من خبراتك والإستفادة مما تخطه يداك. منذ ان عرفتك وانتي تستخدمين السلم، تتدرجين فيه خطوة خطوة تستشعرين ألم الصعود وتتذوقين طعم الوصول إلى مرادك. أما الآخرون الذين ينتظرون فتراة طويلة امام منصة المصعهد الكربائي لكي يأتي إليهم لينقلهم لأي طابق علوي فدائما ما يتأخر المصعد ويضيق بمن فيه بينما لو التفتوا يمينا او شمالاً لوجدوا السلم موجود لمن اراد ان يصل مع قليل من التعب.
كم انا فرح بوصولك لهذا المنصب وأجزم بأن الهدفين الباقيين من خطتك سيكون تحقيقهما أسهل لأن العفريت الطيب قد تم تدريبه للقيادة والعفريت الشقي قد تم ترويضه للإنقيادة.
تحياتي لك.. ومتابعون....
شكرا يا ناصر، متابعتك للمدونة تسعدني بكل تأكيد
ألف مليون مبروك وأكيد تستاهلين
أتمنى لك التفوق الدائم والنجاح الباهر
ما شاء الله
بصراحه اول مره امر على مدونه بهذه الروعه
لدرجة وضعتها في المفضله
بل اهديتها لشخص عزيز للاستفادة من خبراتك
وفقك الله عزيزتي
و عقبال تحقيق كل اهدافك
عزيزتي
لي تجربه وددت ان تشاركيني ايها
عباره عن موقع نوافذ تربويه
هدفه
علماً ينتفع به
به كل ما يفيد الاداري و المعلم والطالب
كم اتمنى ان تشاركيني خبرتك الاداريه
فهناك مدراء بحاجة ماسة اليها
هذا رابط المنتدى
كم اتمنى تشريفك لي
http://www.tamol.net/edu/
علقت سابقاً على المدونه باسم أميره
أميرة بكلمتي: الشرف لي سيدتي لتفضلك بالمرور على مدونتي المتواضعة، سلمت يدا خطت هذه العبارت الرقيقية، و لك مني وعد بالمرور على مدونتك
نحن نفخر ونفاخر بمثل هذه الانامل المتوقدة نحو السمو والعلو.....واصلي مشوارك.....
إرسال تعليق