لا أفتح الرسائل معادة التحويل التي تصل إلى بريدي الاكتروني بشكل عام، سوى ما يأتيني عن طريق قلة من الأصدقاء أعرف بأنهم لا يرسلون إلا ما يستحق القراءة فعلا، لذا فتحت رسالة اليوم المرفق بها فيديو معنون (ولادة فيل)، جاءني من صديقة عزيزة مقيمة في بريطانيا حاليا كمرافقة لزوجها، شدني عنوان الرسالة التي بدأت بها يومي في الرابعة صباحا وهو موعد إستيقاظي، الفيديو معبر بشكل كبير، و المشاهد التي تحتويه قوية جدا، إنها قصة الحياة الأزلية، مع الولادة، و إبصار الحياة لأول مرة، قصة معانة الأم الوالدة و هي تمنح الحياة لوليدها، و فزع فطري عندما لا يتنفس الطفل كما ينبغي، و بحنان بالغ تحاول الأم مساعدة طفلها على التنفس، و قلق مخيف باد على وجهها، و هي تركله بحنان برجلها، كأنها تقول له: قم يا صغيري فالحياة بإنتظارك، أنا بإنتظارك، لقد عانيت كثيرا لأمنحك الحياة فلا تخذلني، كررت مشاهدة الفيديو مرة و اثنان وثلاث، محاولة التركيز على كل حركة من الأم، كل صرخة ألم، كل إنفعال.
لعل الدرس الأقوى الذي تعلمته مع بداية يومي هو أن الحياة أكبر مني بكثير، و أن هناك الجديد الذي تعلمني إياه الحياة مع إشراقة كل صباح مهما بلغ بي العلم والإطلاع، هناك دروس تكون أقوى تأثيرا من غيرها، و يصحبك هذا التأثير مدى الحياة، تعلمت من عملية الولادة تلك بأن هناك ما هو أكبر مني، من مشاكلي الصغيرة جدا مقارنة بما يحدث حولي، أن هناك ما هو أكبر من همومي الصغيرة جدا، و أن مدرسة الطبيعة ما تفتأ تعلمني كل يوم، ما علي سوى أن أفتح عقلي لهذه الدروس و أعي ما يدور حولي، عوضا عن الانغلاق على ذاتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق