05‏/12‏/2009

احذر سارقي الأحلام من حولك



جئت يوما للجلسة الأسبوعية مع أصدقاؤك في البلد وأنت في قمة السعادة و التفاؤل و النشاط فأنت في شوق للقاء أصدقاءك الذين لا يتأتى لك رؤيتهم سوى في إجازة نهاية الأسبوع كما أنك تريد أن تطلعهم على أهدافك المستقبلية التي انتهيت للتو من وضعها موزعة حسب مجالات الحياة المختلفة (صحية، مهنية، دراسية، عائلية) ، و كنت سعيدا بمشروعك المهني بالتحديد كونك بدأت وضع أولى خطواتك في تحقيق النجاح المهني الذي تحلم به، و لكنك لم تكمل القصة لأصدقائك فقد بدأت تلاحظ نظرات استهجان واضحة في ملامحهم، وما لبثت الغرفة أن امتلأت بصيحات الاستنكار عمن تظن نفسك حتى تسمح لنفسك بهذه الأحلام و يبدأ أصدقاؤك المخلصين يضعون أمامك كل معوقات الدنيا من ضعف شخصية و نقص مهارة إلى تحديات المجتمع و وضعك المادي و فيتامينات " واو" وهلم جرا.


أكاد أجزم أن موقفا مشابها قد مر على العديد منا فنحن في زمن باتت النصائح المجانية فيه من أسهل ما يكون، فما تكاد تعلن عن مشروع ما حتى تنهال عليك النصائح من كل حدب وصوب، وللأسف الشديد كلها نصائح محبطة و مثبطة للعزيمة، لأن حول كل منا مجموعة نعدهم للأسف من الأصدقاء هم في الحقيقة ممن نستطيع أن نسميهم سارقي أحلام، ناقلي الموجات السلبية، زارعي الكآبة واليأس والقنوط، نعم تكمن هذه الصفات في بعض الأشخاص السلبيون و المتشائمون، الثرثارون الذين لا عمل لهم سوى كسر عزيمة الطموحين المجدين من أفراد حولهم، هؤلاء علينا تجنبهم فهم ليسوا أصدقاء بل أعداء لدودين يتنكرون في أزياء الأصدقاء المخلصين الناصحين، وقد يقول قائل بأن الله سبحانه وتعالى قد منحني بصرا وبصيرة لأميز الصواب والخطأ في ما يتفوه به هؤلاء كما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كيّس فطِن"، بالطبع أنت محق لو كان عقلنا الواعي هو الذي يتعامل مع هذه الآراء والأحاديث، لكن مكمن الخطورة هو أن العقل الباطن -وهو كالمغناطيس- هو الذي يستقبل كل تلك الإشارات السلبية دون أن تعي ذلك، إن العقل الباطن لا وعي له وهو يلتهم كل ما يجد في طريقه لهذا قال صلى الله عليه وسلم: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ". ، ذلك أن الإشارات السلبية التي يبثها أعداء النجاح من حولك تستقبلها حواسك دون أن تشعر و تخزن في اللاوعي لتظهر على شكل سلوك بعد فترة من الزمن لذا قيل قديما "من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم"، يقول (فيليكس جاكسون) في كتابه "فكّرْ تصبح غنياً": تمر ذبذبات الخوف من عقل إلى آخر بسرعة مماثلة لسرعة انطلاق الصوت البشري من الإذاعة وصولاً إلى جهاز (الراديو)، وهكذا الأمر مع الموجات السلبية.


ولكن ما صفات هذه الشخصيات؟ تأتي النظرة التشاؤمية على قائمة هذه الصفات بالطبع وهي الغالبة عليها في كافة تصرفاتها و قناعتها ويكون باطنها مملوء بالانتقام ولا يستطيع ذو الشخصية السلبية تنفيذ ما يريد مما ينعكس في كلماته وآراءه و هذه الشخصية عديمة الفعالية في كافة مجالات الحياة، ولا يؤمن صاحبها بالنجاح أو بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بل ليست عنده همة الخطوة الأولى، ,ليس للالتزام و الانضباط معنى أو قيمة في قائمة أعمال صاحب الشخصية السلبية أي لا يتأثر بالمواعظ و لا يلبي أي نداء و لا يسمع التوجيهات وهو دائماً يقوم بدور المعوق و المشاغب لكل تصرف أو ضمن صلاحياته، هذه الشخصية مطعمة بالحجج الواهية و الأعذار الخادعة هي دائمة الشكوى و الاعتراض و العتاب والنقد الهدام و إذا ناقش صاحب هذه الشخصية في موضوع ما ناقش بغضب و توتر و الانحيازية لذاته و مصالحه لا شك أن هذه الشخصية مريضة و ضارة في ذاتها و إن لم تظهر فيها أعراض المرض لأن هذه الصفات تنعكس على أساليب حياتها في البيت و المؤسسة أو أي وسط اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي.


لذا حاول تجنب هؤلاء الأشخاص ولا تقع في مطب أنك قادر على تجنب التأثر بهم لأنك كما سبق و ذكرنا غير واع لتأثير هذه الشخصية السلبي عليك كونه ينتقل على شكل موجات غير مرئية، بل صاحب الناجحين الطموحين المتفائلين و كون علاقات طيبة مع من إن رآك على طريق النجاح مد لك يد العون و شجعك وان نجحت صفق لك، وان فشلت كان معك يأخذ بيدك لتعاود الكره من جديد، فهذه هي الصحبة الطيبة التي ينبغي اتخاذها.



هناك 5 تعليقات:

الشاعر الفنان أحمد فتحى فؤاد يقول...

سيدتى الفاضلة
تعلمنا أن الصديق مرآه لصيقه .. إذا أردت أن تعرف شخصا ما أنظر إلى أصدقاؤه تعرف جيدا من هو
أما عن سارقى الأحلام بالتحديد فهم كثر و فى كل مكان و مجال
وقانا الله شرهم
أمين يارب العالمين
موضوع جميل
شكرا لك

الشاعر الفنان أحمد فتحى فؤاد يقول...

أسف جدا قصدت الصديق مرآه لصديقه ( و ليست لصيقة ).. أسف لعدم مراجعتى ما كتبت جيدا .. هذه ليست عادتى .. أعتذر .. فسامحينى
شكرا
أحمد

Moamen Reda يقول...

الناس دي كثيرة متواجده حولنا ،،وهم فعلا متعبون ،لكن تذكري دائما أنه لايستطيع أحدأن يزعزعك عن أهدافك، لأن مشاعرك مسيرة بأرادتك وسلطتك ،أو يحيدك عن طموحاتك،، فعقلك الباطن تحت سيطرتك وملك يمينك .
أحيانا نضطر الي التعامل مع تلك النوعية من خلال حركتنا اليومية ،،فواجبا عليا أن نطور مهاراتنا الشخصية حتي نتعامل مع تلك النوعية . هذا أن كانت لنا نية في طموح غير محدود.

لكن أذا كانت تلك النوعية تحت بند الأصدقاء، فقلة العلاقات تكون أصلح ،،أو أذا أستطعتي أن يكون لكي تأثير عليهم بكاريزمتك وقدوتك ،،فهذا سيكون أفضل حال .وربنا هيجازيك صواب كبير .

وتذكري أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام .

اهديك هذه الحكمة من كتاب 365 مقولة نجاح

أحب عندما يقول لي الناس لايمكنك تحقيق ذلك ،لأنه طوال حياتي والناس يقولون لي لن تنجح أبدا . تيد تيرنر . مؤسس شبكة CNN
خالص تحياتي ،دمتي بخير

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
للاسف الشديد اصبحت ثقافة التشاؤم و الاحباط ثقافة عالمية ، وعربية خاصة في ظل ثبات السياسات الفاشلة المتبعة في إدارة شئون المجتمع ، وما يحصل اليوم من إضرابات في اكثر من بلد إلا دليل على ذلك.
الانسان بطبعة متفائل لكن إذا صادف صعوبات وإخفاقات متتالية إلى جانبة بيئة محبطة يصبح محبط ، فلا يعود إلى تفاؤله إلا بهجر هذه البيئة إما هجراً فعلاً بالانتقال إلى بيئة اخرى او هجرها بالمثابرة والعمل على تحقيق الطموح دون الالتفات للمحبطين وإن كانو قريبن ،إحياناً الإحباط يكون فقعر الدار ، هنا تكون المهمة اصعب .
حتى يأذن الله بقراءة اخرى وافية كونوا بأفضل حال .

Unknown يقول...

علي موسى
التحدي هو ن نبقى متفائلين رغم الاحباطات التي تحيط بنا، دمت بخير دائما