22‏/11‏/2009

أنت اليوم ما أنت عليه أمس باستثناء كتاب قراءته و شخص جديد تعرفت عليه

التقيت بإحدى جارات اسرتي أثناء زيارتي لهم و التي لم التق بها منذ سنوات طويلة، لكن ما ان جلست إليها حتى أدركت بأنه لم يفتني الكثير: فهي ذات المرأة و كأنني لم اتركها إلا البارحة، نفس التسريحة، نفس وضع الشيلة، نفس ألوان و ستايل الثياب، و نفس القصص، و نفس المواضيع ،طوال مجالستي لها و أنا اسأل نفسي كيف استطاعت هذه السيدة تجميد نفسها على هذا الوضع كل هذه السنوات، أجابتني أختي بأنها استطاعت ذلك لأنها تعيش ذات الروتين في ذات المكان ومع ذات الأشخاص..


و كانت محقة في تفسيرها، فهناك الكثيرون ممن أعرفهم ممن ينطبق عليهم قول: (بعض الناس ليس لديهم استعداد أن يعرفوا مالا يعرفونه - Louis Armstrong  يتوقفون عن النمو و التطور عند مرحلة معينة، فتلقاهم بعد عشر سنوات و كأنك لم تتركهم سوى البارحة، يعيشون بذات النمط و يؤدون ذات الأعمال و الغريب أنهم يتوقعون نتائج مختلفة، قرأت يوما مقولة أعجبتني بأنك اليوم الانسان الذي كنت عليه البارحة باستثناء الناس الذين تلتقيهم و الكتاب الذي تقرأه، فهذا ما يضيف لحياتك شيئا مختلفا، و يتح لك تعلم شيء جديد، الأمر الذي اصبح في غاية الأهمية في عالم أصبح يتسم بالسرعة الهائلة في كل المجالات، كل يوم تطالعنا الأخبار عن هاتف سريع و حاسب آلي فائق السرعة، و طائرة سريعة ووجبات سريعة، و قطار سريع..وهلم جرى، بالتالي فإن الإنسان الذي لا يتواكب مع هذه التغيرات سيجد نفسه حتما متخلفا عن الركب، ولعل أهم وسائل الخروج من الروتين الذي يضع البعض – مثل جارتنا تلك- هو في تغيير البيئة المحيطة بنا، و محاولة الاختلاط بأناس مختلفين، فكما سبق وذكرت فإن النجاح معد كما أن الفشل معد، فإن كنت تريد النجاح خالط أولئك الذين يملكون الصفات التي تسعى إليها، بتغيير الصحبة من حولك، عملا بالمثل القائل من عاشر القوم اربعين يوما صار منهم، فقد أثبتت الدراسات اليوم أن الانسان يتطبع بطباع الصحبة التي يقضي معها أطول وقت، وأفضل هذه الصحبة صحبة الكتاب.


من حسن حظك أنك تعيش عصر استثنائي من حيث توفر المعرفة ، فهي متاحة في برنامج تلفزيوني هادف، و في كتاب، وجريدة ، و شريط سمعي تستطيع أن تضعه في سيارتك، و المهم من ذلك الشبكة العنكبوتيه التي يقضي البعض فيها ساعات من الوقت المهدور في تصفح مواقع تافهة لا تسمن ولا تغني معلوماتها من جوع، في حين أنك باستطاعتك وبلمسة زر واحدة تعلم أي مهارة تحتاجها، على يد افضل أساتذة قي العالم .

هناك تعليق واحد:

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
من تساوى يوماه فهو مغبون..!
بالقراءة وحدها دون سواها يتعرف الانسان على من سبقه من خلق واحداث ، كأنما عاش وصادق وخاصم واختلف مع بعضهم بل أكل وشرب من زادهم !! كل ذلك يتحقق بقراءة الكتاب وبه يتنبأ بالمسقبل ، طبعاً لمن يحسن القراءة بتأمل.
وكذا عشرة الغير بالمباشرة او عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التعلم الحديثة يمكن بكل ذلك ان يتغير للأفضل او الاسوء حسب الاختيار..
حتى يأذن الله بوقفة تأمل اخرى تجنبوا الغبن