كانت هناك مجموعة نساء يعملن في بيع السمك، و كن ينتقلن من مكان إلى آخر لبيع حصيلة ما اصطاده أزواجهن، و في يوم من الأيام تأخر بهن وقت العودة إلى قريتهن، فقررن المبيت في الطريق، و اخترن بقعة جميلة وهادئة على ضفة النهر تحيط بها الأشجار و تعج بروائح الورود الجميلة، حاولت النسوة النوم لكن لم يستطعن ذلك، و فجأة قامت إحداهن و قربت منها سلة السمك التي خافت أن تضيع منها ووضعتها عند رأسها وما أن شممن الرائحة النتنة للسلة حتى غططن في نوم عميق.
المقاومة طبيعة بشرية، لكننا أحيانا نقاوم أشياء جيدة و مفيدة لنا، ذلك لأننا تعودنا أن نعيش بطريقة ما، أو نمارس أعمالنا بطريقة معينة لذلك لا نريد تغيير هذه الطريقة حتى لو اكتشفنا طريقة أفضل أو اكتشفنا أن هذه الطريقة لا تأتي بالنتائج المطلوبة، وقد يصل الأمر إلى إيذائنا و التسبب بالضرر لنا، و هو ما يسمى بمنطقة الراحة، فقد نعتاد على وزن زائد مثلا ولا نحرك ساكنا لمحاولة تخفيفه رغم أننا غير سعداء بهذا الوزن، قد نعتاد على وضع مادي واجتماعي معين و نركن له رغم قدرتنا على الخروج منه، قد نمضي العمر في علاقات سيئة و فاشلة و هكذا، تماما كبائعات السمك ، فأحيانا نقاوم الأعمال أو الواجبات الضرورية فقط لأننا نشعر بأننا مضطرين لفعلها، المقاومة أيضا تشمل أشخاص معينين، أعمال معينة، واجبات ضرورية، مشاعر معينة، أو مقاومة أشياء فينا مثل أشكالنا ووزننا أو شخصيتنا.
. وعلى سبيل المثال نعتاد على رصيد معين في حسابنا البنكي لكن إذا ما جاءنا مبلغ بطريقة ما زيادة على ما نملك نجد فجأة بأننا بحاجة ماسة لشراء هذا و تصليح ذاك، رغم أن هذه الحاجة لم تكن موجودة قبل ذلك.
يرى الكاتب أن للبشر ثلاثة متطلبات رئيسية يقع تحتها كل إحساس أو شعور نشعر به و هذه المتطلبات هي الحاجة للسيطرة أو الرضا والقبول أو الأمن والأمان، هذه هي المحركات لكل المشاعر، و إذا ما استطاع المرء التخلص من إحساسه بالحاجة لأحد هذه الحاجات الأساسية بالتالي سيتخلص من ذلك الشعور أو الإحساس، طبعا لا ضرر من أن يطلب المرء الأمان و القبول و السيطرة لكن المشكلة تكمن في الحاجة، فأنا أحتاج تعني أنا أفتقد لهذا الأمر، الإحساس بفقدان السيطرة و القبول و الأمان هو ما نريد التخلص منه، وطالما تخلصنا من الإحساس بفقدان هذه الحاجيات سنشعر بالحب و الأمان و القبول بشكل طبيعي، يكفي أحيانا أن تدرك حاجتك لهذه الأشياء فتستطيع السيطرة على هذا الإحساس بالحرمان، هذه الحاجات تحدد سلوكنا و تصرفاتنا، لهذا فالتخلص منها سيحدد مسيرة حياتنا بشكل عام.
تمرين: فكر في هدف أو قضية تفكر بها، وأنت تفكر استشعر الإحساس أو الشعور المرتبط بها، تعمق في الشعور و حدد ما إذا كان يقع تحت أي من المتطلبات، اسمح لنفسك بالشعور به بشكل تام ثم اسأل نفسك هل أستطيع التخلص من هذا الشعور، لاحظ بأننا استخدما سؤال واحد هنا هو (هل بالإمكان التخلص من هذا الشعور)، كرر التمرين حتى تشعر بالراحة .
(من تطبيقات السيدونا)
هناك تعليقان (2):
هذا ما أعاني منه فعلا فحين يصل رصيدي إلى حد معين أجدني تلقائيا أبدا بمحاسبة نفسي عن الأشياء التي لا أحتاجها مع إني مسبقا قد أكون قررت أني بحاجة ماسة لها ويجب علي الحصول عليها لكن حين أنظر إلى الرصيد أصبح غير محتاج لها وتسير أموري أيضا دون أن أحتاجها.
وزني الزائد مشكلة أخرى ومع أني قلق (ليس كثيرا وبشكل جدي) من الإصابة بالسكر أو أي أمراض أخرى لا قدر الله لكن لم أقم بالحزم اللازم مع نفسي للتخلص من هذا الوزن.
في انتظار المزيد
جزاك الله خيرا
سلام عليكم..
القناعة كنز لا يفنى..
ان تكون قادر على القناعة هو الاختبار الذي يفرط فية البعض إلى حد الجهل او يفرط فية إلى حد اللا مبالاة .
السبيل للنجاح بالوعي والمعرفة الصحيحة والقدرة على التحكم بالشعور والذات هذا مجمل حقيقة الانسان ان يملك الارادة في كل شيئ .
حتى يأذن الله بدرس جديد كونوا بخير
إرسال تعليق