03‏/10‏/2009

صلة الدم ليست سببا للحب دائما


آخر يوم من إجازة العيد ذهبت لقضاء الأمسية عند أكبر أخوالي، كانت من أجمل الأمسيات التي شهدتها في هذه الإجازة على الإطلاق، قضيتها أتجاذب أطراف الحديث مع خالي و بناته إلى وقت متأخر من الليل، أحب خالي هذا جدا و كل أخوالي بشكل عام، فهم يحيطونني بالحب و الإهتمام في كل مرة أزورهم فيها، لم تتغير معاملتهم لي منذ أن كنت طفة سوى في أنهم أصبحو يعاملونيي بكثير من التقدير و الإحترام..



ربما يعود سبب حبي لهم في أنهم يشبهون إلى حد كبير المغفور له بإذن الرحمن والدي العزيز، فهو إبن عمتهم و هناك تشابه كبير جدا في الملامح و الشخصية بينهم بحكم تربيته في وسطهم..


يحيطونني كلما زرتهم بحفاوة و إهتمام لم يتغيرا مع السنين، أشعر بتقارب فكري بيني و بينهم بحيث استطيع الحديث معهم عن أي موضوع و أنا على ثقة من أنهم سيشاركونني الحوار بإيجابية، فهم على درجة عالية جدا من الثقافة، و قراء من الدرجة الأولى..


أكون في اأفضل حالاتي بعد زيارتي لهم، و كأنني أستمد منهم زادا من الطاقة يكفيني إلى حين موعد زيارتي الثانية، فهم ايجابيين جدا، لم أسمعهم شاكين متذمرين يوما، رغم كل العقبات التي مرت بهم أسوة بغيرهم من الناس، متفائلين إلى درجة كبيرة، يجيدون فن الحوار، يتمتعون بحس فكاهة غريب، حنونون إلى ابعد الحدود، ولا يجدون حرجا في إظهار مشاعرهم و التعبير عنها، ولا يبخلون علي بالثناء الذي استحقه، ينصتون لي بإهتمام، أثق معهم بأنني سأجد النصيحة الصادقة.....


تعلمت من ذلك: بأن لا أعتمد على صلة الدم وحدها في إكتساب محبة الآخرين، الحب يأتي بالمعاملة لا بصلة الدم، لا بد من أن نعمل من أجل أن نحظى بحب الآخرين، ومن أجل إتصال فعال مع الناس، لا بد من أن نحاور بذكاء، نصغي بإنصات، نكون إيجابيين في حواراتنا، فلا أحد يحب النكد و الشكوى و التذمر، لا نبخل على من نحب بالتعبير عن مشاعرنا لهم مهما تقدموا في الأعمار و المناصب و الثقافة، يبقى الطفل الصغير قابعا بداخل كل فرد فينا، تعلمت بأنه يجب أن أكسب حب الآخرين و إحترامهم بأن أكون شخصية مثقفة، أتمتع بحس الفكاهة حتى يستمتع الآخرين بصحبتي..



هناك تعليقان (2):

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
مباركة انتِ ومبارك من حولك..
الانسان بأخلاقه يُعرف بأنه انسان والتى لا تتأتى إلا بالتربية والمراقبة المستمرة والمحاسبة. إلا ان الله ميز البعض بروحية ما تتسم بالطيبة وحلو المعشر لا علاقة لها لا بالنسب ولا حتى الدين ، انما الاقربون اولى بالمعروف الذي للاسف اخذ المعروف منكراً في علاقات الكثيرين فيما بينهم ، فما بالك بالأبعدين..
لفتة حق تستحق التوقف عندها لنعرف هل قريبين بأخلاقنا ام بعيدين بأنسابنا ومكانتنا ..؟!
حتى يأذن الله بلفتة خُلقية اخرى كونوا بأخلاقكم مباركين مشكورين

Unknown يقول...

بوركت اخي علي و بورك أحبابك، و حشرت مع المصطفى و آله و من والاه من الصالحين ذوي الخلق، و سخر لك خلقه