03‏/09‏/2009

السر وراء الجاذبية الشخصية





النجاح في الحياة يعتمد بشكل كبير على الجاذبية الشخصية، أي قدرة المرء على جذب و التأثير و إبهار الآخرين، ، تلك الشخصية التي تضيء المكان إن دخلت، و تشد إنتباه الحضور مهما كان عددهم، و تلتف حولها الناس أينما حلت، لايمكن أن يرفض لها طلبا، و يترقى صاحبها في السلم الوظيفي بسرعة البرق حتى وإن لم يكن أكثر العاملين كفاءة و تأهيلا، فما السر ياترى في هذه الجاذبية؟




يرى علماء النفس المعاصرين بأن مفهوم الجاذبية الشخصية الذي نعرفه أعمق بكثير مما نتصور، فقد أثبتت الدراسات أن الأفكار و المشاعر مواد محسوسة، فالأفكار عبارة عن ذبذبات تصدر عن العقل البشري و تنتقل عبر الأثير على شكل موجات تشبه الموجات الصوتية، و الأفكار القوية بسبب التركيز تستطيع الانتقال لمسافات ابعد من الأفكار الضعيفة، و الأفكار المتكررة تستطيع التأثير على المادة التي تركز عليها بفعل إستمرارية التركيز.




بالتالي نحن نتأثر بقدر كبير بأفكار الآخرين، وهذا ما يفسر المثل القائل من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم، ولا يكون التأثير بالرأي أو الإقنناع بل تأثر غير إرادي وغير محسوس تسببه الأفكار المتنقله عبر الأثير، و هذا هو مكمن الخطورة، فالكثير من الناس يعتقدون بأن مشاهدتهم المتكررة لبعض الأفلام الخيالية المتضمنه للعنف لن تؤثر فيهم لإدراكهم بأنها غير حقيقية، لكن المشكلة في أن العقل الباطن لا يميز كما سبق و اسلفنا بين ما هو حقيقي و بين ما هو وهمز




و تنتقل الأفكار على شكل حلقات دائرية تتسع مع الوقت و تنتقل إلى مسافات بعيدة، و ربما يفسر هذا مصطلح (توارد الأفكار) الشائع بيننا، و هذا أيضا ما يفسر (العين الحسود) فعندما يركز المرء على شخص ما يستطيع إصابته بالأذى من خلال إرسال أفكار شريرة، وكما تؤثر أفكارنا في الآخرين، تؤثر بالتالي فينا فنصبح بالتالي مانفكر فيه، و ينعكس هذا التفكير في بعض الأحيان حتى على مظهرنا الخارجي، ولعلك سمعت أو لاحظت مقدار الشبه بين الأزواج بعد فترة من العشرة، ذلك لأن الأفكار تجذب نحوها ما يشبهها، بمعنى أن الأفكار الايجابية تجذب تجاهها الأشخاص الإيجابيين و كذا الحال بالنسبة للأفكار السلبية، و يتربع الخوف و الحقد على عرش المشاعر السلبية الأقوى تأثيرا في حياة البشر، و أكثرها إنتشارا بينهم، فبالتالي فإن التخلص من هذين الشعورين هو أقوى السبل للحصول على شخصية ذات جاذبية طاغية.


هناك تعليق واحد:

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
كما تفضلتم النجاح يعتمد على الجاذبية الشخصية للفرد، لو لاحظنا من اين جاءت هذا الجاذبية ؟ وكيف اكتسبها؟
ستجد ان الانسان إذا اخذ بسنن الله الحقة وعمل بها بشكل صحيح ستوصله الى ثمرة تلك السنة بصرف النظر عن ايمان الشخص بها اولا فقط العمل بشكل صحيح يوصله وهو من كرم الله ، فمن له جاذبية في امر ما يقيناً انه خالف هواه وأطاع مولاه فأكرمه بالجاذبية ، سواء بقصد او بدون قصد ، حتى مع المنكر لله.
حتى يأذن الله بقراءة اخرى كونوا بجاذبيتكم لله حافظين