06‏/09‏/2009

من مفكرتي

2 سبتمبر 2009
بعد الافطار كنت و بعض زميلات العمل على موعد عشاء في بيت زميلة عمل لنا في بوشر القديمة أحدى ضواحي مسقط، إحتفاءا بعودة زميلة أخرى من بريطانيا التي تدرس فيها، عرضت على البنات اللائي في طريقي أن أخذهن معي في سيارتي، فقد كنا أنا و طفلتي فقط في السيارة، كما أنني كنت أريد الاطلاع على أخبار العمل بعد إنقطاع شهر بسبب الإجازة، كما أنني كنت قد وضعت في جدول مهماتي اليومية أن أن أقدم خدمة بسيطة لشخص ما غير (أنا) فوجدتها فرصة كوني لم أخرج اليوم من المنزل ولم يتسنى لي ما أردت
وصلت عند زميلتي الأولى قبل الموعد المتفق عليه بخمس دقائق كعادتي، حتى أنها علقت على دقة مواعيدي، سعدت بذلك فعلا فهذه إحدى السلوكيات التي أعتز بها في نفسي، فبالنسبة لي إحترام المواعيد من إحترام الذات و إحترام الآخرين، أفضل شخصيا أن آتي قبل الموعد بربع ساعة، عوضا عن التأخيرخمس دقائق، تعلمت بأن هذا يعزز من مصداقيتي أمام الآخرين، هذا فضلا عن كوني أقدس الوقت الذي هو أغلى وأندر الثروات البشرية على الإطلاق... البيت كان في داخل بوشر، و كان من الصعب الوصول إليه بالوصف،
اضطرت صاحبة الدعوة – جزاها الله خيرا – إلى لقائها خارج القرية لتأخذنا إلى هناك
كانت السفرة تعح بالأطباق اللذيذة و المتنوعة و الجديدة علي كليا لكونها من المطبخ الزنجباي  الفريد بنكهاته، و كانت اللمة تغري بالمزيد و المزيد من الأكل، كما كان منظر البنات و هن يتلذذن بالطعام  حريا بفتح شهية أي إنسان غيري، فقد تمكنت من مقاومة الإغراءات و الإكتفاء بتناول القليل جدا من الطعام كما كنت قد خططت له، وفقا لنظامي الغذائي الذي أتبعه منذ سنوات الآن، كانت نظرات البنات التي تحمل الإعجاب بإرادتي و عزيمتي، و شيئا من الغيرة و التحسر مثارا لفخري بنفسي..

الأمسية كانت جميلة، ضحكنا فيها كثيرا، و استمتعنا بأجواء بوشر الرمضانية الرائعة، و محافظتها على روحها، و جو الألفة التي تشعر زائريها به، ذكرني مشهد الفلج، وريحة الثرى الرطب بالسنينة، و بجدي، و ذكريات طفولة مضت منذ وقت بعيد، كانت أمسية أستحقها ووقت رائع بحاجة له
عرضت على زميلتنا التي جاءت بسيارتها أن تتبعني، و تبرعت بإخراجهن من قلب بوشر القديمة بعد العشاء، أمام شك من كل من حولي، فقد كان الطريق الذي جئنا منه، صعبا و طويلا و يمر في وسط المزارع و في سكيك ضيقة، ..لكنها كانت فرصة بالنسبة لي لتجربة نظام الملاحة خاصتي، هذا الإختراع الذي استمتع به هذه الأيام، و أحمد ربي عليه يوميا، فقد ساعدني بطريقة لم أكن أتخيلها، فتح لي أبواب مغلقة من المتعة والإثارة، فلم أكن قبل حصولي عليه، اجرؤ على الدخول في سكة لا أعرفها، أو منطقة لم يسبق لي دخولها، لكن اليوم أستسمتع بإكتشاف أحياء مسقط و ضواحيها بمنتهى الثقة و الحرية..و صدق من قال بأن العلم نور
كنت سعيدة لكوني تمكنت من الخروج من تلك المعمعة، سعيدة بنظرات الإعجاب لصديقي الجديد من قبل رفيقاتي في السيارة، و سعيدة لأنني قدمت يدا لزميلاتي بتوصيلهن معي، وفخورة بنفسي، و بكل ما أنجزت اليوم، و بكل إنتصاراتي الصغيرة...

هناك تعليقان (2):

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
مشاء الله كل شيئ عندك بتخطيط مسبق... :)
حتى اكاد اجزم بأنك عند النوم تقررين ماذا تريدن ان تحلمين وفعلاً يكون كما تريدن واكثر.
سيرة عطرة باعثة على الامل والحياة.
حتى يأذن الله بسيرة اخرى عطرة كونوا بخير سيرة وذكرى

Unknown يقول...

شكرا اخي علي