07‏/09‏/2009

يوميات 5 سبتمير 2009

أمضيت يومي بين القراءة و الكتابة، فهما أفضل و أجمل ما أقضي به وقتي، تبقيان الهوايات الأقرب مهما تعددت الهوايات، اكتشفت اليوم كيف أستطيع معرفة عدد زوار مدونتي بعملية بحث في جوجل، أرشدتني إلى برنامج قمت بتنزيله و تفعيله في المدونة...إكتشاف أسعدني و أشعرني بالفخر بنفسي التي لا تعترف بمصطلح (لا أعرف) فقد تعلمت بأنه يمكنني تعلم أي شيء أريده و أسعى له، وهناك مئات الوسائل اليوم لذلك..


خرجنا في جولة بسيارة زوجي الجديدة التي منحته إياها إدارة الشركة التي يعمل بها بعد تقاعده من وظيفته كمقدم بوزارةالدفاع، وأنا أراه سعيدا كطفل بسيارته الجديدة، حمدت الله بأنه عاد للعمل مرة أخرى، فأمثاله تعود على السلطة، و على مستوى معيشي لا يستطيع بسهولة التنازل عنه، جاءت هذه الوظيفة في إحدى شركات النفط هبه من السماء، فقد حصل فيها على وظيفة مرموقة حافظ من خلالها على جميع الامتيازات تقريبا التي كان يحصل عليها من راتب مجز و سيارة و هاتف مدفوع التكلفة بالكامل و إشتراك في أي ناد ترفيهي يختار، هذا مع إحتفاظه بجميع الحقوق كضابط متقاعد، لو لم يحدث هذا وحده الله عالم بكيف ستكون حياته، فزوجي الحبيب ممن يؤمنون بمقولة (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) لذا تعلمت من تجربته أن أدخر قرشي الأبيض ليومي الأسود..


لم تمنعني هذه الفكرة من قبول دعوته على العشاء بعد إنتهاء الجولة بالسيارة فذهبنا لمطعم الأوتوماتيك المفتوح حديثا في بريق الشاطئ، اكتفيت فيه بتناول قطعة دجاج مشوية على الفحم و قليل من السلطة، حذفت المشروب و الحلو طبعا مما منحني شعورا بالنشوة لإنتصاري على رغبتي القوية بكوب من كوكتيل الشقف الذي أحبه...كما كان تغيير الروين منعشا وجميلا، كوننا لم نخرج لتناول العشاء في مطعم منذ بداية الشهر الفضيل، كما أنه قد مرت فترة طويلة لم أتناول فيها وجبة في مطعم لبناني..


عند دخولي للبيت مررت على شجرة الياسمين القابعة عند المدخل، قطفت بعضا من الياسمين الذي أحبه، تستهويني جدا عملية القطف هذه، أحرص على القيام بها كل ليلة..تذكرت و أنا أقف أمامها ما قالته لي إبنتي عن ردة فعل صديقتها عندما رأت صورة حديقة بتنا الصغيرة، بكوننا محظوظين جدا لأن عندنا اشجار في البيت، فصديقة إبنتي من دولة خليجية مجاورة تم إقتلاع الأشجار منها حسب قولها و منع المواطنين من زراعتها بسبب أزمة شح المياه فيها، جعلتني هذه الفكرة أشعر بالإمتنان و الرضا بشجيراتي..


أخذت حماما منعشا تبعتته برشة عطر خفيفة من عطري المفضل، إذ أشعر بعملي هذا بأنني اكافئ نفسي على الإنجازات الصغيرة التي قمت بها خلال اليوم، استلقيت على سريري الذي على ما يبدو قد غيرت الشغالة فراشه للتو و قامت بتبخيره ببخور عزيز جدا على قلبي أهدتني إياه ابتي خالتي الحبيبتان جدا على قلبي، و الذي يبعث مجرد التفكير فيهما السعادة إلى قلبي، سمحت لنفسي بإستشعار ضربة المكيف على وجهي و التي جاءت منعشة و خفيفة كنت بأمس الحاجة لها بعد وقفتي القصير أمام شجرة الياسمين في جو مسقط فائق الحرارة والرطوبة في هذا الوقت من العام..


تعلمت عادة الإمتنان بالأشياء المعتادة من حولي ضمن برنامج تطوير الذات الذي بدأته منذ سنوات، و العيش بوعي بما حولي، فأشياء كثيرة مما نملك نعتبرها من المسلمات به هي أقصى ما يطمح إليه شخص آخر في مكان آخر،بيتي الصغير هذا الذي كلما جلست مع قريبات أو صديقات لي ما زلن يقمن مع أهل أزواجهن أو في شقة إيجار، تجعلني أشعر بأنني أسعد النساء و أوفرهن حظا، دخولي على بيتي و هو بمنتهى النظافة و الترتيب بفضل شغالتي المتفانية يجعلني أشعر بأنني أميرة، قدرتي على رؤية كل ذلك بفضل نعمة البصر تشعرني بأنني أملك الكون كله، القبلة التي تطبعها ابنتي على خدي كل ليلة تشعرني بأنني أغنى الأغنياء و اثراهم، كلام الإطراء الذي لا يتوقف زوجي عن إمطاري به، وحنانه و كرمه يجعلني أشعر بأنه من غير العدل أن أطلب من رب العالمين أقصى من ذلك........



بهذه الأفكار و على ريحة الياسمين و عطري المفضل ودخون العنبر و ذكرى من أهداني إياه..أغمضت عيني ونمت مودعة يوما ..تواقة لرؤية يوما آخر


ليست هناك تعليقات: