01‏/09‏/2009

عندما توقفت عن لعب دور الضحية


تقييم أوضاعنا بموضوعية سيتطب بالتأكيد صراحة مطلقة مع الذات، وإستعدادا لايقبل الشك في أن نتحمل المسئولية التامة لما يحدث لنا...فكما سبق وكتبت، نحن وحدنا من يحدد مصائرنا، بيدنا النجاح، كما بيدنا الفشل، المسألة في النهاية هي مسألة إختيار، فأنا هنا بسبب خياراتي و قرراتي التي اتخذتها في وقت سابق، إذا كنت بدينة فأنا التي اخترت أن أكل طعاما مليئا بالسعرات الحرارية و بكميات تفوق حاجة جسدي بكثير، أنا التي فضلت الراحة على الحركة..

إذا كنت فاشلة مهنيا، فأنا التي اخترت عدم تطوير مهرارتي، أنا التي اخترت التأخير دائما عن الدوام، و أنا التي اخترت أن يقوم زميلي بالمهام التي كان من المفترض أن أقوم بها..

الصراحة تتطلب منا أيضا التخلص من عقدة إلقاء اللوم على الآخرين، فالا السياسة، ولا وضع البلد الاقتصادي، ولا سنك الصغير أو الكبير، ولا تربيتك، ولا البيئة التي تعيش فيها، هي السبب في تعاستك و عدم حصولك على الترقية، ووضعك المادي المزري، انت وحدك ولا أحد غيرك مسئولا عن ذلك..هذا ليس كلاما إنشائيا تكتبه واحدة ولدت و في فمها ملعقة ذهب، جاءت به هنا لتتفلسف عليك، لا يوجد عذر حدثت به نفسك، لم أحدث به نفسي قبلك:

لن أقدم على تلك الوظيفة لأنهم لن يقبلوا بي كوني إمرأة


هذا الاعلان صوري و الوظيفة تم التعيين فيها فعلا فلما أتعب نفسي

لا فائدة من الدراسة طالما أنني لن أجد عمل

انظر إلى بنات خالاتي و بنات عمي تخرجن من سبع سنوات ولم يحصلن على عمل..مالذي يجعلني أنا أحصل على عمل

أنا لست جميلة ولن يقبل أحد الزواج بي

أنا مهما فعلت لن أستطيع أن أتخلص من وزني الزائد فقد جربت كل الطرق

أنا أريد ممارسة الرياضة، لكن أين سأمشي، لا تصلح الحارة للمشي، وأحتاج سيارة لأذهب لنادي صحي

أنا تحصيلي ضعيف ولن أتمكن من الحصول على مجموع عال

أنا لن أتمكن من الوصول للإستقرار المادي الذي أنشده لأنني لم أخلق لذلك..الفلوس تريد أهلها..........الخ الخ

هذه كانت وستظل كلها أعذار واهية، نستلذ بترديدها لأننا نشعر بالأمان في منطقة الراحة، و نخشى المجازفة، و نخشى الرفض و عدم القبول، و أسباب أخرى كثيرة تجعلنا لا نسعى وراء أحلامنا، ويموت الكثير منا و تدفن أحلامه و طموحاته و رغباته و مواهبه و إبداعاته و ربما حتى إختراعاته معه..
توقف عن ترديد هذه الشعارات الزائفة وخذ خطوة إيجابية مهما بدت لك صغيرة، هي حتما ستوصلك إلى الهدف...صدقني فقد جربت قبلك ونجحت، في وقت كان يبدوا فيه النجاح من سابع المستحيلات...


هناك تعليقان (2):

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
جزيتم خيرا، للاسف نردد بعض الاقوال دون دراية مدى اثرها على النفس،منها ما ذكرتي عن الصراحة التي الاتيان بها راحة هل فعلاً الصراحة راح لمجرد القول بها..؟ ام انها تستوجب العمل بمقتضى هذه الصراحة ..سؤال عند من يحفظ هذا القول.
حتى يإذن الله بقراءة صحيحة اخرى كونوا بخير..

Unknown يقول...

هناك فرق بين الصراحة و بين العبارات السلبية التي نكبل بها ذواتنا اخي الكريم