حتى نعرف ما نريد علينا أولا معرفة ما نحن عليه، فأنت إن اتصلت بزميل على سبيل المثال وطلبت منه أن يوصلك إلى المنزل إثر تعرض سيارتك لعطل، ما هو أول سؤال سيسأله لك هذا الزميل؟ ألن يكون أين انت الآن؟ هكذا هي الحياة ايضا فحتى تصل إلى ما تريد يجب أولا أن تقييم وضعك الحالي و تعرف أين موقعك في الحياة، و بدقة وموضوعية، ففي اللحظة التي وقفت فيها أمام المرآة في ذلك اليوم الذي تحدثت عنه في المقدمة، بدت الحياة أمامي سوداء، و بدوت مفلسة ووحيدة، ويائسة، لكن بعد أن عدت لمراجعة الذات بشكل موضوعي بدأ الأمر مختلفا تماما، فلم أكن فاشلة كما حدثت نفسي في تلك اللحظة، ففي حياتي كثير جدا من الإنجازات، و النعم، ولم أكن وحيدة فقد كنت محاطة بأهلي و بالكثير من الأصدقاء المحبين والمخلصين، كما ساعدني معرفة وضعي الحقيقي على وضع أهداف أكثر موضوعية و أحدد طريقي بشكل أكثر وضوحا، تقييم حياتنا بشكل سليم قد يشعرنا بأننا لسنا بحاجة إلى تغييرها، و قد يساعدنا على تقدير الأشياء التي حولنا، و تشعرنا بالامتنان لله سبحانه على الحياة التي وهبنا، أنا اليوم اكتشفت بأنني أملك كل مقومات السعادة، لقد شاركت في عشرات المحاضرات و البرامج التدريبية و قرأت المئات من الكتب، و في كل مرة أجد أن ما يضعه الآخرون كأهداف يطمحون لتحقيقها، و يأملون من خلال الوصول إليها أنا أملكها بالفعل، أو أنني حققتها فعلا، الأمر الذي جعلني أصل إلى قناعة بأن السعادة بداخلنا، وأننا وحدنا من نملك أسرارها..وأنا واثقة بأنك لو قيمت حياتك بصراحة ستصل إلى نفس النتيجة
هناك 3 تعليقات:
سلام عليكم..
صحيح صعب جداً التقدم في اي امر ان كنت تجهل اين تقف، والاكثر صعوبة انك تجهل انك تجهل وضعك.
اود اسألك سيدتي عن الالية الصحيحة للتقييم كيف اعرف ان التقييم صحيح؟
حتى يإذن الله بقراءة اخرى كونوا بخير
يعتمد تقييمك لذاتك على مجال التقييم و على الهدف الذي تريد ان تصل له، فإذا كنت تريد تخفيض وزنك عليك الوقوف على الميزان و تحديد وزنك الحالي مقارنة بالوزن المثالي الذي تريد الوصول له وفقا لسنك و طولك، إذا كان وضعا ماديا ما تهدف إليه سيكون التقييم هو مقدار ما تملك من ثروة و كم تحتاج لتصل إلى الثراء الذي تطبح إليه و هكذا دواليك
سلام عليكم..
شكراً سيدتي واضحة الفكرة .لا يفوتني القول بقدرتكم على قصر العبارة وعمق المعنى ووضوح الفكرة..موفقين
إرسال تعليق