استضافت العاصمة الجميلة مسقط فعاليات التصفيات النهائية لفرسان الخطابة في القطاع (عشرين)، وهي أحد التقسيمات المعتمدة لأندية التوستماسترز للخطابة والقيادة، ويضم القطاع (عشرين) سبع دول عربية هي: سلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ودولة قطر، ومملكة البحرين، والمملكة الأردنية الهاشمية ولبنان، وذلك بهدف اختيار فارس الخطابة الذي سيمثل هذه الدول في الملتقى الدولي للتوستماسترز الذي تحتضنه العاصمة الماليزية كوالالمبور وهي المرة الأولى في تاريخ مسابقات التوستماسترز التي تعقد خارج أمريكا منذ تأسس في عام 1928 للميلاد في الولايات المتحدة الأمريكية، وتفرع بعدها ليشمل معظم دول العالم تقريبا، من خلال شبكة من برامج الخطابة والقيادة، وقد فازت هذا العام دولة الإمارات العربية المتحدة بالبطولة للمرة الثانية على التوالي بعد فوز الإماراتية شروق البنا والتي حازت على المركز الثالث على مستوى العالم العام المنصرم في التصفيات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، كأول عربية تصل إلى النهائيات في تاريخ التوستماسترز، ودولة الإمارات العربية المتحدة تحقق انتصارا أكبر هذا العام باختيار التوستماسترالإماراتي محمد مراد كأول رئيس عربي للمنظمة العملاقة، وقد بدأنا في هذا الجزء من العالم بجني ثمار هذه الإنجازات بإدخال اللغة العربية كلغة رسمية في المنظمة، والاعتراف بالمسابقات الإقليمية باللغة العربية رسميا من قبل منظمة التوستماسترز، وقد أجريت أول مسابقة من هذا النوع هذا العام في مسقط التي تعود لاحتضان ديتاك بعد اثني عشر عاما من تجواله في العواصم العربية، وذلك خلال الفترة من 15 إلى 17 مايو الماضي في قصر البستان، برعاية سخية من شركة تنمية نفط عمان والشركة العمانية للاتصالات، التي ألهم رئيسها التنفيذي عامر الرواس جمهور الديتاك من خلال الخطاب الذي ألقاه في حفل الافتتاح الذي كان برئاسة صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد نائبة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الخارجي، وتتضمن التصفيات عادة أربع فئات هي فئة الخطب الفكاهية، وفئة الخطب الارتجالية، وفئة خطب التقييم والخطب الدولية، إلا أن الخطب الدولية وحدها التي تصعد للتصفيات النهائية على مستوى العالم، ولم يكن للسلطنة نصيب هذا العام من الكؤوس، لكن حظينا بشرف رئاسة المقاطعة (عشرين) لأول مرة في تاريخ التوستماستر بفوز التوستماسترز العماني ياسر بن عبدالله بن سليمان اللواتيا في الانتحابات لاختيار محافظ المنطقة، وهو أول عماني يفوز في النسخة العربية من مسابقات التوستماسترز، وأول عماني يصل لهذا المنصب، لكن لا شك أن نجاح هذا الملتقى الضخم كان إنجازا يحسب لأسرة التوستماسترز في عمان، من المتطوعين الذين كانوا يواصلون العمل ليل نهار من أجل إخراج الملتقى بهذه الصورة المشرفة، كأعضاء في اللجنة التنظيمية كان هذا هو الكأس الذي حملنا معنا، إضافة إلى التجربة الثرية التي أتيحت للجميع سواء من خلال العمل في الفرق، أو تقديم الفقرات خلال الملتقى، فضلا عن شرف الاستماع إلى نخبة من المتحدثين الدوليين مثل جودي كارتر، ومجموعة من المدربين الآخرين من كافة دول العالم، والاستفادة من الحلقات التدريبية المختلفة التي صاحبت أعمال المؤتمر، الذي فازت باستضافته العاصمة اللبنانية بيروت في عام 2015، والعاصمة الإماراتية أبوظبي في عام 2016.
الجدير بالذكر أن السلطنة بدأت تشهد توسعا في برامج التوستماسترز خلال السنوات الماضية المؤسسية منها والفردية، حيث أدخلت مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة هذا البرنامج ضمن برامج التنمية البشرية لموظفيها كالهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والمستشفى السلطاني وشركة تنمية نفط عمان وشركة عمان للاتصالات وشركة إدارة المطارات وبنك مسقط، وتعمل برامج توستماسترز على تطوير مهارات الخطابة والقيادة لدى المنتسبين لها، وذلك من خلال منهجية التعليم الذاتي، وفق منهج معتمد، يضم مستويات عدة منها المتمكن، والفضي، والبرونزي والذهبي، في كل مسار (الخطابة والقيادة)، ويتم عمل تصفيات على مستوى النادي وانتهاء بالتصفيات النهائية على مستوى العالم، في جو من التحدي والتنافسية بين الأندية التي تمثل دول العالم المختلفة، أما مسار القيادة فيتم من خلال أخذ أدوار قيادية متعددة على مستوى النادي بداية إما من خلال الاجتماعات أو من خلال الهيئة الإدارية للنادي التي يتم انتخابها بالترشيح، ومن ثم يستطيع العضو الترشح لأحد المناصب على مستوى المنطقة، ثم القسم ثم المحافظة قبل أن ينتقل إلى التنافس على المناصب في مؤسسة التوستماسترز الدولية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وتعتمد الترشيحات على حجم المساهمة في أخذ الأدوار القيادية وخدمة اسرة التوستماسترز بشكل عام، من خلال الأدوار التطوعية التي يقوم بها العضو، إلا أن المنظمة هي منظمة غير ربحية تهدف إلى تطوير قدرات الأفراد كما ذكرت في مجالي القيادة والخطابة أيا كان مقر إقامة الفرد، بتوفير بيئة مشجعة ومحفزة لتطوير القدرات، من خلال الدعم الذي يقدمه الأفراد لبعضهم بعض، وإن كانت اللغة الإنجليزية هي اللغة الرئيسية للتوستماسترز لكن بدأت المنظمة بإدخال لغات أخرى منها اللغة العربية مؤخرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق