09‏/12‏/2013

الأمور طيبة


حضرت بدعوة كريمة من الأخ الكريم أحمد الغافري جلسة الأمور طيبة الحوارية التي دأبت على إقامتها مؤسسة رؤية شباب، اتخذت لنفسي مقعدا في الزاوية خلف الجمهور، عاقدة العزم على الاستماع والاستماع فقط، فإضافة إلى كوني من المؤمنين بقدرات أحمد و ثقافته الواسعة، فقد أردت حقا أن استمع لهؤلاء الشباب الذين ما فتئوا يدهشونني بقدراتهم الابداعية وعزمهم الأكيد في المشاركة البناءة في مسيرة التنمية، أسعدني أن أجد هذا الكم من الشباب ذكورا وإناثا الذين اقتطعوا وقتا قيّما لحضور الأمسية بلا شك، مشاهد باتت تتكرر كثيرا أمامي في السنوات الأخيرة، قد يكون الدرس الأكبر الذي علمنيه هؤلاء الشباب وأمثالهم من خلال اطلاعي على المبادرات الشبابية، هي حقيقة أن هناك الكثيرين يشبهوننا في نواياهم الطيبة وتطلعاتهم المخلصة لإيجاد فارق إيجابي في حياة من حولهم، لا يدركه الكثيرون ممن ينشدون العمل التطوعي لكنهم لا يعرفون من أين يبدأون، أو يصابوا بالإحباط نتيجة تجربة تطوعية فاشلة صادفتهم، جعلتهم يفقدون الثقة في نوايا من حولهم، لكن سواء أدركت ذلك أم لم تدركه فإن هناك الكثير من القلوب النقية حولك، تشاركك همومك وطموحاتك، قد تشعر أحيانا بالعزلة ونظن مخطئين باننا لن نجد من يفهمنا أو يشاركنا ميولنا و تطلعاتنا، لكن الحقيقة أن هناك الكثيرين البعض قد تلتقي بهم يوما و البعض الآخر لا تعرف حتى عن وجودهم، لكنهم هناك ينتظرون أن تمد يدك لهم، وان عجزت عن أن تمد يدك، فيكفي الدعاء في ظهر الغيب لهم، يكفي أن ترسل نواياك الطيبة لهم، واعلم بأن هناك ربا كريما يعلم السر وما أخفى، لا يغفل لحظة عن عباده، هناك الكثيرون أيضا حولك ممن يملكون إلى جانب النوايا الطيبة كما هائلا من القدرات والمهارات لا يعرفون كيف يوظفونها في خدمة المجتمع، ربما تستطيع أنت أن تمد يد العون لهم، ومجموعات الدعم هذه كمؤسسة رؤية شباب بيئة مناسبة جدا للالتقاء بهذه الشخصيات، سواء كانت تلك التي تبحث عن دعم أو تلك التي تستطيع تقديم الدعم لك، ابحث عنها فهناك من يبحث عما عندك من مهارات وقدرات، وهناك من هو بحاجة ماسة لها ولك، نحن كائنات اجتماعية لا نستطيع أن نعيش بمعزل عن الآخرين، و الحياة أخذ وعطاء، في كل صورها وأشكالها، البعض منا كريم جدا وعنده قدرة مذهلة على العطاء، لكن ليس لديه مهارة الأخذ، حياء وخوفا أحيانا من أن يثقل كاهل الآخرين، لكن تذكر بأن للعطاء لذة لا تضاهيها لذة، تجدها أنت في الأعمال التي تقوم بها بدون مقابل للمجتمع ولمن حولك، امنح الآخرين فرصة استشعار هذه اللذة معك، أدرك تماما أنه أمر صعب لمن لم يتعود عليه، لكن مع التمرس ستستطيع حتما تجاوز هذا السلوك، من أجل توازن هذا الكون، اسمح لثقافة العطاء أن تنتشر من خلالك، لقد شعرت بتلك الطاقة وأنا أتابع تلك الأمسية، وأنا أرى مبادرات مماثلة طوعية يقوم بها شباب في مقتبل العمر، ليس سعيا وراء مكسب مادي أو شهرة بقدر ما هو سعي لهذا الشعور العارم بالرضا الذي يتيحه العمل التطوعي أيا كان مجاله، لقد اطلعت على شهادات لا تحصى من أناس حول المكاسب الفردية التي يجنيها المرء منهم من العمل بدون مقابل، ربما لهذا انتشرت اليوم هذه الفرق التطوعية في بلادنا بشكل لم يسبق له مثيل إحياء لتقاليد وأعراف عمانية أصيلة في الثقافة والتراث العماني، القائم على التعاضد والتكاتف والتراحم، أمر من شأنه أن يوجه قدرات هؤلاء الفتية التوجيه الصحيح نحو البناء، والمساهمة في تنمية البلاد، فهذه طاقات هائلة معطلة تكمن في هذه الشريحة الكبيرة من مجتمعنا العماني الفتي، أحمد المولى جلت قدرته أن الهمهم الصواب بالعودة إلى الطبيعة العمانية المحبة للخير، وهناك الكثيرون منهم لكن كما ذكرت كثيرون ينتظرون أن تمتد لهم يد العون من أجل توجيه طاقاتهم التوجيه السليم، لأن النية والطاقة والقدرة موجودة لدى شريحة كبيرة من هؤلاء اليافعين لكن يجهل البعض من أين يبدأ، أحيانا كثيره عندما يصدر خطأ من مؤسسة خيرية أو نلاحظ بعض أوجه القصور لديها، نتسرع في إصدار الأحكام على العاملين في العمل التطوعي بأنهم غير أكفاء، أو نشكك حتى في نواياهم، الأمر الذي يحبط عزمنا من المشاركة، لكن علينا ألا ننسى أن هؤلاء المتطوعين مثلنا تماما لديهم الكثير من النوايا الطيبة، لكن ربما تنقصهم في بعض الأحيان بعض الخبرات، لكن لنثمن لهم هذا الاجتهاد وما من تجربة بدون أخطاء والعمل التطوعي المنظم ما زال في بدايته في بلادنا، حتما سيأتي عليه يوم يشق طريقه، طالما وراءه هذه القلوب النقية، وهذه العزائم الشديدة، فلنمنح أنفسنا فرصه.

ليست هناك تعليقات: