غالبا ما تأتيني مقترحات بنقل مقالي الأسبوعي هذا من الملحق الاقتصادي لكونه لا يمت للاقتصاد بصلة، وأمام تكرار هذه المطالبات أجد من واجبي توضيح هذه النقطة بالذات، ذلك أن موضوعات مقالاتي اقتصادية بحتة وهي تمس أهم الموارد الاقتصادية على الإطلاق ألا وهي الموارد البشرية، التي أصبحت المؤسسات توليها عناية فائقة خلال القرن الحالي الذي سجل دخول البشرية إلى ما بات يعرف بعصر المعرفة، الذي قلب مفهوم (القوى أو الأيدي العاملة) إلى مفهوم (الموارد البشرية) ذلك أن العصر المعرفي بات يعتمد إلى حد كبير على العقل البشري من أجل الإبداع والابتكار والتطوير الذي يتطلبه اقتصاد اليوم، والذي بات فيه العنصر البشري يشكل كما ذكرت أهمية كبيرة، وتحرص المؤسسات اليوم على توفير بيئة عمل مشجعة ومساعدة على الإبداع والابتكار من خلال تلبية الاحتياجات الأساسية لكوادرها البشرية من اجل تشجيعهم على ذلك، وبات هناك اهتمام كبير بما بات يسمى (التوازن بين البيت والعمل) وهي مستمدة من هرم مازلو للاحتياجات الإنسانية، والذي يقوم على مبدأ أن للإنسان حاجات أساسية حين تلبى تحفز الإنسان على العمل والعطاء، وهي النظرية التي تأسس عليها علم الإدارة الحديث للعالم إبراهام مازلو، وتقع موضوعات مقالاتي في هذا المجال بالذات وهو مجال (التنمية البشرية) وخاصة تلك التي تتعلق بموضوعات (التوازن بين البيت والعمل)، والتي تقوم على حقيقة أن الإنسان يتكون من جسد وعقل وقلب ولا يمكن أن يستطيع الإنسان العيش بسعادة ووئام ولا يمكن له أن يعطي بالكفاءة المطلوبة دون أن يتحقق التوازن بين هذه الأجزاء، فالموظف المعتل عقليا ونفسيا وجسديا غير قادر على العطاء، والموظف الذي يعيش حالة من القلق والتوتر لا يمكن أن يعطي مهما بلغت به العبقرية، والموظف التعيس في بيته حتما ستؤثر تعاسته على عمله، لهذا لا بد أن يكون هناك توازن بين الاحتياجات الأساسية تلك التي لها علاقة بالجسد مثل الطعام والمأوى والملبس والمسكن والتي يمكن تحقيقها عن طريق المال (الراتب) وتلك التي لها علاقة بالقلب وهي العلاقات الإنسانية الصحية في بيئة العمل القائمة على التعاون وروح الفريق الواحد، ثم تأتي احتياجات العقل القائمة على التعليم والتدريب والتطوير، أكتب كثيرا في هذا العمود عن هذه الجوانب الثلاثة التي تمثل المورد البشري السوي، فقد تناولنا موضوعات مثل التخطيط المالي والقروض الشخصية والعناية الشخصية بالجسم والصحة وهي جميعها تصب في الاحتياج الأول للبقاء، وتطرقت في أغلب ما كتبت إلى موضوعات لها علاقة بالعلاقات السوية بين أفراد المؤسسة الواحدة وكيفية بناء علاقات متينة مع الزملاء في بيئة العمل والتغاضي عن زلاتهم الصغيرة، تحدثنا عن الغضب والخوف والتسامح وكثير من القيم التي من شأنها تأسيس علاقات إنسانية تكون عمود بيئة عمل سليمة، كما تحدثنا عن التدريب والتطوير والتعلم المستمر في عدد لا بأس به من المقالات خلال السنين الماضية، وبالتالي لم يخرج أي من المقالات عن موضوعات التنمية البشرية، كثيرون أيضا منكم انتقدوا تركيزي على تجاربي الشخصية واعتقدوا أن مقالاتي اقرب إلى الخواطر منها إلى مقالات اقتصادية، والحقيقة أن هذا نهج اتخذه حتى في محاضراتي، لإدراكي أن كتب التنمية البشرية متوفرة بكثرة اليوم، بصيغها المكتوبة والمقروءة، لكن يبقى أن نعرف كيف يتم تطبيق ما نقرأ في هذه الكتب على حياتنا اليومية كمسلمين وعرب وعمانيين نعيش في هذا الجزء من العالم؟، آخذين في الاعتبار أن كل ما أنتج في مجال التنمية البشرية جاءنا من الغرب وخاصة أمريكا، أردت أن أظهر للشباب بأن هذه الأفكار قابلة للتطبيق في حياتنا، فهي ليست استعراض عضلات بقدر ما هي تقديم نموذج حي من بيئتنا، وعلى مشاكل تواجه كلا منا بشكل يومي، وأحلام نرسمها في ظل بيئة جغرافية وسياسية وثقافية ذات تميز وتفرد، وشخصية عرفت بتميزها أيضا وتفردها وأقصد بذلك الشخصية العمانية التي تمر بمرحلة منعطف تاريخي فرضها انفتاحها على العام في عصر النهضة، والتي تطلبت منا التفاعل والانصهار في العالم من حولنا لكن مع الاحتفاظ بهويتنا العمانية المتميزة، أتحدث عن شخصيات أتفاعل معها بشكل يومي سواء في محيط العمل أو محيط الأسرة أو المجتمع بشكل عام، تمثل بالنسبة لي نموذجا للشخصية العمانية الفريدة في تميزها والتي استطاعت أن تمزج بين الأصالة وبين المعاصرة، لسنا بحاجة إلى البحث بعيدا عن نماذج نقتدي بها، وعن بطولات نشحذ بها الهمم فحولنا الكثير من هذه الشخصيات الرائعة التي تقدم لي شخصيا كل يوم درسا جديدا، لكننا تعودنا أن نبحث عن هذه البطولات في عالم النجوم والمشاهير وفي الشخصيات العالمية، رغم أن النماذج من حولنا لا تقل روعة وإبداعا مما نرى في وسائل الإعلام من حولنا.
If a man for whatever reason has the opportunity to lead an extraordinary life, he has no right to keep it to himself. (Jacques-Yves Cousteau)
28/10/2013
مقالتي الاقتصادية
غالبا ما تأتيني مقترحات بنقل مقالي الأسبوعي هذا من الملحق الاقتصادي لكونه لا يمت للاقتصاد بصلة، وأمام تكرار هذه المطالبات أجد من واجبي توضيح هذه النقطة بالذات، ذلك أن موضوعات مقالاتي اقتصادية بحتة وهي تمس أهم الموارد الاقتصادية على الإطلاق ألا وهي الموارد البشرية، التي أصبحت المؤسسات توليها عناية فائقة خلال القرن الحالي الذي سجل دخول البشرية إلى ما بات يعرف بعصر المعرفة، الذي قلب مفهوم (القوى أو الأيدي العاملة) إلى مفهوم (الموارد البشرية) ذلك أن العصر المعرفي بات يعتمد إلى حد كبير على العقل البشري من أجل الإبداع والابتكار والتطوير الذي يتطلبه اقتصاد اليوم، والذي بات فيه العنصر البشري يشكل كما ذكرت أهمية كبيرة، وتحرص المؤسسات اليوم على توفير بيئة عمل مشجعة ومساعدة على الإبداع والابتكار من خلال تلبية الاحتياجات الأساسية لكوادرها البشرية من اجل تشجيعهم على ذلك، وبات هناك اهتمام كبير بما بات يسمى (التوازن بين البيت والعمل) وهي مستمدة من هرم مازلو للاحتياجات الإنسانية، والذي يقوم على مبدأ أن للإنسان حاجات أساسية حين تلبى تحفز الإنسان على العمل والعطاء، وهي النظرية التي تأسس عليها علم الإدارة الحديث للعالم إبراهام مازلو، وتقع موضوعات مقالاتي في هذا المجال بالذات وهو مجال (التنمية البشرية) وخاصة تلك التي تتعلق بموضوعات (التوازن بين البيت والعمل)، والتي تقوم على حقيقة أن الإنسان يتكون من جسد وعقل وقلب ولا يمكن أن يستطيع الإنسان العيش بسعادة ووئام ولا يمكن له أن يعطي بالكفاءة المطلوبة دون أن يتحقق التوازن بين هذه الأجزاء، فالموظف المعتل عقليا ونفسيا وجسديا غير قادر على العطاء، والموظف الذي يعيش حالة من القلق والتوتر لا يمكن أن يعطي مهما بلغت به العبقرية، والموظف التعيس في بيته حتما ستؤثر تعاسته على عمله، لهذا لا بد أن يكون هناك توازن بين الاحتياجات الأساسية تلك التي لها علاقة بالجسد مثل الطعام والمأوى والملبس والمسكن والتي يمكن تحقيقها عن طريق المال (الراتب) وتلك التي لها علاقة بالقلب وهي العلاقات الإنسانية الصحية في بيئة العمل القائمة على التعاون وروح الفريق الواحد، ثم تأتي احتياجات العقل القائمة على التعليم والتدريب والتطوير، أكتب كثيرا في هذا العمود عن هذه الجوانب الثلاثة التي تمثل المورد البشري السوي، فقد تناولنا موضوعات مثل التخطيط المالي والقروض الشخصية والعناية الشخصية بالجسم والصحة وهي جميعها تصب في الاحتياج الأول للبقاء، وتطرقت في أغلب ما كتبت إلى موضوعات لها علاقة بالعلاقات السوية بين أفراد المؤسسة الواحدة وكيفية بناء علاقات متينة مع الزملاء في بيئة العمل والتغاضي عن زلاتهم الصغيرة، تحدثنا عن الغضب والخوف والتسامح وكثير من القيم التي من شأنها تأسيس علاقات إنسانية تكون عمود بيئة عمل سليمة، كما تحدثنا عن التدريب والتطوير والتعلم المستمر في عدد لا بأس به من المقالات خلال السنين الماضية، وبالتالي لم يخرج أي من المقالات عن موضوعات التنمية البشرية، كثيرون أيضا منكم انتقدوا تركيزي على تجاربي الشخصية واعتقدوا أن مقالاتي اقرب إلى الخواطر منها إلى مقالات اقتصادية، والحقيقة أن هذا نهج اتخذه حتى في محاضراتي، لإدراكي أن كتب التنمية البشرية متوفرة بكثرة اليوم، بصيغها المكتوبة والمقروءة، لكن يبقى أن نعرف كيف يتم تطبيق ما نقرأ في هذه الكتب على حياتنا اليومية كمسلمين وعرب وعمانيين نعيش في هذا الجزء من العالم؟، آخذين في الاعتبار أن كل ما أنتج في مجال التنمية البشرية جاءنا من الغرب وخاصة أمريكا، أردت أن أظهر للشباب بأن هذه الأفكار قابلة للتطبيق في حياتنا، فهي ليست استعراض عضلات بقدر ما هي تقديم نموذج حي من بيئتنا، وعلى مشاكل تواجه كلا منا بشكل يومي، وأحلام نرسمها في ظل بيئة جغرافية وسياسية وثقافية ذات تميز وتفرد، وشخصية عرفت بتميزها أيضا وتفردها وأقصد بذلك الشخصية العمانية التي تمر بمرحلة منعطف تاريخي فرضها انفتاحها على العام في عصر النهضة، والتي تطلبت منا التفاعل والانصهار في العالم من حولنا لكن مع الاحتفاظ بهويتنا العمانية المتميزة، أتحدث عن شخصيات أتفاعل معها بشكل يومي سواء في محيط العمل أو محيط الأسرة أو المجتمع بشكل عام، تمثل بالنسبة لي نموذجا للشخصية العمانية الفريدة في تميزها والتي استطاعت أن تمزج بين الأصالة وبين المعاصرة، لسنا بحاجة إلى البحث بعيدا عن نماذج نقتدي بها، وعن بطولات نشحذ بها الهمم فحولنا الكثير من هذه الشخصيات الرائعة التي تقدم لي شخصيا كل يوم درسا جديدا، لكننا تعودنا أن نبحث عن هذه البطولات في عالم النجوم والمشاهير وفي الشخصيات العالمية، رغم أن النماذج من حولنا لا تقل روعة وإبداعا مما نرى في وسائل الإعلام من حولنا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق