17‏/03‏/2013

توستماسترز

 

Sun, 17 مارس 2013
حمدة بنت سعيد الشامسية -
يعتقد الكثيرون أن برنامج التوستماسترز الدولي للقيادة هو مجرد برنامج للتمرس على الخطابة بالنسبة لأولئك المصابين بفوبيا مواجهة الجمهور، وهو أمر بعيد كل البعد عن الواقع، لأن هذا البرنامج الذي حقق انتشارا واسعا و شهرة عالمية منذ تأسيسه في عام 1924 كأحد أفضل برامج التدريب على اساليب القيادة ومن ضمنها مهارة التواصل الفعال بجميع مستوياته، وكانت هذه فكرتي أنا شخصيا في البداية فقد كان هدفي الأساسي في الواقع عندما فكرت في الانضمام للبرنامج هو تنمية مهارات الاتصال، وعندما قمت بتعبئة استمارة الأهداف الخاصة بي في برنامج التوستماسترز التدريبي، كان هدفي الأساسي من دخول البرنامج: وهما في الحقيقة هدفان الأول تخفيض عدد (الامممممم) والوقفات في خطاباتي الرسمية، فعلى الرغم من انني في حديثي العادي وحتى اثناء تنفيذي لبرامج تدريبية او إلقائي للمحاضرات انطلق كالصاروخ إلا أن هذا الصاروخ يتحول إلى سيارة على وشك أن تفرغ خزان البترول في الخطابات الرسمية، فابدأ بتقطيع كلامي، وأظن أن ذلك يعود إلى صفة الرسمية التي تتطلبها هذه الأحاديث، في حين يمكنني أن أكون تلقائية وعلى طبيعتي أمام جمهور المتدربين الذين لا يمانعون في أن اتوجه لهم بالحديث بلهجة عامية، في اول حديث اذاعي لي قبل سنوات اجمع كل المستمعين لذلك الحوار على ان (الأمممممم) اخذت نصف وقت الحوار، وكانت النصيحة الغالبة لكل من كلمني ذلك الصباح أن أحاول تخفيف (الاممم) و(التغريزات) هذه من حديثي، لذا وضعت هذا الهدف على قائمة أهدافي في البرنامج الذي من حسن حظي أن فقرة التقييم فيه تتضمن حساب عدد المرات التي يكرر فيها المتحدث الكلمات او يقطع حديثه، وقد ضربت الرقم القياسي طبعا في اول اجتماعات الأعضاء على ما اذكر، واستمررت متربعة على رأس قائمة أكثر المتحدثين (تغريزاوتقطيعا) لعدة اجتماعات، اما الهدف الثاني فهو بناء شبكة علاقات اكتشفت بأن عالم الأعمال لا غنى فيه عنها، فهي أقوى من اي مهارة يمكن لشاغلي المناصب العليا ان يكتسبوها، بالنسبة لي فإن عملي في مجال المحاسبة جعلني رفيقة للسجلات والأنظمة المعلوماتية لفترة طويلة، حبستني خلالها هذه الرفقة بين جدران مكتبي، وحصرتني ايضا في شريحة معينة من المتعاملين سواء داخل المؤسسة التي أعمل فيها أو خارجها، بالتالي شعرت بأن دخولي في برنامج التوستماستر يوفر لي هذه البيئة، فالبرنامج يغطي شريحة واسعة من الأفراد داخل عمان وخارجها، وفي مجالات شتى لا يتيحها اي تجمع آخر من وجهة نظري، من اطباء في مختلف التخصصات والمستويات والاعمار إلى مهندسين وماليين وتربويين وربات بيوت وكتاب وشعراء ومنسقين..الخ، أمر ساهم بشكل كبير في توسعة مداركي بشكل لم احلم به على الاطلاق، وبت حريصة على حضور كل اللقاءت المحلية والاقليمة والدولية ايضا متى ما سمحت ظروفي، وبدأت اكون اكثر حرصا على دعوة ضيوف مختلفين كل مرة لحضور اجتماعات فريقي من أجل توسعة شبكة التعارف، لكن ايضا فادني ذلك في مجال آخر لم اكن مدركة له، فبعد فترة من ممارسة الخطابة امام الأعضاء ذاتهم ينشأ نوع من الالفة بين المتحدث وجمهوره، فتختفي الرهبة تماما ويصبح المرء اكثر اريحية في الحديث، لكن وجود جمهور غريب يمنحه تمرسا في الحديث امام شرائح مختلفة من الجمهور، خاصة بالنسبة لاولئك المصابين بفوبيا المسرح او فوبيا مواجهة الجمهور، ويتيح ايضا للأعضاء فرصة ممارسة الاتكيت والتعامل مع شرائح مختلفة من البشر من عرقيات وجنسيات وثقافات مختلفة، الأمر الذي يجعل المرء اكثر تقبلا لهذه الاختلافات عن غيره من الشخصيات المنغلقة على ذاتها او في محيطها المعتاد، اضف إلى ذلك ثقافة العمل ضمن فريق واحد الذي تضيفه المشاركة في تنفيذ الفعاليات المحلية والدولية ضمن فريق ايضا مختلف الخبرات، كان من التجارب الجميلة التي شعرت بأنها أخرجت أعضاء البرنامج من روتين العمل الذي تفرضه عليهم وظائفهم المكتبية الروتينية، هذه اهداف لم افكر مجرد التفكير فيها وأنا أبحث ذلك اليوم عن أقرب اجتماع للتوستماسترز للانضمام إليه، فقد كنت معنية فقط بتطوير مهارات الاتصال وبناء قاعدة تعارف تفيدني في مجال عملي، لكن ما حدث انني اكتشفت سلسلة لا نهاية لها من المعارف و المهارات والفوائد من هذا البرنامج، تماما كما هي أية عملية تعليمية، فلم اخرج شخصيا من اجتماع إلا وتعلمت شيئا جديدا، ولم أتحدث إلى احد إلا و علمني شيئا لم أعرفه، كذا الأمر مع القراءة أو تصفح الانترنت او بالأحرى هكذا هي الحياة سلسلة لا تتوقف من الدروس والفرص، توستماستر علمني ضمن ما علمنيه بأنه لا نهاية ولا حد فعلا لما يمكن أن تتعلمه كفرد!

هناك 4 تعليقات:

absnt يقول...

welcome
بتشكرك على هذه المعلومة القيمة

Unknown يقول...

شكرا عزيزتي، absnt ,واتمنى أن تنظمي لأسرة التوستماسترز

علي موسى يقول...

سلم عليكم..
اطلب العلم من المهد إلى اللحد.. اطال الله في عمرك مصداق لها

Unknown يقول...

عمرك طويل اخي علي..شكرا لك