مما لا شك فيه أن أسوأ الكوابيس التي يخشاها أي منا هو أن يقع ضحية لمدير سيء، ويبدو أن البعض منكم يظن انه فعلا قد وقع ضحية لمدير سيء وهو ما لمسته من خلال بعض مداخلات القراء، فكثير من الرسائل التي تصل إلى بريدي تحمل كما من الشكوى من مدير قاس وغير عادل ومعقد، يعزى له السبب في عدم التقدم المهني وتحقيق الأهداف التي أتحدث عنها في هذه الصفحة، والسؤال المطروح هو: كيف يتصرف المرء أمام موقف كهذا؟! وددت فعلا لو انني أملك الاجابة على هذا السؤال، لكن من وجهة نظر شخصية أعتقد بأن أسوأ ما يمكن أن تفعله في هذه الحالة هو أن تسمح لنفسك أن تكون ضحية لمدير متعنت، كما ان الشكوى والتذمر لن يزيدا الأمر إلا سوءا، فالشكوى غالبا ما تدل على الضعف، وهي تسيء لصاحبها أكثر مما تحسن إليه، وتظهره بمظهر المهزوم الضعيف أمام زملائه وامام المدير الذي لا شك ان الموضوع سيصله بطريقة أو باخرى، هذه الصفات بلا شك ليست مرغوبة في أي مرشح للقيادة، بمعنى أنها قد تعود على صاحبها بالضرر على المدى البعAيد، إذ ان هذه مشكلة تخصك وحدك وعليك معالجتها بنفسك دون أن تجعل نفسك حديث المكاتب، وأفضل وسيلة كما أراها هو مواجهة ذاتك بصدق، وتحمل المسؤولية تجاه ما يحدث لك، طبعا هناك حالات يكون فيها المدير متغطرسا قاسيا متسلطا وهو موضوع تناولته بتفصيل في مقال بعنوان (المديرالسيكوباتي) بالتالي هو يتعامل مع الجميع من هذا المنطلق، أما اذا كان مديرك لا يظهر عجرفته وغطرسته سوى عليك انت، وهذا يعني أنه لايحبك ولا يحترمك، لأن طبيعة البشر أنهم لا يسيؤون لمن يحبونهم، ولأن الحب نابع من الذات، ربما عليك أن تكون صادقا مع نفسك وتنظر بداخلك عن سبب عداوة مديرك لك، وفي الغالب فإن طبيعة البشر أنهم يبالغون كثيرا في تقييم آدائهم، لهذا غالبا ما يأتي تقييم الأداء صادما لغالبية الناس، وفقا لجاك ويلش صاحب كتاب (الفوز) فإن سبعة من كل عشرة اشخاص يصدمون عندما يواجهون بنتائج تقييمهم، معتقدين جازمين أن هذا التقييم لايمكن أن يكون تقييمهم هم، او أن واضع التقييم يكن لهم عداوة، أو ربما تكون الاشكالية في أنك ممن يطلق عليهم (كارهي السلطة) وهم فئة من الناس لديهم كره مترسخ نحو كل ما يمثل سلطة في حياتهم، بالتالي أيا كان المدير الذي يشغل المنصب فأنت ستكرهه إن كنت من هذه الفئة، وسيشعر مديرك بهذا الكره ومن الطبيعي ان يبادلك الكره بالكره، في كثير من الأحيان يكون من الموضوع برمته ناتج عن سوء تفاهم ليس أكثر وفي هذه الحالة قد تفيد المواجة، لكن المواجهة يجب ان تكون الخطوة الأخيرة التي عليك اتخاذها، وهي تلي خطوة مصارحة الذات، ذلك أنه إذا كان العيب فيك فربما يكون مديرك يتعمد إساءة معاملتك ليدفعك لهذه المواجهة التي سيستخدمها ضدك، لذا حاول جاهدا الاستعداد لهذه المواجهة، ابدا لا تحاول ان تكون دفاعيا او هجوميا، لا تسمح له أن يستفزك، أظهر له أنك جئت فقط رغبة في معرفة تقييمه لعملك وسلوكك، فإذا كان رجلا عادلا، وتصرفاته تلك كانت نتيجة انشغالاته، او عدم إدراك لما كانت تسببه لك من ضيق، فقد يكون على استعداد لتوجيهك التوجيه السليم، والاستماع لك بصدر رحب، في كثير من الأحيان للأسف الشديد لا تأتي المواجهة بنتائج مرضية إذا كان المدير سيئا، وظاهرة المدير السيء للاسف الشديد لا تخلو منها مؤسسة، إنهم مثل الورم السرطاني أو العاهة البدنية الذي لا شفاء منه، وفي هذه الحالة ما عليك سوى ان تعايش مع مديرك السيء هذا، أبذل قصارى جهدك في التميز في عملك وثق ان (الله لا يضيع أجر من أحسن عملا) حتى لو لم يقدر مديرك إنجازك فإن الاداء المتميز مثل النور من الصعب أخفاؤه، سيلاحظك مدير الموارد البشرية، أو رئيس الوحدة أو مدير آخر ويطلب نقلك معه من يدري، تذكر فقط بأن وظيفتك ليست هي مديرك، هناك الكثير حتما في حياتك المهنية مما يستحق عناء الاحتفاظ به، ركز على الجوانب الايجابية في عملك، عدد نقاط القوة فيك وفي بيئة عملك واستغلها لصالحك، واذا ما اتخذت هذا القرار بالعمل رغما عن تصرفات مديرك السيئة، فلا تنس أنه قرارك وأنت وحدك المسؤول عنه، فتوقف عن الشكوى والتذمر، فهي إن لم تضرك لن تجدي لك نفعا، أما إذا وجدت ان سلوك مديرك قد خرج عن السيطرة، ولن تكون قادرا على تحمله، وقررت ان تشتري راحة بالك وصحتك النفسية، فحينها لن يكون امامك سوى خيار واحد وهو الانسحاب، وهنا اذكرك بأن بيئة العمل المثالية لا وجود لها على هذه الكرة الأرضية، فحيثما وجد المدير الجيد، غابت الحوافز المادية وفرص الترقي، وحيث توجد الحوافز المادية وفرص الترقي تختفي بيئة العمل الصحية والمريحة، وهكذا دواليك، احسب خطواتك جيدا قبل اتخاذ الخطوة التالية، اعمل قائمة بإيجابيات وسلبيات وظيفتك الحالية، وضع قائمة بأولوياتك في الحياة وضعها أما عينك عندما تسعى في ايجاد بديل
If a man for whatever reason has the opportunity to lead an extraordinary life, he has no right to keep it to himself. (Jacques-Yves Cousteau)
06/01/2013
إنه مدير سيئ
مما لا شك فيه أن أسوأ الكوابيس التي يخشاها أي منا هو أن يقع ضحية لمدير سيء، ويبدو أن البعض منكم يظن انه فعلا قد وقع ضحية لمدير سيء وهو ما لمسته من خلال بعض مداخلات القراء، فكثير من الرسائل التي تصل إلى بريدي تحمل كما من الشكوى من مدير قاس وغير عادل ومعقد، يعزى له السبب في عدم التقدم المهني وتحقيق الأهداف التي أتحدث عنها في هذه الصفحة، والسؤال المطروح هو: كيف يتصرف المرء أمام موقف كهذا؟! وددت فعلا لو انني أملك الاجابة على هذا السؤال، لكن من وجهة نظر شخصية أعتقد بأن أسوأ ما يمكن أن تفعله في هذه الحالة هو أن تسمح لنفسك أن تكون ضحية لمدير متعنت، كما ان الشكوى والتذمر لن يزيدا الأمر إلا سوءا، فالشكوى غالبا ما تدل على الضعف، وهي تسيء لصاحبها أكثر مما تحسن إليه، وتظهره بمظهر المهزوم الضعيف أمام زملائه وامام المدير الذي لا شك ان الموضوع سيصله بطريقة أو باخرى، هذه الصفات بلا شك ليست مرغوبة في أي مرشح للقيادة، بمعنى أنها قد تعود على صاحبها بالضرر على المدى البعAيد، إذ ان هذه مشكلة تخصك وحدك وعليك معالجتها بنفسك دون أن تجعل نفسك حديث المكاتب، وأفضل وسيلة كما أراها هو مواجهة ذاتك بصدق، وتحمل المسؤولية تجاه ما يحدث لك، طبعا هناك حالات يكون فيها المدير متغطرسا قاسيا متسلطا وهو موضوع تناولته بتفصيل في مقال بعنوان (المديرالسيكوباتي) بالتالي هو يتعامل مع الجميع من هذا المنطلق، أما اذا كان مديرك لا يظهر عجرفته وغطرسته سوى عليك انت، وهذا يعني أنه لايحبك ولا يحترمك، لأن طبيعة البشر أنهم لا يسيؤون لمن يحبونهم، ولأن الحب نابع من الذات، ربما عليك أن تكون صادقا مع نفسك وتنظر بداخلك عن سبب عداوة مديرك لك، وفي الغالب فإن طبيعة البشر أنهم يبالغون كثيرا في تقييم آدائهم، لهذا غالبا ما يأتي تقييم الأداء صادما لغالبية الناس، وفقا لجاك ويلش صاحب كتاب (الفوز) فإن سبعة من كل عشرة اشخاص يصدمون عندما يواجهون بنتائج تقييمهم، معتقدين جازمين أن هذا التقييم لايمكن أن يكون تقييمهم هم، او أن واضع التقييم يكن لهم عداوة، أو ربما تكون الاشكالية في أنك ممن يطلق عليهم (كارهي السلطة) وهم فئة من الناس لديهم كره مترسخ نحو كل ما يمثل سلطة في حياتهم، بالتالي أيا كان المدير الذي يشغل المنصب فأنت ستكرهه إن كنت من هذه الفئة، وسيشعر مديرك بهذا الكره ومن الطبيعي ان يبادلك الكره بالكره، في كثير من الأحيان يكون من الموضوع برمته ناتج عن سوء تفاهم ليس أكثر وفي هذه الحالة قد تفيد المواجة، لكن المواجهة يجب ان تكون الخطوة الأخيرة التي عليك اتخاذها، وهي تلي خطوة مصارحة الذات، ذلك أنه إذا كان العيب فيك فربما يكون مديرك يتعمد إساءة معاملتك ليدفعك لهذه المواجهة التي سيستخدمها ضدك، لذا حاول جاهدا الاستعداد لهذه المواجهة، ابدا لا تحاول ان تكون دفاعيا او هجوميا، لا تسمح له أن يستفزك، أظهر له أنك جئت فقط رغبة في معرفة تقييمه لعملك وسلوكك، فإذا كان رجلا عادلا، وتصرفاته تلك كانت نتيجة انشغالاته، او عدم إدراك لما كانت تسببه لك من ضيق، فقد يكون على استعداد لتوجيهك التوجيه السليم، والاستماع لك بصدر رحب، في كثير من الأحيان للأسف الشديد لا تأتي المواجهة بنتائج مرضية إذا كان المدير سيئا، وظاهرة المدير السيء للاسف الشديد لا تخلو منها مؤسسة، إنهم مثل الورم السرطاني أو العاهة البدنية الذي لا شفاء منه، وفي هذه الحالة ما عليك سوى ان تعايش مع مديرك السيء هذا، أبذل قصارى جهدك في التميز في عملك وثق ان (الله لا يضيع أجر من أحسن عملا) حتى لو لم يقدر مديرك إنجازك فإن الاداء المتميز مثل النور من الصعب أخفاؤه، سيلاحظك مدير الموارد البشرية، أو رئيس الوحدة أو مدير آخر ويطلب نقلك معه من يدري، تذكر فقط بأن وظيفتك ليست هي مديرك، هناك الكثير حتما في حياتك المهنية مما يستحق عناء الاحتفاظ به، ركز على الجوانب الايجابية في عملك، عدد نقاط القوة فيك وفي بيئة عملك واستغلها لصالحك، واذا ما اتخذت هذا القرار بالعمل رغما عن تصرفات مديرك السيئة، فلا تنس أنه قرارك وأنت وحدك المسؤول عنه، فتوقف عن الشكوى والتذمر، فهي إن لم تضرك لن تجدي لك نفعا، أما إذا وجدت ان سلوك مديرك قد خرج عن السيطرة، ولن تكون قادرا على تحمله، وقررت ان تشتري راحة بالك وصحتك النفسية، فحينها لن يكون امامك سوى خيار واحد وهو الانسحاب، وهنا اذكرك بأن بيئة العمل المثالية لا وجود لها على هذه الكرة الأرضية، فحيثما وجد المدير الجيد، غابت الحوافز المادية وفرص الترقي، وحيث توجد الحوافز المادية وفرص الترقي تختفي بيئة العمل الصحية والمريحة، وهكذا دواليك، احسب خطواتك جيدا قبل اتخاذ الخطوة التالية، اعمل قائمة بإيجابيات وسلبيات وظيفتك الحالية، وضع قائمة بأولوياتك في الحياة وضعها أما عينك عندما تسعى في ايجاد بديل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
سلام عليكم..
صعب جداً ان تعيش مع مدير سيئ لكن غير مستحيل.المستحيل ان ترتاح طالما انت مهمل المحاسبة والتقييم الذاتي لقدراتك وهذا الوهم الذي يعيشه اغلب المتذمرين في حياتهم.
فالمحاسبة الحقة والاخلاص في العمل والعمل بشكل صحيح ، كفيل بنقل الوضع للافضل في كل مجالات الحياة .
في الختام لك الشكرعلى صوت العقل وجميل الطرح فقد وضعتِ النقاط على الحروف كسابق عهدك في كل طرح .. موفقين للمزيد
هو كذلك أخي الكريم، ممتنه لك فعلا جميل متابعتك لكتاباتي المتواضعة
إرسال تعليق