30‏/11‏/2011

من دفتر يومياتي هذا الصباح

السعادة قرار و فعل ببساطة شديدة، لذا قررت أن أكون سعيدة اليوم بغض النظر عما يحدث..
استيقظت في الخامسة و النصف صباحا، متأخرة لساعة كاملة عن موعد استيقاظي المعتاد مما يعني أنني نمت نومة طويلة متواصلة، لاحظت كيف أن طعم القهوة كان مختلفا بشكل كبير
منحتني الفكرة نشوة غريبة، حرصت أن أغوص في تفاصيل الصباح منذ أول دفئ الفنجان في يدي و حتى نسمة الصباح
خطرت لي فكرة أن استحم بماء بارد، كانت النتيجة شهقة كبيرة إذ لم أدرك مدى برودة الماء، لكن أعقبها شعور عارم بالرضا و النشاط..
أرسلت رسائل معبرة لمجموعة من معارفي و اصدقائي، و تهنئة خاصة صغتها بنفسي لزوجة أخي بمناسبة عيد ميلادها..وصلتني ردود معبرة و جميلة البعض منها تمت صياغته خصيصا لي، أجملها عبارة شقيقتي التي ذيلتها بعبارة (أجمل نساء مسقط) انتعشت جدا من الرسائل..
في طريقي للعمل حرصت على أن أفتح نوافذ السيارة، و اسمح  للهواء المنعش يتغلل في السيارة محدثة نفسي بأن هذا غير متاح في مسقط أغلب شهور السنة..
و غصت في تفاصيل الشارع و المشاهد من حولي، من أول تفاصيل الانترلوك على الرصيف، و حتى التراب المحاذي للشارع و قد تحول إلى بحيرات بفضل الأمطار التي من بها المولى على مسقط خلال الايام الماضية، دهشت و أنا أرى الأرض تحولت إلى حديقة غناء، لم يكن هذا العشب بهذه الكثافة قبل أسبوع..
و جدت في ذلك متعة لا تضاهى، و أدهشنى أنني أمر على هذه التفاصيل منذ عقود و بشكل يكاد يكون يوميا دون أن انتبه لها..
ترى كم من الأمور في حياتي اصبحت بحكم العادة ليست ذا معنى من كثرة معايشتي لها؟!
في العمل بدا الجميع أكثر كرما و رقة معي، علق اثنين من زملائي على رشاقتي الواضحة و كانت اثنتان من زميلاتي قد علقن ايضا على رشاقتي يوم أمس، منحتني كلمات الاطراء إحساس بالرضا الداخلي..
طلبني مسئولي المباشر في إجتماع و كان غاية في اللطف و الكرم معي، و أثنى كثيرا على شخصيتي، خرجت و أنا اكثر رضا لأجد زميلة عمل بانتظاري لتخبرني بخبر خطوبتها، التي اسعدتني بحق، و اكثر ما أدهشني أنها طالبتني بأن أحضنها، وجدتها تحتضنني بصدق و دفئ بعث في روحي إحساس عارم بالحب..
ما زلت في بداية الصباح و أنا أكتب هذه السطور، لكنني على ثقة من أن القادم أجمل...أوليست الحياة مذهلة حقا؟!

هناك 6 تعليقات:

ماجد الجهني يقول...

الحياة مرآة يا أستاذة حمدة يستطيع الشخص أن يهتم بشكله وهندامه فينظر إلى تلك المرآة فتُسعده ويستطيع -والقرار بيده- أن يهمل في شكله وهندامه فينظر للمرآة فيسخط عليها !
مع أن المرآة لم تقم بأكثر من عكس صورته إليه !

قبل أيام كنت أمر بضغوط في عملي ودراستي فأحسست أنني مشتت وكنت أتذكر البحوث المطلوبة والاختبارت القادمة من جهة والالتزام بالعمل الصباحي من جهة أخرى ، فقررت تطبيق عبارة كنت قد قرأتها قديماً تتعلق بالسيطرة على النفس والضغوط التي تواجه الإنسان.
جعلت أردد بيني وبين نفسي كلمات توحي بالسيطرة على الوضع ولك أن تتخيلي النتائج !

( بيد الإنسان سعاته وتعاسته)

طرح جميل
ولا أستغربه منك يا أستاذة حمدة
موفقة

Unknown يقول...

ماجد: هي حقا كذلك و السعيد من يدرك ذلك، جعلك الله من السعداء الناجحين دنيا و آخرة يا رب

... سعد الحربي ... يقول...

فعلاً القادم أحلى

وأجمل

وأروع

مع هذه الروح السعيدة

فالسعادة نحن من نخلقها

نص إبداعي يبعث التفاؤل والأمل ودفعة قوية للأمام.

تقبلي كل أحترامي أختي.

خالد يقول...

صباح الخير استاذة حمدة

المذهل حقاً هو وجود امثالكِ

ممن يمسكون بالثقافة والابداع

في آن واحد

.
.
سعدت بـ ما شاهدت
سلم بنانكِ
واجمل صباح اتمناه لكِ

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
السعادة قرار وفعل بلا شك
لكن متى يوفق الانسان إلى ادراك هذه الحقيقة ، واشدد على مسألة التوفيق في إدراك الكثير مما لا ندرك فالتوفيق مهم لإنجاح اي امر طبعاً دون إغفال العمل بعد إدراك التوفيق .
ولا يتأتى التوفيق إلا بإمعان النظر في الامور والاحوال مع المحاسبة الدائمة والتثبت من سلامة المسلك والطريق.
حتى يأذن الله بقراءة اخرى كونوا موفقين

Unknown يقول...

جعلنا و غياك من السعداء يا علي، شكرا لأنك بتعليقاتك على مواضيعي القديمة، منحتني فرصة للعودة لما كتبت و تقييم أعمالي..شكرا شكرا شكرا حقا