11‏/11‏/2011

التنمية الذاتية


على الرغم من أن مصطلح التنمية الذاتية مصطلح بدأ يظهر بكثرة في الآونة الأخيرة، إلا أنه قائم على علم قديم قدم البشرية، و قد وجدت له شواهد في الحضارات القديمة، و جاءت جميع الأديان و الشرائع لتعزيز هذا المفهوم لدى الأفراد، و في ديننا الاسلامي الحنيف الكثير من الآيات و الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى تنمية الذات و مجاهدة النفس الأمارة بالسوء، والتي إذا ما طاوعها المرء فإنها تجره إلى التكاسل و الخمول و الاتكالية، وجاءت جميع الشعائر الدينية من صلاة و زكاة و صوم و ذكر من أجل إبقاء النفس البشرية على الطريق السوي، وهذا ببساطة هو مفهوم التنمية الذاتية،  و يستطيع قارئ كتب تطوير الذات ان يلمس هذا التشابه الكبير بين تعاليم الدين الاسلامي الحنيف وما ينادي به دعاة التنمية الذاتية، من أخذ زمام الأمور في حياة المرء الشخصية، و المستقاة من (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، و الدعوة إلى التفكير الايجابي الذي يقابلها (تفائلوا بالخير تجدوه)، و الامتنان للمولى على ما حبانا به من نعم كأحد أهم الوسائل التي يستطيع بها الانسان ان يصل إلى ما يريد، و في ديننا الاسلامي الحنيف يرد ذلك على شكل وعد رباني (لأن شكرتم لأزيدنكم)، بالتالي تنمية الذات مطلب  إنساني لا تستقيم الحياة إلا به، ذلك اننا نعيش في عالم متغير و متجدد، ومن لا يواكب هذا التغيير سيجد نفسه متخلفا عن الركب، و يرتكز علم تنمية الذات بشكل رئيسي على مبدا وضع الأهداف، بحيث يحدد المرء مفهومه الخاص عن النجاح، و بالتالي يتخذ خطوات ثابتة بإتجاه هدفه، مع الأخذ في الاعتبار الاستمتاع بكل لحظة من الرحلة، ذلك ان النجاح و السعادة هما الرحلة لا الهدف، و من خلال عمل توازن في حياته بحيث لا يركز على جانب و يغفل جانب آخر، ومن هنا جاء مفهوم (دولاب الحياة) الذي يقسم حياة الانسان إلى جوانب عدة (مالية ومهنية، عائلية، روحانية، جسدية، فكرية)، بحيث يضمن لنفسه تحقيق توازن في كل هذه الجوانب، فالمال والنجاح المهني لا قيمة له في غياب الصحة، و العائلة التي تشارك هذا النجاح، ولا قيمة لصحة بدنية في ظل إعتلال الروح ذلك اننا خلقنا كبشر من جسد و عقل و روح، واي خلل في اي جانب من هذه الجوانب سيؤثر على توازن الحياة، لذا من المهم جدا عند وضع المرء لأهدافة ان تكون هذه الأهداف موزعة على جوانب حياته المختلفة، و هذه ببساطة شديدة هي التنمية الذاتية المنشودة..

هناك 4 تعليقات:

طموح متجدد يقول...

كلام رائع في التنمية الذاتية وأهمية التوازن بين كافة الجوانب وفعلا أتشوق
لكل ماتخطة أناملك الرائعة

Unknown يقول...

طموح متجدد: عيد سعيد أولا، وثانيا: أنا أكثر شوقا لمعرفة ما اسفرت عنه خططك...تقبلي تمنياتي لك بالسداد

علي موسى يقول...

سلام عليكم ..
حقيقة مؤلمة اننا نعلم دون العمل بمقتضى ما نعلم ، ما الحل دون عمل تخلف وتقهقر لابد من العمل بعد العلم
طرح موفق ما كان إلا بالعلم والعمل ..
حتى يأذن الله بعلم نافعة يعمل به كونوا من العالمين العاملين

Unknown يقول...

شكرا على مرورك أخي علي..الحياة لا تكافئنا على ما نعلم بل على ما نعمل