لعله كان من حسن الطالع أن تكون ورقتي هي الأولى بعد الجلسة الافتتاحية لأعمال ملتقى صاحبات الأعمال بمنطقة الظاهرة الذي استضافته غرفة تجارة و صناعة عبري يومي 18-19 من الشهر الجاري، لذا استطعت أن اؤدي بالشكل المرضي الذي أردته، و بثقة استمديتها من البساطة الظاهرة على ملامح الجمهور النسائي الذي كان يستمع إلي بإنصات شديد، لم استطع و أنا على تلك المنصة قراءة ما تخبئة تلك البساطة من قوة، وشجاعة و ذكاء حاد، بدأت تظهر بوادره من خلال الأسئلة التي اعقبت ورقتي...
ثم جاء وقت استعراض تجارب صاحبات الأعمال، عضوات المنتدى، اللائي كن جمهوري قبل دقائق، لينسفن كل تلك الثقة و كل ذلك الاحساس بالتفوق الذي شعرت به و أنا انظر إليهن من أعلى المنصة، و الذي تحول إلى خجل من نفسي و انبهار حقيقي بالشخصيات الفذة وراء تلك الملامح البسيطة، شعرت بضآلتي أما تلك التجارب العملاقة و رحلات الكفاح تلك، التي كانت المشاركات يستعرضنها بفخر كبير، و ثقة حسدتهن عليها فعلا..
علمتني بنات الظاهرة في ذلك اليوم المعنى الحقيقي للنجاح، الذي رايته متجدسا في تلك الشخصيات الرائعة التي لم تعرف يوما الاستسلام، و المتمثل في البحث عن شغف حقيقي، و تحديد الهدف بدقة كما وضعته سعاد اليعقوبية: كنت أعمل في بنك عمان الدولي، لكن بعد سنة واحدة أدركت بأن ما أريد فعله حقا هو العمل لحسابي الخاص) و هكذا كان، ثم بالاصرار و العزيمة إذ أجمعت كل الحاضرات على أن الاستمرار في المجالات غير التقليدية التي اخترنها كان ورائها إصرارا و عزيمة لا تعرف الفشل، إحدى السيدات الرائعات وهي موزة بنت عامر العبري جربت كل شيء تقريبا من ورشة نجارة كانت تقف فيها على العمال بنفسها، إلى محطة بترول، و تجارة الحديد الخردة، و المقاولات..الخ، و ردت على سؤالي إن كانت قد وجدت صعوبات خلال رحلة الكفاح هذه قائلة: لدي صندوق كامل من رسائل الرفض التي جمعتها من عدة جهات حكومية، ولم أترك باب وزير أو وكيل وزارة لم أطرقه، وكان كل واحد منهم يحولني إلى الاخر لكنني كنا اخرج من مكاتبهم و انا أحدث نفسي بهذه العبارة: لن تكسروا من عزيمتي ابدا، فأنا سأواصل المسير و سانجح رغم كل هذه العوائق التي تحاولون وضعها في طريقي، و فعلا نجحت هذه السيدة نجاحا منقطع النظير و في مجالات غير تقليدية ما كنت ساتجرأ مجرد التفكير في خوضها، و إن كنت قد لمست أن هناك (شغفا) حقيقيا يقف وراء هذا النجاح، استمدت منه تلك النسوة هذه القدرة على الصبر و العمل المتواصل الذي يتطلبه النجاح في مشروع خياطة و تطريز ملابس على سبيل المثال، و الذي كما تقول سالمة الحنشية يتطلب العمل لساعات طويلة جدا، يتواصل فيها الليل بالنهار أثناء المناسبات، و الأهم من ذلك كله إلغاء كلمة (فشل) من قاموسهن نهائيا............لله دركن يا بنات عبري
هناك 6 تعليقات:
تحياتي لشخصك الكريم ... وقد زدت شرفاً بمرورك إنسانة فاعلة في مجتمعها تتوق لعالم يلفه الخير والعطاء والعمل ... وزيادة فخورة بنفسها وبنات جنسها وبمجتمعها . مؤملاً متابعة تجودين به من تدوين في قادم الأيام .
وفقك الله وأعانك .
لك شكري و اجمل تحياتي يا تركي الغامدي
لك شكري و اجمل تحياتي يا تركي الغامدي
ما شاء الله ..
كم هي رائعة الحياة، عندما نشاهد ك هؤلاء الناس و هم قدورة حية أمامنا فقد تشبعنا من أن فلان وصل للقمة بعد 99 محاولة و فلان أصبح مليونيرا بعد الخلطة السرية، أنا لا أقول أن لا نقرأ عنهم بالعكس نقرأ و لكن عندما يتحدث إليك شخص من موطنك أو بيئتك على الأقل و يخبرك بالواقعة و أنه فشل عشرات المرات و لكن أنظر إلي اليوم ..
و أنا كذلك لا أعتقد أن هنالك فشل و إنما تجارب حياة ..
و شكــرا لك على هذه التدوينة القيمة ..
AM SA CHANNEL
بالفعل وقع هذه القصص كان اقوى من كل ما قرأت
سلمت يداك على هذه الكلماات
إرسال تعليق