ساعاتي

وقفت أمام صندوق مجوهراتي لأعيد الساعة التي كنت ألبسها إلى مكانها، و في لحظات مر شريط من الذكريات، أخذني إلى أيام الدراسة في أمريكا، وحيث كنت أشارك فتاة إماراتية من أسرة الشرهان شقتها، كنت طالبة مبتعثة من قبل وزارة التربية و التعليم، و أعيش على مخصصات البعثة وحدها، وكانت تكفيني في ذلك الوقت الذي كان أقصى طموحي أن أنهي دراستي بنجاح، و منزل يأويني وثلاث وجبات تسد رمقي..

لكنني لم أستطع أن أمنع نفسي من أن أحلم بساعة مثل ساعات زميلتي الجميلة، المختلفة الأشكال و الألوان..ساعة واحدة كانت كل ما حلمت به..أنظر اليوم إلى صندوق مجوهراتي، الذي رصت فيه ما يزيد عن درزن من الساعات الثمينة، زاد قيمتها عندي كون أغلبها جائت هدايا من أناس أحبهم، فأضافت لقيمتها قيمة معنوية لا تقدر بثمن:

فاحدث الساعات هذه ماركة فيرساتشي أهداني إياها أخي الشهر الماضي بعيد عودته من فرنسا التي يدرس فيها

هذه الساعة الجميلة المرصعة بالألماس جائتني من بنات خالتي على دعوة عشاء فاخرة في مطعم فندق روتانا بالعين بمناسبة صدور كتابي الأول..

هذه ساعة رادو مرصعة بالألماس أيضا هدية من زوجي الحبيب للمناسبها ذاتها

هذه ساعة روتشاس من موظفي دائرتي إحتفاء بالماجستير..........وهذه ........وهذه.............وهذه

مررت على الساعات واحدة واحدة، مستحضرة المناسبة التي حصلت فيها عليها، و مستحضرة بقوة عاطفة حب قوية تجاه كل واحد من أصحاب الهدايا، وحتى الساعات التي اشتريتها لنفسي اشتريتها مكافأة لنفسي لإنجاز ما..

هذه طريقيتي في الاستمتاع بالأشياء و الأشخاص في حياتي، طريقتي في العيش بوعي و التي تشعرني بالثراء الذي أعيشه، و الرضا عما حققت....فقد اكتشفت بأنه من السهل جدا أن ننسى أو نتناسى نعم الله علينا وما أكثرها، ونغرق في تذكر الأشياء المفقودة من حياتنا