رد زوجي الحبيب على سؤالي عن مناسبة الهدية التي فاجأني بها ليلة البارحة، بأنه فقط يحب أن يرى ردة فعلي عندما أفتح الهدية، و اصرخ فرحه كطفلة، اتعلق برقبته و كأنه أهداني العالم، وهو محق بذلك فأنا أفرح كثيرا بالهدايا،لايهم نوعية الهدية أو قيمتها، يكفي أن تكون هدية، جائتني من شخص يحبني، زوجي ليس الوحيد الذي علق على عفويتي في إظهار سعادتي بالهدية، لذا عندما جاءني أخي بساعة راقية من رحلته لباريس، كدت أطير فرحا، حاولت جهدي أن أخفي سعادتي، أمام ردة أفعال أمي و أخواتي و زوجات إخواني اللائي حصلن على هدايا مشابهه لكن لم تظهر عليهن اية ردة فعل سوى كلمة شكرا، قلنها ولست أدري ان كان أخي قد سمعها،لم أستطع تصنع (الثقل) طويلا، فظهرت فرحتي على الفور، بدأت أشكره و اثني على إختياره للهدية و اعبر له عن سعادتي بها، و إن بدت واضحة جدا على ملامحي و تصرفاتي..
أعتقد أن ردة من حولي المتحفظة لها علاقة بتربيتنا كشرقين، والتي لا تسمح لنا أن نعبر عن مشاعرنا لمن حولنا، رغم أهمية ذلك في تعزيز ثقة الآخرين بأنفسهم، و توطيد أواصر العلاقات بين الأفراد، لذا حث الرسول عليه السلام على التعبير عن الحب من خلال الحديث النبوي الشريف: ذا أحب أحدكم أخيه فاليقل له أني أحبك في الله.
أعتقد شخصيا بأن سر حب الناس من حولي لي يعود إلى كوني لا ابخل عليهم بإظهار مشاعري تجاههم، و أسعى دائما إلى مجاملتهم، و الثناء على ما أحب منهم، إذا أعجبني ثوبا تلبسه إحدى زميلاتي لا أجد حرجا في الثناء عليه، إذا أدى زميل عملا نال إعجابي لا أتردد في إبداء إعجابي بالعمل، و أحب أن أمارس هذه العادة مع الصغار بالذات، لذا فإن وصولي إلى منزل العائلة يشكل مناسبة مهمة لأبناء إخوتي الذين يتحلقون حولي يمطرونني بأخبارهم السعيدة التي يعلمون أنهم سيجدون مني الثناء الذي تستحقه إنجازاتهم الصغيرة تلك، و إذا ما اشترى أحدهم شيئا جديدا لا ينسى أن يريني إياه فأمطره بدوري بكلمات لا تنتهي من المديح، و على الرغم من أن عفوية الأطفال تجعل فرحهم بالثناء يظهر أكثر من الكبار، إلا أن هذا لا يعني أن الكبار لا يفرحون بالثناء مهما بلغ بهم العمر و النجاح و المنصب، نبقى بشر و يبقى الطفل الصغير قابعا بداخلنا مهما كبرنا، أمثالي يصعب عليهم إخفاء هذا الطفل فتظهر إنفعالاتي جليا على ملامحي و تصرفاتني، لكن حتى إن بدا البعض لك و كأنه لا يكترث فهذا غير صحيح إطلاقا، فلا تبخل على من تحب بكلمة ثناء........
هناك 5 تعليقات:
جميل منك هذا الشعور الرائع
فعلا البعض لا يعرف ان يعبر عن حبه ولا عن شكره ولا يعرف ان يجامل الناس في التعامل للأسف
سلم قلمك وفكرك وسلكت روحك
سلام عليكم..
تهادوا تحابوا..والكلمة الطيبة صدقة...
الهدية والكلمة الطيبة ، تنبعان عن فطرة انسانية نقية، إلا ان المدنية الحديثة جعلتهما ثمن لخدمة ما او مصلحة حتى انه بات من المستغرب ، تقبل اي هدية او سماع اي اشادة إلا تبعها سؤال ما المناسبة والغاية - طبعا لمن لم تعهد منه هذا السلوك-
تبقى لفته بخصوص ظاهرة تسقيط الاخرين والتقليل من شأنهم للاسف بدل سماع كلمة ثناء وشكرا ، تسمع العكس لدرجة الخصومة والعداء خصوص في محافل العمل وإظهار الذات..
حتى يأذن الله بقراءة اخرى تقبلوا منا جزيل الشكر والعرفان على صدق الطرح وبديع البيان، كونوا بخير
صباحك رضا وبركة أخي علي...شكرا جزيلا لك على جميل متابعتك لما أكتب،ولحرصك على اقتطاع دقائق من وقتك الثمين للتعليق على المدونة,,ربي يجبر بخاطر
سلام عليكم..
لك الشكر سيدتي على تجاوبك وتواصلك بالتعليق والارشاد، بحق انا كمن يقرأ كتاب متنوع المواضيع فيه كل ما هو صالح للحياة من تجارب وطرق لتقويم النفس وإدراكها.
شكراً جزيلا مدونة نافعة جعلها الله صدقة جارية تثابون عليها.
كونوا بأذن الله بخير جمعة مباركة
اللهم آمين، اللهم امين، اللهم أمين...شكرا لك أخي علي و جمعتك مباركة باذن الواحد الأحد
إرسال تعليق