12‏/10‏/2009

ألد أعداء النجاح بلا منازع

يتصدر الخوف قائمة أعداء النجاح، فهو قاتل الطموح الأول، وهو محطم الإبداع، و هو غريم الإكتشاف بلا منازع، فكم من موهبة دفنت مع صاحبها في مقابر الموتى، لأنه خاف النقد، ولم يظهرها للناس، وكم من فكرة خلاقة ظلت حبيسة عقل صاحبها، لأنه خشي من الفشل، الفشل الذي يقف في قائمة مايخشاه بني أدم إلى جانب النقد.
قال لي زميل عمل يوما بأن السبب الرئيسي وراء عدم سعيه للحصول على رخصة قيادة يعود لخوفه الشديد من الإختبار، والنتيجة أن هذا الزميل الذي يشغل منصب مرموق جدا، لم يقد سيارة يوما، وظل عبدا لسيارات الأجرة طوال حياته وهو الذي تجاوز الثمانين من عمره، زميلي هذا نموذج من البشر الذين يحرمون أنفسهم من متع الحياة بسبب خوفهم من المواحهة.
أذكر أيضا أثناء حضوري إحدى الندوات حول تنمية المهارات القيادية للمرأة العاملة أن صادفت شابة على قدر كبير جدا من الذكاء و الكفاءة، بادرتني في إحدى الإستراحات بطلب نصيحة حول مشكلة كبيرة تهدد كما قالت مستقبلها المهني، إذ أن هذه الفتاة عرض عليها رئيسها المباشر رئاسة القسم الذي تعمل فيه، كونه يرى أنها أكثر الموظفين كفاءة و خبرة، و عوضا عن الطيران فرحا، اصيبت الفتاة بحالة من الهلع و الخوف، و فارقها النوم عدة ليال متتالية، والسبب خوفها الشديد من المسئولية، أو بالأحرى من الفشل، وهي تطلب نصيحتي في أن ترفض الوظيفة، أو تطلب نقل من الدائرة لو أصر مديرها على رأيه، قد يعتقد البعض بأن في القصص التي أوردتها شيئا من المبالغة، لكنها قصص واقعية، و هي نماذج لإنتشار الخوف لدى الكثيرين..
ذلك أن الغالبية منا تتخيل (مخطئة) نتائج الأحداث المستقبلية بناء على تجارب سابقة، و يتفنن البعض في وضع سيناريوهات مسبقة لما سوف يحدث رغم كونهم لم يخوضوا التجربة بعد، و كأنهم قد أعطو و العياذ بالله مفاتيح الغيب، بالتالي أغلب مخاوفنا من خلق أفكارنا، مما يعني أننا الوحيدين الذي نستطيع التخلص منها، أو بالأحرى مواجهتها، لأن الخوف فطرة بشرية، لايمكن التخلص منها، لكن يمكن التحكم في ردود أفعالنا تجاه التجارب التي تشعرنا بالخوف، و افضل علاج للخوف هو مواجهته، فالشجاعة كما قال حكيم ليست في إنعدام الخوف بل بالتصرف رغم الخوف، فكلنا نخاف و أكثرنا خوفا الشجعان منا، لكنهم لايستسلمون لهذا الخوف مطلقا، وهذا مايميزهم عن غيره..

هناك 4 تعليقات:

أبو عبد الله يقول...

أما صاحب رخصة القيادة فهو أنا ، أنا الذي لم أفشل ولم أذق طعم الفشل في مسيرتي التعليمية حتى حصلت على البكالوريوس في قسم البرمجة لا أملك حتى اللحظة رخصة قيادة والسبب الإمتحان ، من شدة خوفي فشلت في الإمتحان العملي ثم تعديته وفشلت مرة أخرى في الإمتحان النظري وما زالت مترددا ، بدأت القيادة قبل أكثر من 12 عاما وحتى اليوم لا أملك رخصة قيادة لكن سأطرد الخوف الموجود بداخلي وسأملكها بإذن الله وحينها سأخبرك بذلك.

لك خالص ودي وتقديري

Unknown يقول...

الفشل في تجربة أو تجربتين لا يعني نهاية المطاف، تذكر أن اديسون حاول 8000 محاولة قبل أن يكتشف المصباح الكهربائي، و رفض عرض صاحب مطاعك كتاكي مئات المرات أيضا قبل أن يقبل صاحب مطعم و يستأجر منه حقإستخدام الخلطة، و فشكل جاك كانفيلد 500 مرة قبل أن ينشر كتابه شوربة دجاج للروح الذي حقق مبيعات لم يحققها كتاب على قائمة أفضل الكتب مبيعا..

أبو عبد الله يقول...

أبشرك حصلت على رخصة القيادة الآن

شكرا لك

Unknown يقول...

أبوعبدالله: مرحبابك مرة أخرى في مدونتي، سعيدة جدا بسماع الأخبار الطيبة، و سعاتي تضاعفت بكونيي ساعدت من خلال هذه المدونة في جعلك تواجه خوفك....إلى الأمام دائما