05‏/09‏/2009

لماذا نسعى إلى التعاسة

نعم نسعى أحيانا للتعاسة في أثناء بحثنا عن السعادة، أو نضل الطريق إليها عمدا من خلال مجموعة من السلوكيات و الأفكار و المعتقدات التي نمارسها، ولعل إصرارنا على مقارنة بعضنا بالآخرين يقف على قمة أسباب التعاسة عند البعض، لا نرى نجاحنا مهما بلغ من عظمة لأنه لايعادل نجاح زميلنا الفلاني، تفقد السيارة الفارهة قيمتها لدينا حالما يشتري جارنا سيارة أفضل منها..

قبل مدة أجرت الإدارة في المؤسسة التي أعمل فيها تعديلا على رواتب جميع الموظفين، تبعها مرسوما سلطانيا ساميا بتعديل رواتب جميع موظفي الدولة، الأمر الذي أدى إلى وصول رواتب البعض منا إلى ضعفي رواتبنا السابقة، كان الجميع في غاية السعادة، و انهالت رسائل الشكر على الإدارة من كل حدب وصوب، حتى بدأ الجميع يكشفون رواتبهم لبعضهم بعضا، و رأوا الفروقات التي نتجت عن إعادة تقييم و تحليل الوظائف، وفي غمضة عين تحول الفرح إلى غضب جامح، و تحولت رسائل الشكر إلى رسائل شكوى وتذمر، و بدأت الأيدي ترتفع للسماء بدعوات – والعياذ بالله منها – على هذه الإدارة الظالمة، و سادت الكآبة، و انحطت معنويات الموظفين......صدقوني لم أبالغ في عرض القصة و إنما قد أكون قصرت في وصف الموقف..

اصرار البعض في العيش في الماضي سبب رئيسي في عدم إستمتاعهم بالحياة، و نحن العرب بالذات تستهوينا الحياة في الماضي، و إستعادة ما فات، حتى حين يكون الماضي تعيسا، نظل نسترجع الأحداث المؤلمة، و نعيشها مرارا و تكرار رغم كون الله سبحانه فرج علينا، و انتهت التجربة المؤلمة وتبدل الحال بحال أحسن و أفضل، وفي الجانب الآخر يتفنن البعض في القلق بشأن المستقبل وتأليف سيناريوهات درامية غاية في الكآبه، وكأن الله سبحانه قد وهبهم علم قراءة المستقبل و العياذ بالله..

بالتالي فإن سوء فهمنا للوقت يجعلنا نؤجل السعادة، إلى وقت مناسب لا يأتي للاسف الشديد لكثير منا..

البعض منا أيضا يتفنن في الاساءة لنفسه، فتجده يحط من قدرها، و يسيء معاملة نفسه، ولعلك أيها الضيف الكريم قد صادفت مثلي، شخصا يقول عن نفسه ما لو سمع غيره يتلفظ به لاستنكره، ولن أستبعد أن ينهال عليه ضربا، الأمر الذي يعزز تلك النظرة التشاؤمية لذاته و لحياته.....

هناك تعليق واحد:

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
هل الشعور بالظلم واستعطاف الاخرين للوقوف في صفنا يغير من حقيقة اننا مع ما حصل لنا من ضيم ، لا يمنع ان نحاسب انفسنا باننا شركاء وقد نكون رئيسيين فيما لحق لنا من سوء تقييم من قبل الاخرين.هل فعلاً اللعن والدعاء بالويل والثبور يبرئ ذمتنا من المسؤلية سؤال معني به كل يدعي بأنه وقع في حيف وظلم..هل اسأت لغيرك فؤسيى إليك ؟
التعاسة حقيقة لمن نصب هواه قائد له دون عقله
حتى يأذن الله بتأمل جديد كونوا بخير