08‏/09‏/2009

خجلك كيف تتخلص منه - 1

ايا كانت درجة مخاوفك، ومهما كان الشعور بالخجل قويا لديك، مهما كان عدم تقديرك لذاتك مسيطرا على حياتك، فإنك تستطيع التخلص من ذلك و إستعادة ثقتك بنفسك و تقديرك لذاتك، و حينها فقط تستطيع المضي قدما في تحقيق أهدافك و رسم إستراتيجية حياتك الجديدة التي تنشدها، صدقني فقد كنت هناك أنا أيضا، ومثل كل الأمور الأخرى التي تطرقت و أتطرق إليها في مدونتي هذه، جربت الخجل و عدم تقدير الذات و عدم الشعور بالأمان..وهو ما لن يصدقه العابرون هنا ممن يعرفونني عن قرب، لكنها الحقيقة

لكنني اكتشفت ان أول خطوة في الشفاء من الخجل و إنعدام الثقة بالنفس هو أن أعترف بوجود المرض، نعم هو مرض فلا تستغرب أن أسميته كذلك، و تكون أسباب الشعور بالخجل قابعة في الذاكرة أحيانا نتيجة تجربة قديمة، تعرض فيها المرء للأذى، أو الإحساس بتأنيب الضمير بسبب تصرف قد لا تتذكره حتى، إلى حب الشباب الذي يغطي وجهك، إلى قصر قامتك و هلم جر...ضع يدك على الجرح و اعطه اسما..فالتشخيص نصف العلاج كما يقولون..

ذكر نفسك دائما بأنه لايوجد إنسان مثالي على الإطلاق، لكل منا عيوبه و أخطائه و زلاته و ضعفه، البعض منا يجيد إخفاؤها لا أكثر ولا أقل، فلا تشعر بالنقص لأن لا سبب يدعوك لذلك، لقد صدمت منذ أيام بمن كنت أعتبره قدوة لي في القوة و الثقة بالنفس و المثالية، عندما جائني يخبرني بأزمة كان يمر بها، وقد كنت أعتقد بأن هذا الشخص لا يمكن أن يمر بلحظة ضعف و حاجة إلى الدعم العاطفي أبدا..لكنني كنت مخطئة فجميعنا ضعفاء مهما تذاكينا في إخفاء ذلك..ذكر نفسك بهذا على الدوام و سترى جميع عيوبك تتلاشى شيئا فشيئا مع الوقت..

إذا كنت تشعر بالغيرة من شخص ما استخدم غيرتك كحافز لك للتفوق و الإنجاز، لكن إحذر الحسد فإنه قاتل للروح، و عدو السعادة الأول، لا تتمنى ما لدى غيرك، فقد لا تكون سعادتك فيه، وإن غلب عليك الحسد، ذكر نفسك بالأشياء التي تتفوق بها على ذلك الشخص، تذكر عيوبه و مساوئه، تذكر الأشياء المحروم منها – ولا يوجد إنسان على وجه الكرة الأرضية لا يتمنى شيء- شيئا فشيئا سيتحول الشعور بالحسد إلى تعاطف، و شعور بالتفوق

استثمر مالك في ملابس جديدة، استعن بمن حولك من المخلصين في معرفة ما يليق بك إن كنت جاهلا في شئون الأناقة، تخلص من ذلك الثوب الذي كلما لبسته شعرت بالضيق و الحرج..لكن نصيحة أن لا تخلط بين ما عندك وبين ما أنت عليه، أنت لست السيارة القديمة التي تقودها، ولا الهاتف الرخيص الذي بيدك..أنت الانسان الذي بداخلك والذي بقرار واحد يستطيع أن يحصل على ما يريد.

ولا تخلط ايضا بين الحياء و الخجل، فالحياء صفة طيبة و مرغوبة، و هي تزيد خاصة الأنثى جمالا و جاذبية، لكن إن كان إحمرار الوجه يضايقك تعلم السيطرة عليه، بأن تسترخي و تغير من وضعية جلوسك أو وقفتك، فالضغط النفسي يزيد من حدة الشعور بالخجل..
أعترف لك بأن هذا سيتطلب منك بعض الوقت، و الكثير من العمل لكنني أعدك بأنك ستصل.....
ركز على مميزاتك، ونقاط القوة في شخصيتك، و على مواهبك، فلكل منا مميزات و مواهب يتفوق بها على الآخرين، مهما كانت صغيرة برأيك،دونها في ورقة، وركز عليها، ذكر نفسك بها على الدوام، امنح نفسك الفرصة للفخر بها..كلما شعرت بالإحباط أخرج هذه الورقة من جيبك و اقرأها لنفسك، وسترى النتيجة
أحيانا كثيرة كما سبق أن ذكرت نغفل عن النعم الصغيرة التي وهبنا رب العالمين إياها، فتذكر ما أنت فيه، و ما أنت عليه، لا ما لا تملك من إنعدام الحظ كما يحلو للبعض أن يسموه، أو إنعدام المال، أو ضعف التحصيل العلمي وهلما جرى، عندما تصل إلى مرحلة الرضا بما عندك..تكون قد قطعت نصف الطريق للثقة التامة بالنفس..
تجنب الإحساس بالشفقة على ذاتك، سواء منك أو من الآخرين، لا تقع أبدا في هذا المطب، فهو القاتل الأول لإعتدادك بنفسك، لا تجعل الآخرين يجعلونك تشعر بالنقص أبدا، من خلال شعورك أنت بذلك، و تذكر بأن لا أحد يستطيع أن يحط من قدرك بدون إذن منك..

ليست هناك تعليقات: