نفذت التسجيلات التي لدي و بإنتظار تسجيلات وعدتني بها إحدى صديقاتي، أعدت سماع ذكريات الشيخ سليمان الراجحي، الملياردير السعودي المعروف، في لقاء أجراه معه الدكتور سليمان العلي، الذي تشرفت بحضور ورشة عمل أقامها منذ سنوات في مسقط، كانت فاتحة خير علي، قدمني الدكتور فيها إلى مصطلح عجلة الحياة أو دولاب الحياة لأول مرة، وهو طريقة تقسيم الأهداف وفقا لجوانب الحياة المختلفة، موضوع سنتناولة بكل تأكيد في مواضيع لاحقة في هذه المدونة المتواضعة لأهميته القصوى..
أحب سماع ذكريات الشيخ ليس بسبب أسلوبه الشيق في طرحها فقط، ولكن بسبب القدوة الجميلة التي يقدمها من خلال مراحل حياته المختلفة، أتمنى على القارئ الكريم أن لا يحرم نفسه من سماع هذه الذكريات و الحصول على نسخة من التسجيل الصوتي..
يقدم الشيخ هنا نموذجا للنجاح الحقيقي، فهو ممن لم يغتروا بالمال، فتجد في حياته توازنا جميلا، من خلال الأدوار المختلفة التي مارسها كزوج، وأب، و رجل مجتمع ..
الشيخ أيضا مثالا حيا لصدق مقولة أن النجاح ممكن رغم كل الظروف، وأننا من نصنع نجاحاتنا..
مثال على ان الثراء لا يتطلب رأس مال، ولا يتطلب شهادات، ولا يتطلب واسطات، ولا يتطلب معرفة مسبقة بالسوق.
كل ما يتطلبه الثراء هو قرار بأن يصبح المرء ثريا..ورغبة أكيدة فيه يبدو أن الشيخ كانت لديه هذه الرغبة في سن صغيرة جدا، فهو حين كان أقرانه مشغولون باللعب، كان هو مشغولا بجمع المال لتحقيق حلم راوده بأن يكون ثريا..
عمل الشيخ في طفولته في كل المهن التي يخجل من ذكرها الناس عادة، حيث عمل حمالا، و بائع بسطة، كان يحرس دكاكين التجار أثناء ذهابهم للصلاة مقابل عائد بسيط..
لم يكن الراجحي الطفل يجمع المال ليشتري بها السكاكر و الألعاب لكنه كان يجمعها لتجميع رأس مال مشروعه التجاري، لدرجة أنه لم يكن يأكل إلا وجبة واحدة مكونة من اللبن والخبز، الذي كان ينتظر إلى نهاية عمل الخباز ليشتريه بسعر أقل
مارس الشيخ كل المهن، ودخل مشاريع لم يسمع عنها من قبل، و بدون أن تكون لديه أية خبرة فيها وكان المحرك الوحيد هو طموح لا يعرف الفشل..
تعلمت من الشيخ أن الثراء لا يأتي بالفهلوة، و أن ليس كل الأثرياء حرامية و غشاشين، و أن الكفاح لا نهاية له سوى النجاح ومزيد من النجاح، تعلمت أنه يمكن أن أكون ثرية وناجحة و محترمة ومحبوبة في ذات الوقت، تعلمت أن الله لا يخيب ظن من أيقن بإستجابة دعائه.
يملك الشيخ أسلوبا شيقا و روحا فكاهية تجذب المتحدث إليه، مما جعلني استمتع بالتسجيلات فعلا، و بصحبة الشيخ الذي لم أشعر معه بطول الطريق المؤدي إلى مسقط
هناك تعليق واحد:
آآآآآه .... كم انا سعيد جدا بقراءة الموضوع... تمنيت ان اكون أنا من كتب هذه الكلمات ليستفيد بها الآخرون أستمعت واستمتعت بالأشرطة ولكن الفرق بيني وبينك أنكي استمعتي واستمتعتي وأمتعتي... فأنتي امتعتيني وامتعتي الآخرين بخلاصة لما جاء في الأشرطة فهكذا هم الناجحون والطموحون يستفيدون ويفيدون ، يعلمون ويعلُمون... متابع بشغف لكل ما تطبعينه على لوحة مفاتيح كمبيوترك او لابتوبك..
إرسال تعليق