اهتزت سيارتي من وقع تأثير السيارة التي تجاوزتني من اليسار بسرعة جنونية، تتبعت السيارة بنظري مرددة: الله يهديك، و يسلمك و يوصلك لأهلك سالم يارب
نظرت إلي رفيقتي في السيارة متسائلة أتعرفيه؟
قلت لها : لا لا أعرفه، لكنني عودت نفسي أن لا أفكر في التصرف الذي يبدر من الاخرين، بل أفكر في الشخص نفسه، أحاول أن أجد له أعذارا و أن أضع نفسي في مكانه، أعرف أن تصرفا مثل هذا لابد وأن يكون قد صدر مني في يوم ما.
هذه طريقتي في السيطرة على الغضب من مواقف كهذه، و في إستحضار مشاعر التعاطف و التسامح مع الآخرين، فأنا اذكر نفسي بأن هذا السائق لابد أن يكون إبنا لأم رأووم لابد وأنها الان تدعو له في صلاتها، أو زوجا لزوجة شابه تنتظر عودته بفارغ الصبر، أو أب لأطفال صغار يتوقون شوقا لرؤيته..
لم أصرح لرقيقتي بانني أفعل ذلك من أجل نفسي، فقد أكتفيت من عبء إصدار الأحكام و الغضب، و الحقد على الاخرين، ووجدت أن الحب و التسامح أخف واجمل وقعا على النفس، و يجعني أكثر سعادة و هدوءا نفسيا ورضا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق