27‏/08‏/2009

ثرثرة نسائية

مررت بفترة مزاج صعبة في إحدى الأيام، ولأنني من النوع الذي يفضح وجهي ما يختلج في داخلي من مشاعرفقد شعر كل من حولي بما أمر به، و عملا بالمثل العماني القائل ( اربط صبعك وكل بيوصفلك دوا) فقد  شرع المخلصون والمتملقون ممن حولي يزودونني بوصفآت تخرجني مما أنا فيه من كآبه، كانت غالبية النصائح تصب حول ضرورة توسيع قاعدة معارفي والإختلاط بالناس بشكل أكبر، وقد يكون البعض محقا من هذه الناحية فأنا فعلا إنتقائية جدا في صداقاتي، قال لي أحد أفراد أسرتي بأن علي ان أتعود على سماع التفاهات فأحيانا قد أجدها مسلية، والحقيقة أن هذا أصعب ما في الأمر فأنا ملولة جدا بطبعي لا أستطيع أن أجلس لساعات أتحدث لشخص لا يربطني به تواصل فكري، لكني على أية حال و نظرا لتصميم من حولي على ضرورة مخالطة الناس وأقنعت نفسي بأنهم ربما يعرفونني أكثر مما أعرف نفسي قررت خوض التجربة، وكانت البداية زيارة لنادي الضباط الذي أحمل عضويته والذي الذي تخيلت أنه من الممكن الإلتقاء فيه ببعض الشخصيات الممتعة، وبالفعل التقيت بمجموعة من النساء خلال الفترة الماضية و سمعت الكثير من القصص التي لا تخلو من متعة و غرابة، ما أدهشني في الموضوع هو قدرة بعض النساء على الحديث المتواصل لساعات مع شخص التقين به في التو، و ويشرعن في الحديث عن أدق الأمور خصوصية، مثل تلك السيدة التي التقيتها و كان قد مضى على بداية زياراتي للنادي اسبوع أو أكثر وأنا أحاول إيجاد طريقة وجرأة للقاء بعض الشخصيات الممتعة تنفيذا لنصيحة المخلصين كما سبق واسلفت دون نتيجة تذكر والسبب طبعا معروف، فسيادتي كنت أتي في تمام الخامسة و أختار طاولة معزولة عن بقية الخلق بجانب حوض السباحة، حتى يتسنى لي مراقبة طفلتي أثناء لعبها في المسبح، و أدفن رأسي في كتاب أو في أحدث أعداد مجلة العربي التي ترافقني منذ سنوات المراهقة الأولى، و وقد استمر الوضع على هذا الحال حتى مساء يوم من الأيام كنت كعادتي أدفن رأسي في المجلة وبيدي ورقة وقلم أحاول تدوين ملاحظاتي فيها و أضع خطوط عريضة تحت النصوص التي تستهويني، عندما تقدمت لطاولتي إمرأة أربعينية،  وفي غضون ساعة – والله شاهد على ما أقول- عرفت اسمها، و سر تسميتها بهذا الاسم الشبيه باسمي،والذي نادرا ما أسمعه في مسقط، حيث اكتشفت بأن والدها كا مسافرا للعمل في إحدى الدول الخليجية عندما وصله نبأ ولادتها فسماها بهذا الاسم الذي ينتشر في هذا البلد، عرفت موقع بيتهم و تصميمه، و مخطط الغرف فيه، عرفت أنها مطلقة، وأطلعتني على أسباب طلاقها، وحثيثيات قضية الطلاق المرفوعة بينها و طليقها في المحكمة، عرفت أن لديها ولد من طليقها على أبواب الجامعة، و أنها تسعى للحصول على واسطة من أحد معارفها (الكبار) و أنه وعدها خيرا، عرفت و عرفت وعرفت...................

هناك تعليقان (2):

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
الحمدلله رب العالمين الذي يرينا من عجائب خلقه وقدرته..!
للاسف البعض من الناس يتخذ من الثرثرة والحديث في كل الامور كنوع من إثبات وجود( انا اتحدث انا موجود) انت موجود ولكن اي وجود في الوجود انت ؟
البعض يتخذ هذا المسلك لاشباع خواء ما يعاني منه خصوصاً في دائرة يكثير من المتعلمين واصحاب الوجاهة المعنويه او المادية. فمتى يعي انه محل شفقة وازداء عند الاخرين ، يحتاج لمن يأخذ بيده .
حتى يأذن الله بحديث نافع كونوا بخير حديث ومجلس

Unknown يقول...

كن بخير دائما أخي الكريم