26‏/12‏/2011

القادم أجمل



مما لاشك فيه بأن عام 2011 كان عاما استثنائيا على الصعيدين المحلي و العالمي بأحداثة الاستثنائية التي كانت أقرب إلى أفلام الخيال العلمي أجبرت الملايين منا على التسمر امام شاشات التلفزة لمتابعة هذه الأحداث الاستثنائية، ولم تكن حياة الكثيرين منا بمعزل عن الأحداث الغريبة فكل منا كان له نصيب منها، بلا شك كان للأحداث السعيدة بالنسبة لي نصيب الأسد ولله الحمد والمنة في ذلك، و حتى تلك المنغصات البسيطة التي تخللت العام أنظر إليها اليوم و كلي رضا و امتنان للمولى جلت قدرته لحدوثها، إذ يكتشف المرء أنه بالفعل (رب ضارة نافعة)  حقا فكما حدث في مرات كثيرة في حياتي، أكتشف أنه عندما لا تسيير الأمور كما أريد أنا تسير دائما أفضل بكثير مما اردت،  ففي الوقت الذي كان من المفترض أن يتملكني القلق، كنت في اوج حالات الرضا و السعادة، و لقد كانت فترة رائعة في صفحات حياتي بل الأكثر روعة فقد ساعددتني في إكتشاف جوانب من نفسي لم أكن حتى انا أعرف بوجودها، و الأهم من ذلك أنه تكشف لي مكانتي الحقيقية في قلوب من حولي، امر لم يكن ممكنا لولا تلك الظروف، فمعادن الناس فعلا تظهر في المواقف الصعبة، و من نعم الله سبحانه علي و ما أكثرها و ما أعجزني عن شكره عليها، أنه اتاح لي اكتشاف معادن من حولي و أنا في افضل حالاتي، فلتلك القلوب النقية كل الحب و كل التحية، على الحب غير المشروط و الدعم الذي رافقني خلال الفترة الماضية..
و اسال المولى جلت قدرته ان يكون العام القادم عاما افضل على البشرية جمعاء، و ان يسدد بالخير خطانا في هذا البلد الآمن، و يحمي أرض الغبيراء من كل مكروه، و ان يحقق المولى أمنياتكم و احلامكم جميعا، و لعل هذه الفترة هي انسب الفترات في العام لوقفة صريحة مع النفس لتقييم العام المنصرم و ما حققنا فيه و ما فشلنا في تحقيقه، وهي الفترة الأنسب لنستعيد نعم المولى جلت قدرته علينا و ما أكثرها، وإن كنا في خضم مشاكل الحياة نركز دائما على الأمور المؤلمة و الأمور التي لم تسر كما نشاء، لكن كما ذكرت في المقدمة فإن الأمور التي لم تسر كما نشاء لها، تثبت لنا ألأيام بأنها كانت لصالحنا، و لو نظر كل منا إلى حياته و استذكر لحظات او احداث لم تسر فيها الأمور كما أراد، لأكتشف بأن أهم إنجازاته و أعظم لحظات حياته جاءت كنتيجة لذلك، فسبحان من جعل في الإبتلاء نعمة،  هي ايضا فترة لرسم الخطط المستقبلية و تصحيح المسارات و مراجعة الاخفاقات في مجالات حياتنا المختلفة، مهما بدت لنا في هذه اللحظة صغيرة فالاخفاقات الصغيرة ممكن أن تتراكم و تنتج عنها إخفاقات أكبر، و قد تؤدي إلى تغيير كامل في مسارنا نحو أهدافنا و طموحاتنا، و أذكر في هذا الصدد مثل ياباني جميل مفاده: اسقط سبع مرات و انهض ثمان، فالعبرة ليس في الاخفاقات فما هي إلا خطوات تصحيحة نحو الهدف، والعام الجديد يعني امل جديد دائما، و دائما ما نحدث أنفسنا بأن القادم أفضل، و لعل في ذلك فرصة حقيقية بأن نشحذ الهمم، في مدونتي  وضعت نماذج لتتقييم الأنجازات و بعض تقنيات و ضع ألأهداف، لمن اراد الاستفادة منها، و ليبارك لنا المولى جلت قدرته في القادم، سيكون من الرائع أن نستقبل العام القادم و قد صفينا النفوس و أنزلنا تلك الأحمال الثقيلة من على ظهورنا المتمثلة في الأحقاد و الحساسيات، فالتسامح مع من أساء إلينا خلق المصطفى الأمين عليه و آله أفضل الصلوات، و هو سمة المؤمنين الصابرين، و هو ايضا ضرورة ملحة لمن أراد أن يعيش بإطمئنان و سلام، ذلك أنه ليس أكثر إيلاما على النفس من الحقد و الرغبة في الانتقام، فحملها صعب جدا على النفس البشرية، لذا فإن  التسامح من أجلك أنت قبل أن يكون من أجل الآخر، ذلك أنك أنت من يعيش المعاناة، في حين يكون الآخر قد نسي تلك الاساءة و هو يعيش الان حياته الطبيعية و قد لا تمر على باله مطلقا، و قد يكون قد نسي تلك الاساءة التي تسبب بها، وقد يكون لم يدرك حتى انه قد سبب لك الألم، بمواصلة التفكير فيه، و بعدم مسامحته انت تعيش دوامه من الألم انت في غنى عنها..

هناك تعليقان (2):

أبو فارس يقول...

دائما متألقة ستاذة حمدة
كل عام وانتي بالف خير وسلام وان شاء الله العام الجديد يحمل فى ثناياه الخير والسلام للوطن العربي كلة

دمت دائما متألقة

تحياتي

Unknown يقول...

أهلا بك يا بو فارس مرة أخرى في المدونة، تعليقاتك تسعدني دائما، كل سنة وأنت و مصر أرضا و شعبا بخير و أمن و أمان