في كتابه الرائع (كتاب الأسرار) تناول دوباك تشوبرالخوف من الموت بطريقة مذهلة أدهشتني بحق، وعلي الاعتراف بأنه أقنعني بفكرته، و قد ثبت ذلك من خلال ردة أفعالي تجاه الوفيات التي حدثت لأفراد مقربين جدا مني خلال الفترة الماضية، إذ لأول مرة في حياتي اتقبل فكرة الموت بهذه السهولة، صحيح أنني بكيت لكن لدقائق معدودة، ولم يدم حزني طويلا، أمر أفزعني في البداية، لكنني شعرت براحة عجيبة بعد ذلك، يتناول تشوبرا الموت بطريقة جميلة بحيث أنه لا يدع لك مجالا لتخشاه، فهو يدعونا أن نتعلم تقبل حقيقة الموت من خلايا الجسم البشري التي تعلمنا كل يوم بأن الموت ماهو إلا بداية الحياة، فالنباتات تموت من أجل تغذيتنا، و كذا الحيوانات، و حتى خلايا الجسم البشري مبرمجة على الموت الدوري من خلال عملية موت الخلايا المبرمج apoptosis وذلك من أجل بقائنا على قيد الحياة حتى يحين الأجل، و تعكس الخلايا البشرية دورة الحياة عندما تبدأ بالانكماش التدريجي و تدمير البروتينات المكونة لها، ثم تبدا بتفكيك الDNA ، و تبدأ بعدها بتكوين فقاعات تظهر على السطح تفتح الخلية حينها مكوناتها للعالم الخارجي، و تلفظ آخر مكون كيميائي إلى أن يبلعها الجسم و تختفي إلى الأبد دون أن تترك اثرا، و قد وجد الباحثون أن الخلية تحتوي على سم P53 ، هذا السم موجود في كل خلية و تستخدمه الخلايا عندما يحين موعد موتها بأن تقوم بتنشيطه، سبحان من خلق فأبدع إذ أن كل خلايا الجسم البشري مبرمجة على الموت بدا من الشعر إلى خلايا الجلد وحتى غشاء المعدة، و الخلايا التي ترفض الموت و تتمرد على هذا النظام من خلال رفضها تنشيط سم P53، أي رفضها لإصدار أمرا بموتها، ينتهي بها الأمر إلى أن تنشطر بشكل جنوني مسببة ما بات يعرف بالسرطان، إنه قانون عسكري صارم لا يقبل بمخالفة القوانين، وفي مقابل عامل الموت هذا، يوجد ايضا عامل نمو في كل خلية، مهمته تكمن في إعطاء الخلية أمرا بالبقاء حية، و إذا انخفض هذا العامل تفقد الخلية الرغبة في البقاء، كما أن لكل خلية يوجد مفعل الموت وهو رسول كيميائي تقوم الخلايا بإرساله - مثل ( قبلة الموت ) - ليبشر بموت الخلايا، ووصول الموت..
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( سورة الحج)
فسبحان من خلق وأبدع...........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق