وصلتني هذه الرسالة من قارئة، أحببت أن أشرككم بها لأن الحالة التي تتحدث عنها، حالة عامة جدا، مررت بها شخصيا ولا بد من أن الكثيرون منكم قد مروا بها حذفت بعض الجزئيات منها حفاظا على خصوصية القارئة:
أستاذتي العزيزة ترددت كثيرا في الكتابة إليكِ ، إلا أني اجد نفسي اكتب إليك والذي شجعني على الكتابة لك هو كلامك في الهدف من مدونتك " وهو خلق اختلاف في حياة الآخرين وارشادهم"، فارجو أن تسمحي لي أن أخذ من وقتك الثمين في قرأة رسالتي ، اولا اعرفك بنفسي أنا معلمة ، كنت اتصفح المدونات العربية ووجدت مدونتك وبدأت أقرائها كل يوم تقريبا، قد تستغربين من كتابتي هذا الايميل لك ولكني بالفعل في قمة الاحباط وعدم الثقة واليأس، حضرت العديد من المحاضرات وورش العمل والمشاغل حول التنمية الذاتية إلا اني لا اجد نفسي ابدا ، لا ادري ما هي أهدافي او طموحاتي ولا اعلم ماذا اريد فمنذ تخرجي من الجامعة وإلى الآن وانا احضر هذه الدورات والورش واقرأ الكتب و في قرارة نفسي اريد التغيير ولكن لا اعلم من اين ابدا
مع العلم بأني مجتهدة جدا وقمت بالعديد من المناشط بالمدرسة وقد كرمت على أثرها من المديرية بالمنطقة في كل سنة تقريبا ـ إلا اني لا اجد نفسي بالمدرسة او في هذا العمل الذي اقوم به، اتمنى لك مزيدا من التميز والنجاح ... واتمنى إلا اكون قد ضايقتك برسالتي او اخذت من وقتك الكثير
الرد:
أنا سعيدة بأن التردد في الكتابة إنتهى بهذا القرار، و سعيدة أكثر بمداومتك على متابعة مدونتي، و سعيدة بالصدفة التي أوصلتك إلي، وإن كنت لا أؤمن شخصيا بمبدأ (الصدف)، أنت كنت تبحثين عن إجابة وبحثك أوصلك إلى هنا، مرحلة (قمة الاحباط وعدم الثقة واليأس) جميعنا وصلنا لها، لكن بما أنك اتخذت خطوات جادة في الخروج منها فهذا مما لاشك يميزك عن كثيرين ممن مروا بهذه المرحلة وتوقفوا عندها، فتأكدي بأنك ستخرجين منها، أكثر قوة و تفاؤلا..
لكن دعيني أقل لك شيئا عزيزتي، مجرد حضور المحاضرات و قراءة كتب التنمية الذاتية لن تحل لك مشكلتك، هذه البرامج قائمة كلها تقريبا على مبدأ (علم النفس الإيجابي) و (البرمجة اللغوية العصبية) لتغيير السلوكيات، مجرد القراءة وحدها لن توصلك لهدفك مالم تكن القراءة مصحوبة بالتطبيق، أنا أتحدث من واقع تجربة شخصية بحته إضافة إلى إطلاعي و دراساتي، التغيير يبدأ من الذات، و يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة، يجب أن يكون لديك الاستعداد التام للتغيير، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، لأكن صادقة و أمينة معك أقول لك هذا الكلام، لأن لا حلول سريعة للحالة التي أنت فيها..
من خلال رسالتك بدا لي أنك إنسانة طموحة، لديك الاستعداد للتغيير، لكن ربما تحتاجين فقط لمن يرشدك إلى الطريقة، مهنتك على ما يبدو أحد أسباب هذا الإحباط الذي تعيشين فيه، قد تكونين مثل الملايين حول العالم ممن إختار هذه المهنة، لكونها مضمونة، لا أحد يفصل منها، و نهايتها ايضا راتب تقاعدي مضمون، لكن حتى هذا ممكن تعلمه، و أقصد به أن تتعلمي كيف تحبين مهنتك، و بالتالي تعطين فيها...
نصيحتي لك أن تبدأي أولا بالاعتراف لنفسك بأنك تتحملين المسئولية التامة عن نجاحك و فشلك في الحياة، و عما وصلت له، مجرد الاعتراف بمسئوليتك سيفتح لك أبوابا من الفرص و الأبواب التي لم تكوني تحلمين فيها، سيفتح عينك على أمور لم تكوني تلاحظينها من حولك، لأنك كنت دائما تبحثين عن الحلول لدى الآخرين، و خارج ذاتك، تماما كذلك الرجل الذي كان يبحث في الشارع عن شيء، ومر به أحد المارة و سأله عما يبحث عنه، أجابه بأنه يبحث عن مفتاح بيته، فتبرع الرجل بمساعدته لمدة نصف ساعة لكنه لم يعثر على شيء، وعندما نفذ صبره سأله: أمتأكد أنت يا سيدي من أنك فقدت المفتاح هنا؟!! أجاب الرجل: كلا فقدته أمام باب منزلي لكن لأن لا إضاءة هناك لذا قررت أن أبحث هنا حيث إضاءة الشارع.
هناك 3 تعليقات:
ابدعتي عزيزتي
ابشرك باني بدأت بدراسة موضوع علم النفس والاتصالات فاعتذر عن عدم تواجدي هنا لفترة طويلة جدا
لذا فاني لن اترك مدونتك دون ان اقرا منها كل يوم
قرار صائب ارجو ان تستفيد منه السيدة
أحمد العبرة
عود أحمد، افتقدت تعليقاتك الجميلة على المدونة، و تفاعلك.......قرار حكيم الذي اتخذته اسأل الله لك التوفيق
سلام عليكم..
الاعتراف سيد الادلة والخطوة الاولى بالاتجاة الصحيح ، لكن الخطوة التي تليها هي التي تحدث الارتباك من حيث صوابتها وتوقيتها ، هنا تكون المراوحة إما التراجع او الاندفاع بشكل صحيح وفي الاتجاة الصحيح، نسأل الله السداد
جدتِ التشخيص والمثال ، مبارك قلمك وصادقة في دعواك ورشدك
حتى يأذن الله بدرس جديد كونوا بعون الله الدالين على الخير وفاعليه
إرسال تعليق