18‏/05‏/2010

عبري و الرستاق معا.........خيال

قرر زوجي الحبيب أن يصطحبنا في مشوار بالسيارة كما أعتاد أن يفعل في إجازات نهاية الأسبوع، لا تكون هذه الرحلات مخطط لها في الغالب، وبالتالي لا توجد لها وجهه محددة ، نركب معه السيارة و نرى إلى أين ينتهي بنا الطريق الذي نسلك، هذه المرة خرجنا من مسقط بإتجاه الغرب، ودخلنا مدينة الرستاق العريقة، ذات الحدائق الغناء و الأودية الجميلة التي اشتهرت بها، ثم تبعنا لوحة إرشادية لمدينة عبري، طالما سمعت عن هذا الطريق الجديد الذي افتتح في السنوات الأخيرة ليربط العاصمة بمدينة عبري التاريخية، فقررنا تجربته، تزودنا من الرستاق بالبترول لأن الطريق غير مألوف بالنسبة لنا، كانت الرحلة من أروع ما يمكن، فالطريق يمر عبر سلسلة جبال أبدع الخالق في رسم تضاريسها، و ألوانها التي تتدرج بين الرمادي، والبني، والأسود و البنفسجي، و فجأة و بدون مقدمات تظهر لنا قرية شامخة على قمة جبل لا يستطيع المرء أمام منظرها إلى ان يشهق دهشة و إنبهارا، وهكذا وعلى طول الطريق تظهر لنا الوديان، والقرى الجبلية ، ساحرة، آسرة، آية في الجمال..

و ثم وبدون مقدمات وجدنا أنفسنا أمام سهول منبسطة و شاسعة، وفي نهايتها ظهرت مدينة عبري التاريخية، شامخة، ساحرة، زادتها غيمة سوداء غطت معظم أحيائها سحرا، و غموضا...

تجولنا في شوارعها نبحث عن مطعم معقول لتناول غدائنا فيه، لكن يبدوا أن أهل عبري ليسوا من هواة الأكل في المطاعم مثلنا، فاستعنا بنظام الملاحة لإرشادنا إلى أقرب فندق، ولم يخيب ظننا (شيف) المطعم الواقع في ذلك الفندق ذا النجمتين، الواقع تحت سفح جبل أخذ ت جدرانه ألوانها من لون ألجبل، فكان من الصعب رؤيته لولا النخيلات اللائي زرعن على أطراف الجدار الخارجي، كان البرياني الذي طلبناه لذيذا للغاية فاجأني بحق، فلم أكن شخصيا متأملة كثيرا عندما دخلت الفندق بالغ الصغر ذا ال25 غرفة، لكن يبدوا أن الكتاب لا يقرأ من عنوانه دائما..

ودعتنا عبري بزخة مطر كنا بأشد الحاجة إليها، بعد أن بخلت علينا سماء مسقط بالمطر منذ فترة طويلة، فزاد المطر من روعة المكان، وكانت رائحته في غاية الروعة بحق...

لعل ألدرس الأهم الذي تعلمته من خلال هذه الرحلة الفجائية، هو بيان الحكمة من التأمل في مخلوقات الله سبحانه في تعاليم ديننا الحنيف، فهذا مما يقوي إتصال المرء بالطبيعة، و يسمو بروحه بشكل مذهل حقا، تجعلك إبداعات المولى تدرك عظمته، و فضله عليك كإنسان اختارك لأن تكون خليفة له على هذا الكوكب الرائع، و سخر لنا كل هذه الجبال، هذه السحب، هذه المخلوقات من حولنا، تشعر وأنت محاصر بتلك الجبال بضآلتك كمخلوق، و في ذات الوقت بعظمتك لتفضيل الله سبحانه لك على سائر المخلوقات..............ببساطة كان يوميا أكثر من رائع، وكانت رحلتي خرافية بحق، ساهمت في كسر روتين أسبوع العمل التقليدي بشكل مذهل

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم

ماشاء الله ..رحلة رائعة
واسلوب وصفي أكثر من جميل

يعطيك الف عافية اختي

Unknown يقول...

عناي العيون: هذا بعضا مما عندكم، جزاك الله خيرا

علي موسى يقول...

سلام عليكم..
بصراحة اغبطك على روح التأمل التى تمتلكينها ، اتمنى ان تكون الاسرة عندها هذة الملكة الربانية .
تشعر وأنت محاصر بتلك الجبال بضآلتك كمخلوق، و في ذات الوقت بعظمتك لتفضيل الله سبحانه لك على سائر المخلوقات....سبحان الله روعة المناظر هي من تجبر الانسان على التأمل .
على ذكر التأمل، عندي عادة يعرفها من اتابعه على تويتر ،بأني كثير الاسئلة واظن انك لاحظتِ ذلك، كيف انمي هذه العادة .. هل هناك طريقة ما..؟
حتى يأذن الله برحلة اخرى كونوا بخير ترحال

Unknown يقول...

أخي علي
السؤال باب للتأمل، لكن حاول أن تركز انتباهك على الأشياء من حولك، بدأ من نقوش استكانة الشاي في يدك، إلى لون الشاي و طعمه، مرورا بالطريق الذي تسلكه بسيارتك للعمل كل يوم، ركز على التفاصيل الدقيقية التي لا تنتبه لها عادة! و ستتفاجأ مما ستكتشف